مقالات

حان وقت العودة.. الكرة للجمهور هم صانعيها ومستهلكيها

بقلم: محمود غنيم

انتهت مباراة الأهلي وصن داونز في إياب الدور ربع النهائي من دوري أبطال افريقيا بهدف نظيف للمارد الأحمر، وهي نتيجة لم تكن على الإطلاق لتؤهل الأهلي الذي خسر الذهاب بخماسية نظيفة، وعلى الرغم من الخروج الافريقي الغير متوقع إلا أن جماهير القلعة الحمراء ضربت مثلُا يحتذى به في مؤازرة اللاعبين والوقوف بجانب الفريق، في مشهد لم نعهده سوى في الملاعب الأوروبية.

جماهير الأهلي وقفت طوال الـ90 دقيقة تهتف للاعبين، وتطالبهم باللعب بروح وحماس الفانلة الحمراء، غير آبهين بنتيجة المباراة، فالمهم عندهم هو إعادة هيبة الفريق إفريقيا بعد الهزيمة المذلة، واثبات أن ما حدث في بريتوريا لم يكن سوى يوم غير موفق لبطل افريقيا 8 مرات، ومرت الدقائق ولم يتمكن لاعبي الأهلي من الستجيل سوى في مناسبة وحيدة عبر المغربي وليد أزارو، لينتهي اللقاء بنتيجة الكل يعلم أنها لا تغني ولا تسمن من جوع؛ إلا أن الجماهير فاجئت الجميع بهتافات مؤازرة للاعبين، وطالبوهم بالفوز ببطولة الدوري لتعويض ما يمكن تعويضه.

وكان الأمن قد رفض زيادة عدد الجماهير عن 30 ألفًا، أو فتح سعة الاستاد عن اخره كما طلب مسؤولوا الأحمر، متخوفين من عدم قدرة الأهلي على العودة بالنتيجة، وبالتالي حدوث غضب لدى الجماهير، وإحداث أعمال شغب بالاستاد، وهو ما أكدت الجماهير عكسه تماما، ليردوا بذلك الجميل لقوات الامن التي سمحت لعدد غفير من الجماهير بالحضور بدون تذاكر وبالبطاقة الشخصية فقط، رغبة من الأمن في عدم إبداء أي تقصير  مع الأهلي في مباراة مصيرية كتلك.

وفي السويس وضمن مباراة الزمالك وحسنية أغادير في عودة ربع نهائي الكونفدرالية، كررت الجماهير البيضاء ما سبقته إليه جماهير المارد الأحمر، وأظهرت احتراما فائقا في التعامل خارج وداخل الاستاد، مشجعين فريقهم بدون كلل أو ملل طوال أحداث اللقاء، مظهرين صورة حضارية جميلة عن مصر التي ستنظم أمم إفريقيا خلال الفترة الصيفية المقبلة. وبعد ما أبدته الجماهير من التزام كبير خلال اللقائين، واظهار رغبتهم في العودة لمكانهم الطبيعي خلال باقي مباريات الدوري، فيجب على الأمن أن يبدأ في زيادة أعداد الجماهير التي تحضر مباريات الدوري خلال الفترة المقبلة، في “بروفة” لتأكيد استعداد أرض الكنانة لاستضافة الحدث الأبرز في القارة السمراء والذي سينطلق بعد شهرين، ولأن كرة القدم للجماهير، تُلعب من أجلهم، هم صانعيها ومستهلكيها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights