دنيا ودين

أحتفال المصريين في رأس السنة الهجرية

 

كتب : أحمد عثمان عوض

 

ان الاحتفلات في مصر برأس السنة الهجرية تمثل حدثًا هامًا في حياة المواطن المصري، فبالضافة الى الموائد الشهية التي تعدّ للمناسبة والتي تغلب عليها الحلويات والسكريات على أمل أن تكون السنة حلوة وعسلية. فان المصريين، رجالا ونساء واطفال يرتدون ابهى حللهم لاستقبال السنة الجديدة (وفي الأرياف المصرية يرتدون أجمل الجلبيات) ويجتمعون في الساحات العامة للصلاة و للحديث عن الذكرى وأصولها التاريخية فيتبادلون العبارات الجميلة كذكر”كل عام وانتم بخير”كل سنة وانتم طيبون” وغيرها. أما الاطفال فيجتمعون في أمكنة خاصة بهم للعب والاحتفال على طريقتهم.

 

إحياء الاحتفالات بالعيد 

 

في الآونة الاخيرة، ظهرت عادات وتقاليد تتعلّق بالاحتفال بهذا العيد. أخذ المسلمون يتبادلون الهدايا  وبطاقات المعايدة بمناسبة رأس السنة الهجرية، وتحيى الاحتفالات بتلاوة القرآن الكريم والاحاديث النبوية، وتقديم الإنشادات الدينية.

 

 

يهنئ المسلمون بعضهم بعضاً بحلول العام الجديد والدعاء بالبركة والخير وذلك بتردادهم عبارة “كل عام وانتم بخير”. ومما يرددون فيه أيضًا: “اللهم، ما عملته في هذه السنة مما نهيتني عنه ولم ترضه، ونسيته ولم تنسه، وحلمت عليّ في الرزق بعد قدرتك على عقوبتي، ودعوتني الى التوبة بعد جراءتي على معصيتك، اللهم اني استغفرك منه فاغفر لي…”

 

 

ويذهب بعض الأئمة الى اعتبار الاحتفالات بعيد السنة الهجرية بدعةَ ولا يعلم لها أصل عن السلف الصالح، ويعتبرونها سنّة جاهلية كان يفعلها المجوس واليهود والنصارى .

 

 

ويذهب البعض إلى القول بأن الاحتفال برأس السنة الهجرية هو احتفال بهجرة الرسول الأعظم محمد(ص) من مكّة الى المدينة، وهذه المناسبة تدعونا الى الاحتفال برأس السنة الهجرية .

 

وقديمًا، كان للخلفاء الفاطميين الاعتناء بليلة أول محرم في كل عام لأنها أول ليالي السنة وابتداء أوقاتها.

 

 

ومن الجدير بالذكرأن العام الاسلامي هو أقصر من العام الميلادي بحوالي 11 أو 12 يومًا، فلا يأتي موعد رأس السنة الهجرية في نفس التاريخ بحسب التقويم الميلادي.

 

في مكه المكرمة

في بداية كل سنة هجرية يعمد أهل مكة الى تلاوة الصلوات وتبادل التبركات ويأخذ العيد طابعًا تطغى عليه الفرحة، وتمارس فيه جملة من العادات والتقاليد المترسخة في الذاكرة والمتوارثة على مرّ السنوات.

 

من عاداتهم المعروفة أنهم يتناولون في هذا العيد  طبق الملوخية من باب التفاؤل بحلول سنة جديدة عساها تحمل الاخضرار الى بلدهم والخير الى أهلها، كما جرت العادة أن يتناولوا الحليب “أبو الهيل” الذي يجلب أيضا التفاؤل والخير لهم عند اطلالة العام الجديد ببياضه الذي يرمز الى الطهارة والبركة.

 

الاحتفالات في مصر

ان الاحتفلات في مصر برأس السنة الهجرية تمثل حدثًا هامًا في حياة المواطن المصري، فبالضافة الى الموائد الشهية التي تعدّ للمناسبة والتي تغلب عليها الحلويات والسكريات على أمل أن تكون السنة حلوة وعسلية. فان المصريين، رجالا ونساء واطفال يرتدون ابهى حللهم لاستقبال السنة الجديدة (وفي الأرياف المصرية يرتدون أجمل الجلبيات) ويجتمعون في الساحات العامة للصلاة و للحديث عن الذكرى وأصولها التاريخية فيتبادلون العبارات الجميلة كذكر”كل عام وانتم بخير”كل سنة وانتم طيبون” وغيرها. أما الاطفال فيجتمعون في أمكنة خاصة بهم للعب والاحتفال على طريقتهم.

