أعد الملف: حاتم الخصوصي ومحمد نبيل وشيماء السيد ومحمود غنيم
«طرق الموت».. شعار صادم ووصف موجع حملته عبارات أغلب أهالي محافظة الشرقية طوال الأيام والشهور الماضي، بعدما عانوا كثيرًا من حودث الطرق التي تحصد الأرواح بصورة شبه يومية دون أدنى اهتمام من المسئولين بإصلاح تلك الطرق أو حتى النظر للمشكلة بعين الاهتمام، في الوقت الذي شهدت فيه المحافظة نحو 2234 حادث تصادم، خلفت ورائها 619 قتيلًا و2457 مصابًا، بينهم 145 طفلًا و164 سيدة، والباقي من كبار السن والشباب، وذلك بحسب إحصائية عن العام المنقضي، فيما تعدت الخسائر المادية 200 مليون جنيهًا، وكان السبب الرئيس والعامل المشترك سوء حالة الطرق وعدم صلاحيتها للسير.
الصناعة في خطر.. والعمال: «إرحمونا من طريق بزان»
رُغم أن المسافة بين طريق بلبيس «البحر – العدلية» والذي يقطع عزبة «بزان» لا تتعدى ثلاثة كليو مترات، إلا أنها باتت بمثابة «نقطة العطلة» وتوقف مسار جميع السيارات التي تسلك الطريق للذهاب إلى مدينة العاشر من رمضان، ما يُنذر بأزمة ومشكلة جديدة تتعلق بقلة الإنتاج، نظرًا لأن أغلب عمال المدينة لا يجدون طريقًا آخر ليسلكوه.
علت استغاثات الكثير من العمال والسائقين على حدٍ سواء بالصراخ تطالب بضرورة وضع حل للمشكلة، إلى أنها لم تصل إلى مسامع المسئولين، فيما عبرَّ عدد كبير من الأهالي عن سخطه من حالة الطريق المتردية، خاصةً وأنه مليء بأعمال التكسير والحفر، ما ينعكس على السيارات بالسلب، فيما كشف مصدر مسئول، طلب عدم ذكر اسمه، عن أن حالة الطريق على ما هي عليه منذ أكثر من عشرون عامًا، منوهًا بأن الطريق واحد من أهم الطرق في المحافظة، حيث يربط أكبر منطقة صناعية في مصر والشرق الاوسط بالمحافظات الأخرى، وأنه لا بُد من إيجاد حلول بديلة، حيث أن تعطل الطريق يجعل السائقين في موقف لا يُحسدون عليه، فضلًا عن أنه بمثابة «المهرب» الوحيد الذي بدات السيارات والأتوبيسات اللجوء إليه بعد ارتفاع «كارتة» الطريق الإقليمي، لكن يبقى الطريق مشكلة بدون حل، في انتظار تدخل القيادة السياسية للدولة، والتي أعلنت في وقتٍ سابق عن اهتمامات غير مسبوقة بقطاع الطرق.
«العُقدة».. بداية لطريق موت جديد بمنيا القمح
حالة غريبة ومأساة جديدة لا تزال في مهدها بقرية «العقدة» التابعة لدائرة مركز ومدينة منيا القمح، حيث يستغل عدد كبير من من الأهالي غياب الرقابة ويضمون مساحات لا باس بها من الطريق إلى أراضيهم القريبة من الواصل بين قريتهم ومركز المدينة، ما يُهدد بتقلص مساحة الطريق الرئيسي المُخصص لمرور السيارات.
وناشد أهالى القرية المسؤلين بالإدارة المحلية بالتدخل لوقف ما يحدث من تعديات تُهدد أمن وسلامة المواطنين، وضرورة العمل على إعادة الطريق المؤدى إلى القرية إلى سابق عهده، فيما كشف أحد الأهالي، والذي طلب عدم ذكر اسمه، أن بعض الأهالي ممن يملكون أراضي تطل على الطريق بدأوا حالات التعدى بضم أجزاء من الطريق إلى أراضيهم بهدف زيادة مساحتها، فيما كثرت الحوادث على الطريق نظرًا لضيق المساحة المتاحة لمرور السيارات، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الحواد ثعن مثيلتها في السابق، وسط وعود لا تنتهي من المسئولين بالتحرك لإنقاذ الموقف، لكن الموقف يتأزم يومًا بعد الآخر دون أدنى اهتمام.
«المطبات» تُهدد أرواح المواطنين بطريق سندنهور.. والأهالي يستغيثون بالمحافظ
لم تشفع الكثافة السكانية التي تشهدها مدينة بلبيس والقرى التابعة لها في لفت أنظار الجهات الخدمية إليها، حيث يشكو المواطنون من تهالك الطرق والأرصفة، خاصة بطريق «بلبيس – سندنهور»، ولذي يشهد حالة غير مسبوقة من انتشار «المطبات» الصناعية، التي تُهدد الأرواح وتسبب كثير من الحوادث.
