حوادث

مواطن ثلاثيني يقتل والده في بولاق الدكرور…التفاصيل الصادمة

كتبت : بسنت حسام

 

حمادة محمود، مُبيض محارة، شاب ثلاثيني، انفصل عن زوجته قبل 3 سنوات، بسبب عدم الانتظام في العمل، وزادت مأساته عندما أصيبت ابنته «بسملة»، 10 سنوات، بمرض السرطان، كان الشاب بعد الطلاق، يقطن مع والديه بشقة بسيطة في منطقة بولاق الدكرور بالطابق الأرضى، ودائمًا ما كان يتشاجر الشاب مع أبيه، لوجود خلافات مالية بينهما.

 

قتل «حمادة»، والده الرجل السبعينى، في غياب أمه التي كانت تزور ابنتها حينها، ودفن جثمان أبيه تحت سريره، وعقب ملاحقة أجهزة الأمن للمتهم، انتحر، أمس الأول، تحت عجلات القطار بمنطقة إمبابة، إذ تقطن إحدى شقيقاته، حسبما ورد بتحريات وتحقيقات الأمن والنيابة العامة، وأقوال أقرباء المتهم والمجني عليه.

 

قتل «حمادة»، والده الرجل السبعينى، في غياب أمه التي كانت تزور ابنتها حينها، ودفن جثمان أبيه تحت سريره، وعقب ملاحقة أجهزة الأمن للمتهم، انتحر، أمس الأول، تحت عجلات القطار بمنطقة إمبابة،  حسبما ورد بتحريات وتحقيقات الأمن والنيابة العامة، وأقوال أقرباء المتهم والمجني عليه.

روائح كريهة تنبعث من العقار محل الجريمة، بمجرد اقترابك تلاحظها، كان الأهالي يمرون، ويرددون: «معقول حد يقتل أبوه ويدفنه»، وهم يسدون أنفاسهم، كانت هناك سيارة شرطة واحدة، و3 مجندين وأمين شرطة، أمام العقار، عينتهم النيابة، للتحفظ على الشقة، ومنع أحد من دخولها.

إسلام عبدالعظيم، من عائلة حمادة، اكتسى الحزن على وجه، وهو يمر من أمام العقار، أمسك برأسه، علامة على عدم تصديقه ما حدث، فكما يقول المتهم «الدنيا لطشت معاه.. طلق زوجته قبل 3 سنوات.. ولديه طفلين (بسملة)، و(عبدالرحمن)، والابنه أصيبت بمرض خبيث، وكان حمادة بيشتغل (يوم وعشرة لأ)، كان دائم التشاجر مع والده، لأن الأخير باع ورثه بالعقار الذي يقيم به، ويرفض إعطاء أموال لنجله المتهم».

أهالي المنطقة فوجئوا مثل «عبدالعظيم»، بحضور الشرطة للشقة محل الجريمة، وبحثهم عن مبيض المحارة المتهم، وعند معرفتهم بالجريمة، التي ارتكبها الأخير قالوا: «يمكن فعلها بسبب ظروفه الاقتصادية.. مؤخرًا زادت مشاجرته مع والده، كان صياحهما الناس تسمعه، لكن لم يصل لدرجة أن يعتدى الابن على والده».

محمد على، حلاق، وصديق للمتهم، قبيل وصول الشرطة، فوجئ بقدوم «حمادة» لصالون الحلاقة، وطلبه مبلغ 20 جنيهًا، وقال له: «دقائق وهجيب لك الفلوس»، إلا أن المتهم لم يعد كما قال لصديقه.

صديق المتهم، عرف بالجريمة، وقال: «لم أتوقع أنه يعمل كدة في أبيه»، وحسبما يروى فالمتهم دخل المسجد قبل قدوم الشرطة ليصلى العصر، مشيرصا إلى أنه «كان غلبانًا.. وأحيانًا يتعاطى موادًا مخدرة، إلا أنه كان شخص مش بتاع مشاكل».

انتحار حمادة مثل صدمة لأصدقائه، مثل استغربوا لجريمة القتل، بكى الحلاق، وقال إن المتهم اقترض منه ليصل لإحدى شقيقاته، لكنه انتحر على قبضان القطار: «الله يرحمك ويسامحك.. ويرحم أبوك».