 

يُنزل المصريون الأيام العشر الأولى من شهر محرم في مرتبة مباركة، فهم، كما يحكي موقع ذاكرة مصر المعاصرة التابع لمكتبة الإسكندرية، من «أكثر شعوب العالم تمسكًا بالعادات والتقاليد المتوارثة من قديم الأزل، ويبدو هذا واضحًا جليًّا من خلال طقوس حياتهم اليومية وسلوكهم اليومي، بالإضافة إلى مظاهر الاحتفال بالأعياد والمناسبات المختلفة

 

إبداعات المصريين

يحيي الشيعة المسلمون ومريدي الطرق الصوفية ذكرى استشهاد الإمام ;الحسين ; حفيد النبي ;محمد ; سنويا في العاشر من محرم، فيما يعرف بذكرى «عاشوراء». – صورة أرشيفية

 

يُنزل المصريون الأيام العشر الأولى من شهر محرم في مرتبة مباركة، فهم، كما يحكي موقع ذاكرة مصر المعاصرة التابع لمكتبة الإسكندرية، من «أكثر شعوب العالم تمسكًا بالعادات والتقاليد المتوارثة من قديم الأزل، ويبدو هذا واضحًا جليًّا من خلال طقوس حياتهم اليومية وسلوكهم اليومي، بالإضافة إلى مظاهر الاحتفال بالأعياد والمناسبات المختلفة».

 

في التقرير التالي، نعرض رصدًا قدمه موقع ذاكرة مصر المعاصرة لعادات المصريين في محرم أيام الفاطميين، حيث كانت لأبناء النيل طقوس خاصة بهم في الاحتفاء برأس السنة الهجرية، خاصة «يوم عاشوراء».

 

1- ابتدع الفاطميون عادة الاحتفال برأس السنة الهجرية في مصر مع حلول أول يوم من شهر محرم.

 

2- احتفاء الفاطميين بشهر محرم اعتمد على إقامة السرادقات وتنصيب الخيام وتجميع الناس للاحتفال.

 

3- في تلك الاحتفالات، كان المصريون يقدمون لبعضهم البعض أطعمة تتكون من اللحوم والأرز والسكر والعسل.

 

4- عرف المصريون في أول 10 أيام من شهر محرم عادة شراء «الميعة المباركة».

 

5- «الميعة المباركة» يقصد بها البخور الذي يستخدمه المصريون آنذاك، للوقاية من «شر العين الحاسدة»، فوقتها كان الباعة ينتشرون في الشوارع، حاملين «الميعة» وصوتهم ينادي: «ميعة مباركة»، «سنة جديدة»، «عاشوراء مباركة»، «إن شاء الله تكون أكثر السنوات بركة على المؤمنين»، «يا ميعة يا مباركة».

 

6- استخدم المصريون «الميعة المباركة» وقت شعورهم بـ«عين حاسدة» تحوم حولهم أو حول ذويهم، خاصة الأطفال، فيأخذون حفنة منها لرشها فوق الفحم المشتعل في طبق الإحماء، ويقولون: «رقيتك من عين البنت الغارزة أكثر من المسمار، ورقيتك من عين الست الحادة أكثر من السكين، ورقيتك من عين الولد المؤلمة أكثر من السوط ومن عين الرجل القاطعة أكثر من سكين الفرح»، وبعدها يعلو الدخان، ويغطي وجه «المحسود».

 

7- كان من عادة مسلمي مصر في تلك الفترة التصدق بأموالهم خلال أول 10 أيام من شهر محرم، بقدر ما تسمح به إمكانياتهم المادية، ويحددون بمنتهى الحرية قيمة صدقاتهم وأصحاب النصيب الذين سينالونها.

 

8- عدد من نساء مصر اعتدن حينها حمل أطفالهن على أكتافهن والانطلاق بهم في شوارع القاهرة أو يعهدن بهم إلى امرأة أخرى بـ«هدف استدرار عطف المتأنقين المتهندمين في الشارع، فيطلبن الزكاة منهم، مناديات: بـ(زكاة العشر يا سيدي)».

 

9- نصيب كل طفل من الصدقات وقتها يساوي 5 فضات من كل فرد، ويصرف «أحباب الله» الفضيات التي جمعوها في شراء الحلويات.

 

10- كان للطفل إمكانية الاستفادة من الفضيات في خياطة قلنسوة، يرتديها حتى حلول شهر محرم من السنة التالية.

 

11- مكانة اليوم العاشر من محرم كبيرة لدى المصريين، فيوم «عاشوراء» يقدسونه لأسباب مختلفة، منها أنهم «يعتقدون أنه يوم اللقاء الأول بين آدم وحواء بعد طردهما من الجنة، وهو اليوم الذي خرج فيه نوح من فلكه»، بالإضافة إلى اعتقادهم بأنه «يوم الأحداث الكبيرة»، فضلًا عن «صوم قدامى العرب في ذلك اليوم قبل بعث الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم».

 

12- يقدس المصريون أيضًا اليوم، خاصة المسلمين، لأنه «اليوم الذي استشهد فيه الحسين، حفيد الرسول محمد، في معركة كربلاء».

 

13- يحتفي مسلمو مصر بشهر محرم، فيصومون يومي التاسع والعاشر سُنة عن الرسول.

 

14- دار الإفتاء المصرية ترى أن «صيام يوم عاشوراء يكفر عن ذنوب السنة التي قبلها، كما قال النبي محمد»، ناصحة بأنه «يستحب صيام يومى التاسع والعاشر من شهر المحرم، لما روي عن النبي: «إذا كان العام المقبل- إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع»، وقوله: «خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده».

 

15- تستند دار الإفتاء المصرية إلى أنه «روي في الصحيحين عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال: (ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صام يومًا يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم)، ويعني يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني رمضان».

 

16- من بين احتفاء المصريين بشهر محرم أنه كانت تقام احتفالات خاصة بهذه المناسبة في مسجد الحسين، الذي دفن فيه رأس حفيد الرسول، حيث كان يحتشد الناس على طول الطرق المؤدية إلى المسجد، ويكتظ داخل المسجد بالزائرين، وكان يقف نحو 50 درويشًا من مختلف الطبقات في صفين متقابلين، مرتدين الزي المصري التقليدي، بينما تزينت رؤوس بعضهم بـ«القاووق التركي»، ورؤوس البعض الآخر بـ«الطرطور»، ثم يشبكون أيديهم معًا، ويبدأون حلقة الذكر، مرددين: «الله».

 

17- أحد الدراويش يتوسط حلقة الذكر، ويدور حول نفسه، محركًا قدميه وممددًا ذراعيه، ثم يزيد من اهتزازه وحركته، حتى ينتفخ ثوبه كما المظلة، ويستمر في الدوران نحو 10 دقائق، ثم يجلسون جميعهم للراحة، وبعدها ينهضون ثانية، ويعيدون الكَرّة مرة أخرى.

 

18- احتفال المصريين بـ«عاشوراء» يكون بطبق مذاقه حلو، واسمه «عاشوراء»، حيث يتكون من القمح المنقوع في الماء لمدة يومين أو 3 أيام، ويكون منزوعًا منه قشره، بعد غليه يُحلى بالعسل أو بدبس السكر فوق النار، وقد يستبدل الأرز بالقمح، ويزين عادة بالجوز والبندق والزبيب

 

قصه صلاح الدين الأيوبي ورأس السنه الهجريه

قصة رأس السنة الهجرية

 

عندما سيطر صلاح الدين الايوبي على مصر

يقول المقريزي – وهو شافعي المذهب

” واستمر الحال حتى قدمت عساكر شيركوه ووصول صلاح الدين إلى مصر عام 564 ه‍ فصرف قضاة مصر الشيعة كلهم وفرض المذهب الشافعي واختفى مذهبالشيعة الإسماعيلية والإمامية حتى فقد من أرض مصر كلها . كما حمل صلاح الدين الكافة على عقيدة الأشعري في مصر وبلاد الشام ومنها إلى أرض الحجاز واليمن وبلاد المغرب حتى أصبح الاعتقاد السائد بسائر هذه البلاد بحيث أن من خالفه ضرب عنقه