يقوال إيهاب نجيب، أحد أهالي بلبيس، إن الطريق يحتاج الى نظرة عاجلة من الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، والمسئولين عن الطرق بالمحافظة، حيث أن حالة الطريق صعبة جدًا نتيجة الحُفر والمطبات العشوائية التي تنتشر به وتتسبب في تعطل بعض المركبات، فضلًا عن أن الطريق يُعد محورًا رئيسيًا وحيويًا لكل السيارات المتجهة لعدد كبير من القرى، موضحًا أنهم قدموا العديد من الشكاوى للمسئولين، لكن كعادة «الروتين» يتم إحالة الشكوى وتبادلها بين الجهات المختلفة دون حلها، فيما بات الطريق مُهمل وغير آدمي، ويتسبب فى الكثير من الحوادث، ولا يلقى أدنى اهتمام من المسؤولين أو حتى أعضاء مجلس النواب.
من جانبه، أوضح محمود صبحي، أحد الأهالي، أن هناك خمسة قرى تعاني من سوء حالة طريق «بلبيس – سندنهور»، والذي لم يتم رصفه منذ عشرات السنين، حيث يمتليء الطريق بالحُفر والمطبات، ولا يُكلف المسئولون أنفسهم حتى بترميم الطريق أو علاج عيوبه التي تزيد يومًا بعد الآخر، فلا يوجد به مصدات جانبية، الأمر الذي أدى بعدد كبير من الأهالي لإقامة مطبات بمعرفتهم على ارتفاعات غير عادية تؤثر كثيرًا على السيارات التي تمر بالطريق، فضلًا عن عدم إضائة أعمدة الإنارة الموجودة بالطريق، أو حتى استبدال اللمبات التالفة بها.
سرقة وحوادث وظلام.. أهل بلبيس: «محدش حاسس بينا»
تُعاني قرية «هارون» من طرق متهالكة، باتت في حاجة ماسة للرصف والإنارة بعد ما سببته من متاعب لا تنتهي للأهالي، خاصةً العاملين بمدينة العاشر من رمضان وغيرها من المدن الصناعية، بالإضافة إلى الطلبة والطالبات ممن تضطهم الظروف للخروج مبكرًا من أجل دراستهم بالمدارس والجامعات، فضلًا عن ضعاف البصر، والذين يجدون معاناة كبيرة في الخروج ليلًا أو حتى العودة إلى منازلهم في أوقات متأخرة.
يقول نادر السيد، طالب بكلية الإعلام: «عندما كنت بالثانوية كنت أضطر للمرور على هذا الطريق ليلًا في طريقي لأخذ الدروس، ولقد رأيت بنفسي أكثر من واقعة إجرام علي هذا الطريق، لكن الحمد لله مرت عليَّ بسلام».
وأضاف محمد أبو آدم: «الطريق محتاج رصف، وبنروح العاشر كل يوم في أوقات مختلفة وساعات بنمشي من قلب الأراضي الزراعية علشان السرقة والحرامية، وياما اشتكينا في المجلس المحلي اللي في بلبيس، لكن محدش عبرنا».
شكاوى أهل قرية «هارون» لم تختلف عن مثيلتها بعزبة «كمال»، والتي يعاني أهلها، خاصة السائقين ممن يمتلكون سيارات وعربات «كارو» من تردي الحالة العامة للطرقات وحاجتها هي الأخرى للرصف، الأمر الذي يؤدي بأضرار بالغة بالسيارات إذا ما مرت بالطريق.
عزبة «مهير» هي الأخرى تشهد شكاوى واستغاثات لا تنتهي من جانب الأهالي، خاصةً في الطريق المؤدي من مزلقان السكة الحديد إلى محطة قطار بلبيس، حيث تنعدم إنارة الطريق، فيما يقول السيد الجيزاوي، أحد شباب القرية، إن المشكلة تتمثل أن العزبة تقع بقلب منطقة زراعية، فيما يظلَّ الطريق الرئيسي لها دون أسفلت أو إنارة، ما يتسبب في حالة من الرعب لكل من يفكر في المرور من عليه ليلًا، خاصةً للعمالة الحرة بورش بلبيس أو خارج المدينة، وكثيرًا ما تقع حوادث بالطريق ليلًا، جميعها يرجع سببها لإنعدام الرؤية وظلمة الطريق، فيما تلقي الأزمة بظلالها على عدد من أولياء الأمور، والذين يضطرون إلى منع بناتهم من الذهاب لتحصيل دروسهن ليلًا، فضلًا عن تأخر عدد من ورديات العمل للعمالة العائدة من مدينة العاشر من رمضان.