مقالات

فتحي المصري يكتب ” تأملات “

بقلم : فتحي المصري

تطالعنا صفحات الفيس بوك بغرائب وعجائب ،فجأة تحول الشباب الى شيوخ والشيوخ قد صاروا كهولا وكأن يوم الحشر قد قرب . فالامر قد يبدوا اننا امام مزحة صنعها محترفوا تغير الواقع فى حياتنا وفى هذا العالم الافتراضى والعجب العجاب اننا فرحنا لذلك الامر بل وقد كبرنا الى اكثر من ثلاثون عاما .ووضعنا صورنا على صدور تلك الصفحات .

وهنا ياتينى سؤالا .

لماذا لم يعودا بنا الى الوراء والى طفولتنا المسلوبة منا ! ولماذا لم يرجعون الى الوراء لكى نتذكر عالم البراءة .
حينما كنت أقلب تلك الصفحات العطرة من سجلاّت حياتي فأراها أياما ضاحكة، مشرقةً مملئةً بالعنفوان، ممزوجةً ببساتين الحب الصادق متراميةً على اطراف نوافذي، مع رائحة ياسمين فجر وليد يتجدد فيه براءة الروح النقيّة.
لماذا لم يرجعونا الى تلك الطفولة.. وقصّة حلم، وقصيدة أمل، وخاطرة عذوبة.

تذكرت جدتي وهي تشعل مصابيح البيت على منارات حكاياها الشيّقة ممسكةً سجلات دفاترها المهترئه.. ممزوجةً بنصائحها العطرة وحكمها التي لا تنتهي حرصا علينا.
عالم الطفولة الذى لا يفهمه إلا من عاشه.. وأمان الطفولة هذا العالم الجميل بكل قوانينه.. فلا يوجد هناك من يحمل الكره والحقد على غيره.. بل تجمعهم رابطة واحدة.. ألا وهي رابطة الحب والبراءة.. آه ما أجملها من أيام.
لماذا يأخذوننا ويهربون بنا من عالمنا الملطخ بالاحقاد والاغلال وكانهم يريدون ان يخبرونا باننا على مشارف نهايات الحياة .

اتركونا كما نحن بواقعنا المرير الذى نغوص فيه بكل ما يحمله من فساد وافساد وكراهية وعداوات ولا تستعجلوا النهايات . فهى آتية لا محالة ولا يمكن ان نهرب منها الى زمنا آخر ليس عالمنا او زمننا .

اصنعوا الامل او غيروا الواقع لعالم افضل واظن اننا نطلب المستحيل او تمسكوا بواقعكم .
صباح الامل والواقع .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights