كتبت : بسنت حسام
انتشر مقطع فيديو لضرف طفل معاق “مصاب بالتوحد” في أحد المراكز الخاصة، بصورة كبيرة علي مواقع التواصيل الاجتماعي، وتبين أن الفيديو جرى تصويره في شهر يوليو 2019، إلا أن أحد الأشخاص أعاد نشره على جروب “واتس أب” ليشرح كيفية التعامل مع مثل تلك الحالات.
غضبت أم الطفل بشدة، واعتبرت أن نشر الفيديو يعتبر تشهيرا وإساءة لها ولابنها الوحيد، وتوجهت إلى مركز شرطة طلخا بمحافظة الدقهلية، وحررت محضرا ضد من نشر الفيديو، وتضامنت مع المركز في أنهم من أفضل من تعاملوا مع ابنها وأنه يتردد عليهم منذ أن كان عمره عامين فقط وعمره الآن 10 سنوات.
بدأت النيابة العامة بمركز طلخا تحقيقاتها حول الواقعة، وناظرت الطفل، وتصرفاته، واستعمت إلى أقوال كل من الأم والأخصائية النفسية.
واتهمت والدة الطفل “أحمد” من نشر الفيديو بالتشهير بابنها وبالأسرة، وخاصة أنه ابنها الوحيد، وأن نشر الفيديو أساء له ولسمعة الأسرة، وطالبت باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الواقعة.
وأكدت الأم، في تحقيقات النيابة، أن ابنها كان مصابا بحالة هياج عصبي، ورافقته من قريتهم في مركز بلقاس إلى المركز الصحي في طلخا، وكان معها والده وابن عمه حتى يسيطرا على الطفل، وحاولنا السيطرة عليه بعد فزعه من السرير الموجود بالغرفة.
وأكدت مديرية التضامن الاجتماعي بالدقهلية، أن المكان الذي جرى تصوير الفيديو به غير مرخص، وأعدت المديرية مذكرة للدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، شرحت فيها تفاصيل الواقعة.
وأوضحت المذكرة أن فريق التدخل السريع ومسؤول الضبطية القضائية بالمديرية توجه لمقر مركز العلاج الطبيعى بطلخا، وتبين أنه عبارة عن شقتين والمقر مغلق بالأقفال ومعلق عليه لوحة مدون عليها مركز رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة – وتأهيل صعوبات التعلم وعلاج الطبيعي، وتأهيل التوحد – وتأهيل حالات الشلل”.
وتحكي “كريمة ا”، أخصائية نفسية، ما حدث فتقول “إن ما تم كله كان أمام أسرة الطفل “أب وأم وابن عم” والفيديو رصد 30 ثانية فقط، وقبلها كان الطفل يعاني حالة نوبة هياج عصبي ويريد أن يهرب إلى الشارع، ويحاول الجميع السيطرة على انفعالاته.
وأضافت الأخصائية النفسية، أن أقارب الطفل لم يتمكنوا من الحكم فيه، والموجودين في الفيديو جميعهم أقاربه وليسوا مشرفين بالمركز، ومن دفعه على الأرض في الفيديو قريبه.
وأشارت إلى أن من سمات طفل التوحد أن يؤذي نفسه أو يؤذي غيره، ووهو قوي ولا يمكن أن أضربه، لأن الخبطة الواحدة منه يمكن أن تسبب لي عاهة مستديمة، والطفل بمجرد خروجه من المنزل لم يستطيعوا التحكم به لذلك حضر معه عدد من أسرته، وعندما دخل الغرفة وشاهد السرير أتذكر عملية جراحية أجرها من قبل، ولم نتمكن من السيطرة عليه.
وأكدت أن الطفل أحمد يتردد على المركز وهو عمره عامين والآن عمره 10 سنوات، فهو الابن الوحيد لأمه وهو الذي تترجاه من الدنيا، لذلك تسبب نشر الفيديو في أذى نفسي شديد لها، وعندما توجهت إلى النيابة لم تتركني.
وأوضحت أن الفيديو جرى تصويره من خلال كاميرات المراقبة من المركز، ولا تعلم من يقف وراء تسريبه ونشره على أحد جروبات واتس أب.
وفي المقابل طالب ناشرو الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بمعاقبة المركز والأخصائية النفسية وذكروا “أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة بيدفعوا فلوس عشان ولادهم تنضرب، المفروض إن ده مركز خاص لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في مركز طلخا بمحافظة الدقهلية لذوي الاحتياجات الخاصة، والأخصائية اللي في الفيديو مفهمة الناس أنها متخصصة في تعديل سلوك الأطفال من ذوي الاحتياجات”.