الشرطة أثناء بحثها عن «حمادة»، استجوبت سيد عمارة، وهو موظف على المعاش، وجار للمتهم، قالوا له: «تعرفه منين.. كنت واحدًا ممن اتصل بهم المتهم مؤخرًا»، مضيفًا أنه تعرف على مبيض المحارة عن طريق زوج شقيقه الأخير: «كان عندى كام شغلانه واستعنت به».

 

الموظف الستينى، قال إن حمادة الفترة الأخيرة، كان دائم الاتصال به ليسأله عن شغل: «مفيش شغل فتح معاك يا عم سيد»، وذات مرة طلب المتهم منه مبلغًا على سبيل السلف، وقال له: «بنتى عندها المرض الخبيث»، ويقول الموظف إنه أعطاه 50 جنيهًا، مشيرًا إلى أن المتهم كان متعلقًا بنجليه: «مرة ناديت عليه علشان شغل، واعتذر لىّ.. وقالي معلش يا عم سيد ولادى عندى النهاردة)».

 

عزة فرج، طليقة المتهم حمادة، زادت مأساتها، اعتزلت الناس، وقررت الذهاب لشقة أختها بمدينة نصر، قالت زوجة عمها، إن بعد انفصال عزة «كل واحد أصبح في حاله»، والطفلان «بسملة»، و«عبدالرحمن»، كانا يذهبا يجلسا مع والدهما المتهم أحيانًا طول النهار، مضيفة: «مكنش في أي مشاكل خالص».

 

«عزة» عملت عاملة نظافة بأحد المستشفيات الحكومية، عقب طلاقها، لتنفق على نجليها، والحمول زادت عليها بعد إصابة «بسملة» بمرض السرطان، قبل حلول شهر رمضان الماضى: «كانت بتخلص شغل وتروح تنام مع بنتها بالمستشفى.. ربنا معاها ويصبرها»، قالتها زوجة العم، باكيةً، إن المتهم اتصل بابنته المريضة قبل انتحاره ليودعها: «مع السلامة يا حبيتي».

 

زوج شقيقه المتهم- تحفظ على ذكر اسمه- عندما عاد من دفن حماه، سمع بانتحار المتهم، قال إن الأخير لديه أختان شقيقتان، وولده متزوج من سيدة أخرى ولديه منها 3 أولاد، كان حمادة يرى أبيه يميزها عنه وأمه، فكان يتشاجر مع أبيه.

 

والده حمادة وزوجة المجنى عليه، رفضت الحديث، وقال أقربائها: «حالتها صعبة»، وأصدرت نيابتا شمال وجنوب الجيزة، قرارًا بتشريح جثتي المتهم والمجنى عليه، لبيان سبب الوفاة، وتحريات أجهزة الأمن.

 

تحريات قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية بإشراف اللواء علاء الدين سليم، قالت إن فنى هندسى وزوج شقيقته، حررا بلاغًا بغياب والد الأول، سائق بالمعاش، وغلق هاتفه، وأثناء بحثهما عنه تلاحظ لهما وجود آثار أسمنتية حديثه أسفل سرير شقيق الأول من الأب، وبتتبع خط سير المتهم، بعدما تبين سوء سلوكه وطلبه الدائم من والده مبالغ مالية، وأنه نفذ الجريمة عقب خروج والدته ربة المنزل، لزيارة ابنتها بمنطقة شبرا تاركة المتغيب، وابنها سوياً ولدى عودتها أخبرها ابنها أن والده خرج من المنزل وعدم عودته، وبفتح الأرضية الأسمنتية انبعث منها رائحة كريهة، وتبين وجود جثة المجنى عليه، وأنه ملفوف داخل بطانية وموثوق اليدين بقطعة قماش وبجواره فوطة وجلباب حريمى وفى حالة تعفن رمى.

 

قسم إمبابة تلقى بلاغا باصطدام أحد القطارات القادمة من مدينة إيتاي البارود بالبحيرة اتجاه القاهرة، بالمتهم حال عبوره شريط السكة الحديد من مكان غير مخصص للعبور

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights