“إسرائيل تحترق” .. التفاصيل الكاملة والحقيقة لما يحدث في إسرائيل الان
كتب : أكمل النشار
لمدة 4 أيام متتالية ، تشهد تل أبيب تظاهرات ضخمة ضد شرطة وحكومة الاحتلال، والتي أشعلت إسرائيل وأدت إلى حرق الشوارع والسيارات وإصابة 111 شرطيا من القوات الإسرائيلية.
وكان هاشتاج “إسرائيل” قد تصدر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، ونشر المغردون لقطات فيديو وصورا تظهر لحظات اشتعال إسرائيل وتشبيه ما يحدث بها بثورات الربيع العربي.ويشهد عدد من مفترقات الطرق الرئيسية في أنحاء إسرائيل منذ بداية يوليو تظاهرات واعتصامات ينظمها آلاف الإسرائيليين من أصل إثيوبي وأنصارهم، بعد أن قتل شرطي بالرصاص شابا إسرائيليا من أصل إثيوبي.
وترجع بداية القصة بمقتل شاب إثيوبي الأحد الماضي على يد شرطي إسرائيلي لم يكن في مهمة عمل، غضبا كبيرا في أوساط اليهود الإسرائيليين من ذوي الأصول الإثيوبية.
وخرج حشد كبير منهم في مظاهرات تنديدا بالعنصرية الممنهجة ضدهم. وتتواصل الاحتجاجات منذ الاثنين الماضي فيما دعا القادة الإسرائيليون إلى التهدئة.واعتقلت الشرطة 136 شخصا، وأصيب 111 ضابط شرطة إسرائيليا بجروح وألقيت عليهم الحجارة والزجاجات والقنابل الحارقة.
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مقطع فيديو يكشف مظاهرات الجالية الإثيوبية لليوم الرابع على التوالي احتجاجًا على عنف الشرطة الإسرائيلي ضدهم ومقتل أحد شبابهم بنيران الاحتلال.وأغلق المتظاهرون الطرقات الرئيسية في جميع أنحاء إسرائيل وأشعلوا إطارات السيارات ونددوا بما يرون أنه تمييز ضد الإسرائيليين من أصول إثيوبية.واعتقلت الشرطة 136 شخصًا، وأصيب 111 ضابط شرطة إسرائيلي بجروح وأُلقيت عليهم الحجارة والزجاجات والقنابل الحارقة.وتصدرت مظاهرات يهود الفلاشا أو الجالية الإثيوبية فى إسرائيل عناوين الصحف العبرية، وذلك بسبب موجة الانتفاضات المستمرة والتي تسببت فى إصابة أكثر من 111 شرطيا إسرائيليا وحرق سيارات وإغلاق الطرق الرئيسية فى جميع أنحاء دولة الاحتلال.ويبلغ عدد اليهود من أصول إثيوبية في إسرائيل 140 ألف شخص بينهم 20 ألفا ولدوا في إسرائيل وتم الاعتراف بهم كيهود في وقت متأخر من قبل السلطات الدينية الإسرائيلية ونقل إلى إسرائيل أكثر من 100 ألف من اليهود الإثيوبيين بين الثمانينات والتسعينيات.
ويهود الفلاشا هم المهاجرون من إثيوبيا إلى إسرائيل، ويطلق عليهم اسم “بيتا إسرائيل” وتعني جماعة إسرائيل، وباختصار هم يهود الحبشة، أو اليهود الفلاشا الذين تم نقلهم سرا في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، ويقدر عددهم بنحو 140 ألف ولا يتمتعون بنفس حقوق التعليم والوظائف، في المجتمع الإسرائيلي حديث التشكل، الذي يعاني من مشاكل انقسام عرقي وديني حادة.والفلاشا، إلى جانب اليهود الشرقيين عموما، لطالما رفعوا أصواتهم ضد التمييز العنصري الذي يتعرضون له في إسرائيل، وكانت من أبرز الحوادث العنصرية الاعتداء على جندي من أصل إثيوبي، وكذلك إلقاء أحد المراكز الطبية الإسرائيلية بدم تبرعت به نائبة من أصل إثيوبي في الكنيست في القمامة.ورفض معظم رؤساء وزراء إسرائيل، وعلى رأسهم ديفيد بن جوريون وموشيه شاريت وليفي إشكول وجولدا مائير، هجرة اليهود الإثيوبيين الجماعية إلى إسرائيل، ووصل الأمر، في بعض الأحيان، إلى إبعاد من وصلوا إلى إسرائيل بالفعل خلال تلك الأعوام بحجة أنه لا ينطبق عليهم “قانون العودة” وأنهم “نصارى”.وكان القادمون إلى إسرائيل عبر الهجرات الجماعية في غالبيتهم من الفقراء والأميين، كما كانوا يفتقدون المهارات الأساسية في الأعمال والمهن، وبلغت نسب البطالة بينهم في وقت من الأوقات حوالي 80%.وأظهرت دراسة في العام 2012 أن معدل دخل اليهودي من أصل إثيوبي أقل بنسبة 30-40 % من دخل فلسطينيي 1948، الذين هم بدورهم يشتكون من العنصرية والتمييز.في عام 2012 عينت إسرائيل ولأول مرة في تاريخها سفيرة لها من أصول إثيوبية لتكون مبعوثتها الدبلوماسية إلى إثيوبيا.وينتشر اليهود من أصل إثيوبي في مناطق محددة داخل إسرائيل، كما ينتشرون في بعض المناطق والمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.ووفقا لبعض الدراسات، فإن أكبر تجمع للإسرائيليين من أصل إثيوبي في الضفة الغربية المحتلة يوجد في مستوطنة كريات أربع قرب الخليل.وتتسم معظم هذه التجمعات ببيئتها الفقيرة، وارتفاع معدلات البطالة، وفقدان جزء كبير من الخدمات التي تتمتع بها المدن الإسرائيلية التي يقطنها “اليهود البيض”، وفقا للوصف الذي أطلقه عليهم اليهودي من أصل عراقي شلومو معوز، الذي طرد من عمله في شركة استثمارات، عام 2012، لأنه هاجم التمييز العنصري الذي تعرض له.