عربي وعالمي

أول تعليق لرئيس وزراء إثيوبيا بشأن الاحتجاجات بعد مقتل 81 شخص

خرج رئيس وزراء إثيوبيا ،أبي أحمد، بعد الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها البلاد والتي أوقعت 81 قتيلا عقب مقتل فنان ثوري،حيث أتهم جهات خارجية بالوقوف خلف الاحتجاجات في أول تعليق له على هذه الأحداث.

 

واجتاحت احتجاجات عنيفة البلاد عقب مقتل المغني الثوري هاشالو هونديسا في ظروف غامضة على يد مسلحين مجهولين.

 

ودان آبي أحمد عملية القتل التي وصفها بالمأساة، كما تعهد بتقديم الجناة إلى العدالة، لكنه اتهم جهات أجنبية ومحلية بالسعي لزعزعة استقرار البلاد وبث الفرقة بين أطياف الشعب، حسب وكالة “أسوشيتد برس”.

 

وشدد رئيس الوزراء الإثيوبي، على “إنها جريمة شنعاء شاركت فيها قوى خارجية ونفذتها قوة محلية، بهدف زعزعة السلام ومنعنا من إنهاء الأشياء التي بدأناها.. أعداؤنا لن ينجحوا”، وفقا لما ذكره موقع “راديو فرنسا الدولي”.

 

وتابع أبي أحمد “يعتقد أعداؤنا أنه يمكنهم تفكيكنا بسهولة، لكننا سنستخدم هذا الحادث لتوحيد البلاد وضمان استمرار خططنا للسلام والأمن في البلاد.. الحكومة ستكثف عملها لتحقيق السلام والاستقرار وسيادة البلاد”.

 

وشهدت البلاد موجة احتجاجات واسعة عقب مقتل المغني الشعبي وكاتب الأغاني هاشالو هونديسا رميا بالرصاص، واشتبك المتظاهرون وقوات الأمن قبل أن تقرر السلطات حجب خدمات الإنترنت والاتصالات عن كامل البلاد.

 

بداية المشكلة

المشكلة بدأت عندما كان جثمان هاشالو ينقل إلى مسقط رأسه في مدينة “أمبو”، الواقعة إلى الغرب من العاصمة أديس أبابا، من أجل دفنه، لكن جاوار ومناصريه اعترضوا طريق الجثمان وحاولوا إعادته إلى العاصمة.

وقال مفوض الشرطة الاتحادي، إنديشو تاسيو يوم، الثلاثاء إن مواجهة تلت هذا الحادث. وأضاف: “وقعت أعمال شغب بين قوات الأمن الاتحادية وآخرين، وفي خضم هذه العملية قتل أحد أفراد قوات الشرطة الخاصة في أوروميا”.

وأضاف إنديشو أن “35 شخصا بينهم جاوار محمد تم اعتقالهم. وصادرت قوات الأمن ثماني بنادق كلاشنكوف وستة مسدسات وتسعة أجهزة إرسال لاسلكية من سيارة جاوار محمد”.

وقال تيروني غيمتا، وهو مسؤول في حزب المؤتمر الاتحادي لأورومو الذي يتزعمه جاوار، لبي بي سي إنهم “قلقون” بشأن اعتقاله وإنهم لم يقوموا بزيارة من اعتقلوا بسبب الوضع الأمني”.

وكان جاوار، وهو قطب إعلامي بارز، قد قاد دعوات لمنح المزيد من الحقوق للأورومو، وهي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، تعرضت للتهميش السياسي من قبل الحكومات السابقة.

بداية التحول

وساند جاوار رئيس الوزراء آبي أحمد، الذي هو نفسه من الأورومو، ولكنه تحول بعد ذلك إلى منتقد قوي له.

في أداما، الواقعة على بعد 90 كيلومترا جنوب شرق أديس أبابا، قتل خمسة أشخاص بعد إطلاق النار عليهم خلال مظاهرات، كما جرح 75 آخرين، بحسب ما قال الدكتور ميكونين فيسا.

كما قتل شخصان بالرصاص في مدينة تشيرو الواقعة شرقي البلاد خلال مظاهرات احتجاجية، حسبما قالت مصادر طبية في المستشفى المحلي لبي بي سي.

وفي مدينة هارار شرقي البلاد، أسقط المحتجون تمثالاً للأمير راس ماكونين، وهو والد هايلي سيلاسي، آخر أباطرة إثيوبيا.

وكان رئيس الوزراء آبي أحمد قد أعرب عن تعازيه لوفاة هونديسا، قائلاً في تغريدة له على تويتر إن إثيوبيا “خسرت حياة ثمينة اليوم”، واصفا المغني بأنه “شخص رائع”.

وتأتي وفاة هاشالو والاحتجاجات التي تلته في وقت تتنامى فيه التوترات السياسية في أعقاب تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في أغسطس/ آب القادم، وذلك بذريعة انتشار وباء كورونا.

وكان ينتظر أن تكون تلك الانتخابات أول اختبار انتخابي لرئيس الوزراء آبي أحمد بعد تسلمه مهام منصبه في أبريل 2018.

أسباب احتجاجات الأورومو

يشتكي الأورومو، وهم أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، منذ زمن طويل من تعرضهم للتهميش.

وكانت المظاهرات قد اندلعت في 2016 مما زاد من الضغط على الحكومة.

و لجأ الائتلاف الحاكم في نهاية المطاف إلى استبدال رئيس الوزراء في حينه هايلي مريام ديسالين بآبي، الذي ينتمي إلى عرقية الأورومو.

وقد أدخل آبي سلسلة من الإصلاحات غيرت صورة البلاد التي كانت تعتبر “دولة قمعية”. وفاز بجائزة نوبل للسلام في 2019، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى تحقيقه السلام مع إريتريا.

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights