” أحلام مواطن “
بقلم : عبد السلام بدر
من أحلام الانسان ما يتعلق بآماله وأمنياته في الحياة . فإن سعى وجدّ في عمله ربما يتحقق له مايتمناه أو بعضا منه . ويظل البعض الآخر من أحلامه رهن ما يحيط به من ظروف وملابسات تكون خيوطها بالضرورة في أغلبها بيد طرف أو أطراف أخرى تعمل عن عمد طبقا لحساباتها على عرقلة تحقيق هذا البعض الباقي من الأحلام . أو ربما تكون هذه الأطراف غير عامدة إلى إحداث هذه العرقلة ولكن هكذا قدراتها . هكذا تفكيرها مع توفّر حسن النوايا . أو هكذا يأتيها النصح أو التحذير ممن تتسبب تلك الأحلام إن تحققت في الأضرار بمصالحها . فالأمور غالبا تسير طبقا لإتجاه المصالح .. والآن هيا نستعرض على سبيل المثال بعض الأحلام .
- 1_ في دولة ما
اجتمع رئيس جمهوريتها برئيس وزرائها وطلب منه عمل مسابقة لشغل منصب وزير إحدى الوزارات الهامة . وكانت فكرة الرئيس أن يتقدم عدة أشخاص من مواقع مختلفة ( أساتذة جامعات _ عسكريون متقاعدون _ خبراء إقتصاد _ رجال أعمال .. الخ ) بأبحاث تدل على خبرة المتقدم وقدرته على إدارة هذه الوزارة .. وتراجع الأبحاث بمعرفة رئيس الوزراء بعد ترقيمها من قبل رئيس الجمهورية بأرقام سرية تلافيا لمجاملة قد تحدث من رئيس الوزراء . باختصار تم ترشيح أحد المتقدمين لشغل المنصب .فاستدعاه رئيس الجمهورية ودار بينهما الحوار التالي : :
يا ( فلان ) لقد تم ترشيحك لمنصب وزير ( …) ياترى هاتقدر ؟
أجاب الشخص مرتبكا : ألف شكريافندم لفخامتك . .
ابتسم رئيس الجمهورية ابتسامة يغلب عليها الأسى واسترسل: بس أنا مش جايبك علشان تشكرني. انما التقارير اللي جاتني مع البحث اللي انت عملته بتقول انك أفضل المتقدمين .
رد الشخص : ان شاء الله يافندم هاقدر بفضل توجيهات. : : سيادتك
- الرئيس بحدة : فكّر كويس لأنك مش هتاخد مرتب وزير إلا لما تخلص مدتك وهي تلات سنوات دا لو قضيتها كلها .وهاتقبض مرتبك الحالي من وظيفتك . . وقدامك سنة من يوم ماتستلم أشوف هاتعمل ايه .. .
اللي تشوفه يافندم أجاب المتقدّم : .
الرئيس : طيب يا( فلان ) لو مقدرتش تنجز المطلوب بناء على الزمن المحدد لكل مشكلة .
الشخص : سيادتك تمشيني .
الرئيس :.مش بس هاامشيك وهااحاسبك على الوقت الضايع وأي أموال أهدرتها.
أومأ الوزير الجديد برأسه موافقا قائلا بصوت يكاد يُسْمَع: تمام يافندم .
الحوار ده كان في وجود رئيس الوزراء . وقال للرئيس :
بعد إذن سيادتك يافندم . أنا هااعمل كده مع المحافظين..
2_ حلم الكرامة :
أحلم بأن فواتير المرافق ( كهرباء – مياة – غاز ) وما يحصل عليها من مبالغ اضافية وكذلك ما يدفعه المواطن في شراء استمارات لكل امر كبر او صغر كبطاقات الرقم القومي . وشهادات الميلاد والقيد العائلي . الخ . قائمة طويلة من المبالغ لو احسن ادارتها والرقابة عليها يجعل الدولة في غنى عن الجمعيات الاهلية والمساعدات الشخصية التى تهدر الكرامة وتفسد الانتخابات . أضف الى مايحصل على فواتير المرافق مايمكن التبرع به من رجال الاعمال ( الى الحكومة ) والضرائب المقررة وليتها تكون تصاعدية . الخلاصة . ان يحتفظ المواطن بكرامته وعزة نفسه كاملة لا تشوبها نظرات تشعره بفقره او عجزه عن سداد مصروفات ابنائه في المدارس . او عدم قدرة اسرة عن شراء جهاز ابنتها العروس . الخ . هذه الامور التي تمتد فيها ايادي اهل الخير . هى حقا تكاتف وتعاطف . لكنها جارحة للمشاعر . تنقص من كرامة الفقير . فلماذا لا تقوم الدولة بهذا الدور الانساني والاجتماعي ولديها من الموارد ما يحقق ذلك