وقاوم شيعة مصر وكانوا الاغلبية وثاروا عدة مرات٠٠٠

يتحدث ابن الاثير – وهوايضا شافعي المذهب وكانت تربطه علاقة وثيقة بصلاح الدين – عن سحق احدى تلك الثورات فيقول :

” فأرسل صلاح الدين إلى محلتهم بالمنصورة فأحرقها على أموالهم وأولادهم . فلما أتاهم الخبر بذلك ولوا منهزمين فركبهم السيف وأخذت عليهم أفواه السكك فطلبوا الأمان بعد أن كثر فيهم القتل فأجيبوا إلى ذلك فخرجوا من مصر إلى الجيزة . فعبر إليهم شمس الدولة أخو صلاح الدين الأكبر في طائفة من العسكر فأبادهم بالسيف ولم يبق منهم إلا القليل الشريد

يقول السيوطي : وأخذ صلاح الدين في نصر السنة وإشاعة الحق وإهانة المبتدعة والانتقام من الروافض وكانوا بمصر كثيرين .

أحرق صلاح الدين نفائس الكتب التي كانت بدار الحكمة ودار العلم كما أغلق الجامع الأزهر .

ويروي المقريزي : وأبطل صلاح الدين الخطبة فيه . فلم يزل الجامع الأزهر معطلا عن إقامة الجمعة فيه مائة عام منذ صلاح الدين إلى بيبرس .

ولم يكتفِ صلاح الدين بقتل الشيعة او بالاحرى من ظل منهم مصرا على عقيدته وحرق مكتبات مصر وانما سلك كل السبل لمحو الولاء لال البيت في مصر ومن ذلك اتخاذ رأس السنة الهجرية عيدا نكاية بالشيعة الذين يتخذون من محرم شهر حزن٠

يقول المقريزي :

ولما زال حكم الفاطميين اتخذ ملوك بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور يوسعون

فيه على عيالهم ويتبسطون في المطاعم ويصنعون الحلاوات ويتخذون الأواني الجديدة ويكتحلون ويدخلون الحمام جريا على عادة أهل الشام التي سنها لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان ليرغموا بذلك آناف شيعة علي بن أبي طالب الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم حزن على الحسين .

وهكذا اصبح يوم رأس السنة الهجرية عيدا بل ويوم عاشوراء عيدا ٠ والغريب ان السلفيين ينكرون الاحتفال برأس السنة ويعتبرونها بدعة لا اصل لها ولكنهم يقرون عيد عاشوراء في موقف ملتبس ومتناقض ومُختلف عليه عندهم انما تفوح منه الكيدية والكراهية للشيعة٠

الغريب ان اخر خلفاء الدولة الفاطمية العاضد لدين الله أبو محمد عبد الله بن يوسف بن الحافظ لدين الله ولد حسب رواية المقريزي يوم الثلاثاء لعشر من المحرم سنة 546 هجريا وبويع لثلاث عشرة من رجب سنة 555 هجريا وعمره يومئذ تسع سنين. وتوفي العاضد بالله يوم الاثنين عشية يوم عاشوراء وقامت عليه الواعبة وعظمت ضوضاء الأصوات النادبة حتى كأن القيامة قد قامت

يقول صالح الورداني

ومن بين العادات الشيعية الباقية في مصر اليوم ذكرى عاشوراء وإن كان صلاح الدين قد حولها من ذكرى حزينة إلى ذكرى سعيدة واستمر المصريون يحتفلون بها على طريقته.. وكذلك هناك ذكرى الاحتفال بليلة النصف من شعبان وهي عادة شيعية لا تزال باقية تحتفل بها الطرق الصوفية اليوم..

٠

الشيء بالشيء يُذكر مالذي اعطى صلاح الدين هذه القدسية والخصوصية التي لم ينلها حتى بعض الصحابة رغم دموية الرجل وماذكره عنه ابن الاثير وغيره من المؤرخين من تواطئه مع الصليبين وتسليمه ساحل فلسطين كله لهم حتى تخال نفسك امام انور سادات اخر٠

ويرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينيا

وهنا نجد ان الجواب يلمحه المرء بسهوله في صورة اخرى عشناها منذ سنوات قريبة فصدام تحول الى سيد شهداء العصر لانه ببساطة كما قال السيوطي عن صلاح الدين : نصر السنة واهان المبتدعة وانتقم من الروافض .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights