كتبت : رانيا عبد المنعم
تعتبر أزمة الخبز من أهم الأزمات التى يواجهها المواطن المصرى وتؤرق المسئولين فى الحكومات المتعاقبة وتواجه أى معادلة لرفع سعره بفشل، فالرغيف باعتباره غذاء الفقير الرئيسى خط أحمر لا يستطيع أى مسئول الاقتراب منه.
الخبز المدعم، كان ومازال يمثل مشكلة لدى المواطنين وتزيد المشكلة بإعتمادهم الكلى على رغيف الخبز المدعم وخاصة فى المدن، حيث يعتمدون عليه اعتمادا كليا فلا طريقة أمامهم سوى أفران الخبز المدعم، على عكس سكان القرى الذين لديهم منفذ آخر يمكن أن يلجأوا إليه وهو الخبز البلدى الذى تصنعه ربة المنزل فى بيتها فأغلب نساء القرى ربات بيوت ولديهم الوقت الكافى لعمل هذا، ولكن هذا لا يمنع انهم ايضا أصبحوا يعتمدون على الخبز المدعم.
فمشكلة الخبز المدعم لم تبدأ اليوم ولن تنتهى غدا، فقد بدأت منذ سنين وتتفاقم مع مرور الوقت، فقبل أكثر من ثمانى سنوات كانت الطوابير أمام افران الخبز، وحالات الضرب والسب وكثيرا ما كنا نسمع “فلان مات فى طابور العيش”، فلم تنتهى هذة المهذلة بعد بالرغم من كل ما حدث سواء ثورات، سواء تغيير أنظمة وحكومات وحتى تغيير نظام صرف الخبز المدعم.
فبدل أن كان الناس يذهبون إلى الأفران ليحصلوا على أكثر كمية من الخبز يمكنهم الحصول عليها حيث يمكن أن تجد من الأسرة الواحدة فرد واثنين وثلاثة يقفون فى الطابور، وأناس يأخذون بالمائة رغيف وأناس لا يستطيعون الحصول على خمسة أرغفة، أصبح يوجد نظاما وعدلا فى توزيع رغيف الخبز حيث أصبح لكل فرد ١٥٠ رغيف شهريا ضمن نظام الحصول على الخبز المدعم بالبطاقات الذكية وأصبح كل إنسان حر فى أخذ “العيش” من المخبز الذى يرتضيه ولا يستطيع صاحب المخبز الإعتراض.
وانتهت الطوابير………لفترة فقط. ولكنها عادت أسوأ مما كانت، وعاد تعنت أصحاب الأفران فى تقديم الخبز للمواطنين وفضلوا بيعه حرا للمطاعم وللأفراد وغيرهم، وعادة سرقة الدقيق ورداءة رغيف العيش كما كانت إن لم تكن أسوأ. فما الحل؟ ماذا يفعل هذا الشعب المسكين ليحصل على رغيف خبز يسد جوعه وجوع أولاده؟ وهل المشكلة فقط لدى المسؤلين أم أنها ايضا فى الشعب؟ وفى أصحاب الأفران؟ وفى الضمير المصرى عامة؟!
قالت ام محمد ” بيقولوا هيشيلوا الدعم وأصحاب الأفران بيخبوا الدقيق” وأضافت اذا كان زمان فى الرخص كان بينزلهم ٣٠ شوال دقيق وكانوا بيخبزوا نص الكمية بس وييجى أى تاجر أو صاحب مزارع مواشى وياخد شيكارة أو أثنين “عينى عينك كدا”
واضافت “رانيا محمد” تبدأ الماكينة فى ضرب البطايق من الساعة السادسة صباحا وعلقت عليها آخرى “بيبدأو الضرب من الساعة ٥ صباحا لحد الساعة ٦ ويقولوا خلصنا ونروح من غير عيش، ساعة واحدة بس لضرب البطايق واللى يلحق يلحق واللى ميلحقش ميلحقش”،
وجميع الأفران التى كانت تظل تعمل حتى الثانية عشر ظهرا وبعضها حتى الثانية عصرا، اصبحوا الآن يغلقون أبوابهم فى وجوه المواطنين من الساعة العاشرة صباحا.
كما قال “وليد محسب” “تروح الفرن تاخد عيش يقولك خلصنا والفرن شغال! طب والعيش اللى طالع؟!… بتاع ناس… هى فين الناس دى؟ حاجزاه…والعيش اللى مالى التروسيكل؟… بتاع ناس …هو احنا مش من الناس؟!!”.
وتقول ” دعاء أحمد” ” أنا بنزل من ٥ الصبح، وأروح بعد الساعة ٨ ودا ليه بقى؟ طبعا المعارف، وقفص من هنا وقفص من هنا ومش عاجبك بلغ”. ويقول آخر “بيبيعوا العيش حر أصل التموين مش جايب همه”
وأضافت “سالى أحمد” موجهة كلامها للمسؤلين، كثرة الزحمة وكثرة السرقة على أفران العيش أصبحت لا تطاق “احنا اتخنقنا خالص ومفيش أى حلول” متسائلة أين الضمير “نطلع من بيوتنا الساعة الثانية صباحا عشان نجيب العيش، وصاحب الفرن يقول ضرب البطاقة يوم واحد بس”.
