بقلم :؛ أمل النجار
هذه الكلمة اصبحت تحمل فى ذهنى معنى مرادف للشجاعة والجراءة والبحث عن الذات ، فبرغم أن الرجل يخسر فى الطلاق كثيرا ولكن اكثر هذه الخسارة تتركز فى الجانب المادي ، فهو يخسر امواله إن كان رجلا ويعطي المرأة حقوقها المتعارف عليها ؛ أما وأن كان غير ذلك فربما لا يخسر أى شىء ، أما المرأة فينكسر قلبها وكثيرا من مشاعرها ، يحدث ذلك مع المطلقة حتى وإن كرهت الرجل الذى طلبت الطلاق منه ، لذلك فالمرأة التى تجرأت على هذه الخطوة واصرت عليها بحق ودون شطط أو جور ، تستحق من المجتمع الحماية والاحترام والمساعدة ، تستحق أن تجد من يدعمها لتصل لراحتها التى حرمت منها تحت رجل اجبرها على طلب الطلاق ، وليس كما يحدث الان من نهش المجتمع باكمله لها .
وقد اكون محقة إن قلت أن اول ما يجب على المجتمع تقديمه للمطلقه هو الكف عنها ، وقطع لسانه عن الحديث فى اخبارها والتسلط عليها، وأرى أن هذه الخطوة بدايتها عند المرأة نفسها، فلو احترمت المرأة اختها المطلقة فلم تتعامل معها بريب وترقب وتخوف سيكون هين على الرجل ان يفعل هذا بعد ذلك وعلي المطلقة ان تكون علي قدر المسؤولية….
المطلقة فى المقام الاول ضحية ، ليس شرط أن تكون ضحية زوجها ، ولكنها ضحية مجتمع بأكمله ، ضحية عادات وتقاليد خاطئة ، وموروثات ليس لها أي أساس في الدين ، ضحية زوج لم يحاول أن يقدم لها شىء حقيقي يشعرها بأنوثتها ورجولته ، زوج لم يحترم وجودها في حياته….
على أى حال المطلقة انسانة تستحق الدعم اكثر من غيرها ، والتعامل معها بشكل يليق بالمرحلة التى تمر بها …
اما انتى ايتها المرأة التى اختارت الطلاق على أن تكمل فى حياة لا معني لها وفضلت الإعتماد على النفس : لا تنتبهى للناس ولا تعطي أحد الفرصة فى أن يحصرك فى مكان لا يليق بك ، ترفعى عن المهاترات ، اوقفى الدفاع عن نفسك واحتفظى بطاقتك هذه لعمل نافع يفيد المجتمع ، اعيدى ترتيب افكارك واستخلصى من تجربتك اهم نقاط القوة والضعف ، حاولى أن تقفى على اسباب فشل هذا الزواج ، وكونى على يقين من أن الارتباط مرة اخرى امر حتمى ، ربما يأخذ بعض الوقت ليتحقق ولكن لابد أن يتحقق ، ولا معنى البته للعزوف عن الزواج أو الخوف من فكرة الزواج ، فلا نجاح بدون فشل ، ولا حياة بدون تجربة ، وهل كل من تاه فى طريق مرة لا يصل بيته مطلقا؟! لابد سيصل ولكن عليه اولا تغيير وجهته الى الوجهة الصحيحة .. وحتي اذا كان اختيارك ان تكملي الطريق بمفردك فهذا اخيارك وعلي الجميع إحترام رغبتك … وليس لأحد الحق أن يرسم لكي خريطة حياتك المستقبلية .
