كتب : حسن محفوظ
تعثرت أسهم الموردين الرئيسين لشركة هواوى في الولايات المتحدة في أعقاب وضع الإدارة الأمريكية لعقوبات قاسية تلزم الشركات الأمريكية بالسعى للحصول على موافقة الحكومة قبل البيع لمنتجات شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوى.
أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أنها وضعت شركة هواوى وعشرات الشركات التابعة لها إلى قائمة الكيانات التي تمثل خطرًا على الأمن القومى، وهذا يعنى أن الشركات الأمريكية ستحتاج إلى الحصول على ترخيص من الحكومة لبيع أو نقل التكنولوجيا إلى هواوى الأمر الذى كان له تأثير على مبيعات شركة هواوي عالميا بوجه عام والأسواق التداول العربي بشكل خاص.
لقد كان هذا الاجراء متوقع منذ فترة طويلة لكنه حاليًا الأحدث في معركة الإدارة الاقتصادية والأمنية مع الصين، كما أنها الخطوة الأكثر تطرفًا في معركة ترامب ضد قطاع التكنولوجيا في الصين.
وعلى إثر هذا القرار قامت شركة جوجل بمنع ثانى أكبر شركة للهواتف الذكية في العالم “هواوى” من بعض التحديثات على نظام التشغيل الإندوريد، مما وجه ضربة عنيفة أخرى للشركة الصينية.
وعلقت شركة جوجل على قرارها بأنها تمتثل لقرارات الإدارة الأمريكية وتقوم حاليًا بمراجعة الآثار المترتبة على القرار.
فيما ردت شركة هواوى قائلة بأنها ستستمر في توفير تحديثات الأمان وخدمات ما بعد البيع لجميع منتجات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من Huawei وHonor.
وأضافت الشركة أنها ستواصل العمل لبناء نظام آمن ومستدام، من أجل توفير أفضل تجربة لجميع المستخدمين على مستوى العالم، وقالت الصين إنها ستدعم شركة هواوى بقوة للدفاع عن حقوقها المشروعة وفقًا للقانون.
لدى شركة هواوى أكثر من 30 شركة أمريكية التي تعتبرالموردين الأساسيين للشركة، والعديد من هذه الشركات مدرجة في البورصة العامة، وقد انخفض أسهم شركة Qualcomm بنسبة 4% وهبطت شركة Micron بنسبة أقل من 3% تقريبًا، وتراجعت شركات أشباه الموصلات Qorvo وSkyworks بنسبة 7% و6% على التوالي.
وقالت شركة هواوى إن التحرك الذى انتهجته الحكومة الأمريكية يمكن أن يضر بشكل ملموس بمثل هذه الشركات الأمريكية وسوف يلحق بها أضرار اقتصادية كبيرة، كما أنها ستؤثر على عشرات الآلاف من الوظائف الأمريكية وتعطل التعاون الحالي والثقة المتبادلة الموجودة في سلسلة التوريد العالمية.
باعت الشركات الأمريكية التي تشكل سلسلة التوريد لعملاق التكنولوجيا الصينى العام الماضى بما يقرب من 11 مليار دولار من مكونات شركة هواوى التي وضعتها واشنطن على القائمة السوداء بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومى مع تزايد الاحتكاكات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وقد تضررت مؤشرات الأسهم الأوروبية والأسهم الآسيوية حيث اهتزت الثقة بعد أن ضربت الحكومة الأمريكية شركة هواوى العملاقة للاتصالات الصينية بفرض عقوبات قاسية مما يهدد بمزيد من التوتر في العلاقات التجارية الصينية الأمريكية.
انخفض مؤشر MSCI الأوسع نطاقًا لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ ليتداول بالقرب من أدنى مستوياته في نهاية شهر كانون الثانى/ يناير الماضى.
ما السبب وراء الهجوم القوى على هواوى؟
اتهمت المخابرات الأمريكية شركة هواوى منذ فترة طويلة بأنها عميل غير موثوق لبكين على الرغم من عدم تقديم أية أدلة على صحة هذه الاتهامات، فشركة هواوى هي شركة اتصالات صينية تأسست عام 1987، وقد زعم السياسيين في الولايات المتحدة أن شبكات الهواتف المحمولة 5G من هواوى قد تتعرض للاختراق من قبل الجواسيس الصينيين للتصنت على المكالمات الهاتفية الحساسة والوصول إلى عمليات مكافحة الإرهاب، وقد حظرت استراليا ونيوزيلندا واليابان شركة هواوى من شبكات 5G الخاصة بهم.
يُنظر إلى العقوبات الأمريكية على أنها وسيلة للضغط على الحلفاء المترددين في أوروبا لاستبعاد معدات شركة هواوى من شبكاتهم اللاسلكية من الجيل الثانى، ولكن قد يبدو في الخفاء أن هناك صراع قوى من أجل الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية.
اختيار الحرب التجارية المتصاعدة التي يقوم بها ترامب كهدف سياسى طويل الأمد من أجل القضاء على سرقة الانترنت والتجارة الصينية والتكنولوجيا التي تدعمها الدولة.
