أقلام حائرة

 الشاعر أبو العزم أحمد يكتب : “كورونا”

بقلم : الشاعر أبو العزم أحمد 

كُرُونَا ما كُرُونَا يا طبيبُ ؟

تُؤرّقني النّوازلُ و الخُطُوبُ

ألَا مَصْلٌ يُخَفّفُ أو دَوَاءٌ ؟

بهِ الآلامُ من ألمٍ تطيبُ

ألَا كَشفٌ يُداوي أو يُعافي؟

و طِبٌّ لا يُغَادرُ أو يَخيبُ

رأيتُ الناسَ في فزعٍ رهيبٍ

و أمْرُ اللهِ في البَلْوَى عجيبُ

وَبَاءٌ أم  بَلَاءٌ  أم وَبَالٌ  ؟

سَألتُ الحُاذِقينَ فلا مُجيبُ

فَفِكرُ النّابِغِينَ بهِ قُصُورٌ

و عقلُ الرّاشدينَ بها سَلِيبُ

تكشّف بالبلاء جلالُ ربّي

فلا أممٌ  تحامتْ أو شعوبُ

و لا مُنِعَتْ بقوّتها طُغاةٌ

و لا مالت بخيمتها لَعُوبُ

و كلُّ مَعَاملِ الإفسادِ غارتْ

فليس لِمُفسدٍ إلا النُّضُوبُ

تَعَالى اللهُ جبّاراً عظيماً

و جُندُ اللهِ مُسرجةً  تجوبُ

تَعَاظَمَ سرُّها  ألَمَاً و فَتْكاً

يكادُ النشءُ من هولٍ يشيبُ

فَمَوتٌ و انعزالٌ و اختناقٌ

و حَظرٌ قد تعنّاهُ الأديبُ

و حَجرٌ و انكِفاءٌ و انحِسارٌ

خسائرُ لا تُكَبّدُها الحروبُ

تَشتّتَ شملُنا في كلّ قُطْرٍ

و لا أحدٌ بمَوطِنهِ يُصِيبُ

و لا الطيرانُ يَحمِلُنا إليهٍ

و لا الأوطانُ من شوقٍ تُهيبُ

و تَمنعُني المساجدُ عن صلاتي

كأنّي بعدَ صُحبتِها غريبُ

و غُلّقَتِ المدارسُ و النّوَادي

و عمّ الصّمتُ و الفزعُ المُريبُ

أعندكَ يا طبيبُ دواءُ جُرحٍ

تَعَذّر في جَبيرتِه الطبيبُ

تَعَوّذْ يا أُخَيَّ منَ الذُّنوبِ

و بَلِّغْ كلَّ خًلْقِ اللهِ تُوبُوا

فَمَا نزل البَلا إلّا بأرضٍ

تَفَشّتْ في مَرَابعها الذُّنوبُ

و ربُّك غافرٌ يقضي و يعفو

و للدَّاعِين  مُستمعٌ قريبُ

فثِقْ باللهِ لا تخشَ البَلايا

تَجِدْهُ بعبدهِ نعمَ الرّقيبُ

و لُذْ بالله في كربٍ و همٍ

فما من لائذٍ أبداً  يخيبُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights