سؤالًا طُرح على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أحد الإعلاميين خلال المؤتمر الصحفي المشترك بينه وبين الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن حقيقة تغير سياسة فرنسا تجاه مصر وهكذا أجاب عليه.
الإعلامي قال لماكرون هل تتذكر تصريحاتك السابقة، بأن الشعب هو من يقرر سياسة بلده، ثم خرجت أمس، منتقدًا أوضاع حقوق الإنسان في مصر، مشيرًا إلى أنها ازدادت سوءًا منذ أكتوبر 2017، حين زار السيسي باريس، مؤكدًا أنك ستبحث أوضاع حقوق الإنسان في مصر بصراحة أكبر، فهل غيرت فرنسا سياستها تجاه مصر وأصبحت تتدخل في شؤونها الداخلية.
ماكرون أجاب، «معك حق لتذكرني بالعلاقة التاريخية والاحترام المتبادل بين بلدينا والتقدير الذي يكنه كل منا للآخر، مؤكدًا أن سياسة فرنسا لم تتغير، وأنه يعتقد بمبدأ سيادة الشعوب، وأن الشعب هو من يقرر سياسة بلده، وفرنسا لا تمارس سياسات تتدخل فيها لتفسر لكل شعب كيف يرسم مستقبله».
وأضاف أنه يحرص على المصارحة، وأن يعبر الشعب عن رأيه حينما يكون محرومًا، وهذا ما تفعله فرنسا في سوريا، ولكن لا يحاول أن يتدخل في الشؤون الداخلية.
وقال ماكرون، إنه عندما نظر إلى مصر، أول ما لاحظه هو إرادة الاستقرار، لذا ألقى الضوء على الصعوبات التي تواجهها مصر والتي قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار خلال زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا في أكتوبر 2017.
وأوضح الرئيس الفرنسي، أنه رغم ذلك إلا أن هناك قيمًا عالمية، ومطالب تطلبها فرنسا لنفسها قبل كل شيء، ويمكن أن تقولها بكل صراحة وتؤكد عليها، وهذا لا يعني تراجع فرنسا عن مبادئها أو رغبها في إملاء أي شيء أو زعزعة استقرار أي دولة.
ولفت الرئيس الفرنسي إلى أنه بعد أكتوبر 2017، جرت الأمور في اتجاه مخالف، وأصبح هناك مفكرون موضوعون في السجون؛ لذا اعتبر أن حوارًا حول حقوق الإنسان يتناسب مع الأهداف المشتركة بين البلدين، خاصة أن صورة مصر قد تتضرر، وحينما تتناول الصحافة أن مفكرًا سجن، فإن هذا ليس جيدًا لصورة لبلد يحرص عليه.
وتابع: «ثانيا النجاح الذي يؤمن به السيسي لمصر يمر عن طريق النجاح في الحفاظ على أفضل العقول والمفكرين وهم الذين يحتاجون حرية، وأعتقد أن مصر مستنيرة وما يحمله بلدكم بحاجة لهذه الحرية».
وقال: «نشاط المجتمع المدني أمر حيوي أحترمه كثيرا، وكل القرارات المتعلقة باستقرار مصر، سأرافق مصر بكل قواي على هذا الطريق، ولكن في بعض الحالات الفردية، ظهر لي أنها لا تمثل خطرا في زعزعة الاستقرار وهذا هو حديثنا».
وأضاف الرئيس الفرنسي: «كلماتي نابعة من احترام كبير لسياسة مصر وعلى مستوى تقديرنا واحترامنا لها، رسالة في إنارة العالم، ربما لا يوافقني الرئيس السيسي بالنسبة للحالات الفردية التي لا أعرف تفاصيلها».
وقال: «لا أكون صديقا صادقا لمصر إذا لم أقل ما يجول في بالي لأني أعرف ما يميز في مصر بالعالم وأعرف التحديات، ولا أقلل منها، والتي تمثل صعوبات لإعادة بناء أي دولة، وبالتالي لا أملي أي درس، الجهود التي تبذل لحماية العبادة واحترام كل الديانات، ودشن الرئيس منذ بضعة أيام كنيسة ومسجداً أعرف ذلك وأعرف ما يجري ولهذا حوارنا وكلامنا».