وعبر اخر غاضبا “تقليل حصص التموين وقفل بعض المخابز لأنه منتظر رفع الدعم وجشع أصحاب المخابز طبعا، وسكوت المسؤل لأنه قاعد تحت التكييف خايف يخرج ليسيح فى الحر”
كان هذا رأى بعض الأشخاص حول الأزمة الحالية فى رغيف الخبز، وبعض المشاكل التى يعانى منها هؤلاء الاشخاص ومثلهم الكثير. وإلى هنا وطبقا لكلام الناس فقط فإن المشكلة تأخذ منحى واحدا، حيث عدم قيام المسؤل بعمله وغلق أفران دون مبرر وترك أصحاب المخابز يتحكمون فى المواطن البسيط دون رقيب ولا حسيب.
ويشير محمد صلاح إلى أن رغيف الخبز أصبح غير آدمى من حيث تخفيض وزن الرغيف وسوء الصنعه.
وفي سياق الحوار قال مصدر مسئول “لا يوجد أزمة فى الخبز بل كلها مشاكل مختلقة من أصحاب المخابز للضغط عليهم لفتح المخابز المغلقة، وأن أوضاع الخبز مستقرة فى بلبيس كما أن متوسط نصيب الفرد ببلبيس”معقول” بل أنه يزيد عن بعض المدن الآخرى بمقدار ليس قليل” وأضاف أن ١٠% المخصومة من حصة الدقيق لا دخل لنا بها فهى بقرار من الوزير ولا علم لنا إن كانت ستعود مرة آخرى أم لا.
وأوضح المصدرأن جميع المخابز المغلقة تم غلقها بقوة القانون حيث ارتكبت مخالفات تستدعى غلقها وتم تحرير محاضر لها بهذة المخالفات، مشيرا إلى أن هذة المخابز هى :
– مخبز مرفت نصير عطية ببندر بلبيس المتواجد بمنشية سعدون أرض البطريق، ومخبز صباح منير أمين المتواجد أمام محطة القطار ببلبيس وسبب الغلق هو نقص ٣٥ جرام من وزن الرغيف الواحد.
-مخبز ورثة عبداللطيف عبدالحميد الطيطى وتم غلقه لسبب تعنته ورفضه إمضاء إقرار بتسديد ما عليه من أموال وأيضا عدم عودة المخالفات، ومخبز تنمية المجتمع أمام الثانوية العسكرية ببلبيس حيث تم سحب الرخصة لعمل محضر جنحة وذلك لحيازته سلع تموينية داخل المخبز.
– مخبز السيد بركات محمد توقف عن الانتاج لسوء حالة المخبز وعدم وجود ماكينة المخبز وتم غلقه للإصلاح والتوضيب.
وكل هذه المخابز قد تم غلقها فى شهر يونية الماضى من العام الجارى ٢٠١٩.
وأضاف آخر أن سبب التكدس على الأفران هو نقص ١٠% من حصة الدقيق بالإضافة إلى الأفران التى تم وقفها.
وأوضح أن سقوط فرد من البطاقة أو نقص خمسة أرغفة ليس مسؤليتهم وايضا ليس مسؤلية صاحب المخبز ولكنه نقص عشوائي من الشركة والإنتاج الحربى وخلل فى “السيستم” وعلى المتضرر القيام بعمل تظلم.
ونحن على أمل قرار آخر من الوزير يقضى بإرجاع العشرة فى المائة التى تم خصمهم من حصة الدقيق فى مدينة بلبيس والقرى المجاورة لها. كما نناشد المسؤلين بتعجيل فتح المخابز المغلقة للحد من حالة التكدس على الأفران وأن تكون هناك عقوبات رادعة لمرتكبى المخالفات ولكن لا تكون أيضا بمثابة إضرار لمصلحة المواطن فبدلا من غلق المخبز لماذا لا تكون العقوبة حبس صاحب المخبز “مثلا”. فلماذا يعانى المواطن جراء ارتكاب صاحب المخبز أو غيره مخالفات ليس له علم بها ؟!.
كما صرح الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية بتكثف مديرية تموين الشرقية حملاتها التفتيشية المفاجئة على الأسواق والمخابز البلدية للتأكد من توافر الخبز والسلع التموينية بالأسعار المدعمة للمواطنين والتأكد من صلاحية المعروض ومدى مطابقتة للمواصفات القياسية والأشتراطات الصحية والتصدى بكل حزم لظاهرة تهريب السلع التموينية المدعمة من قبل الدولة قبل بيعها بالسوق السوداء وابتزاز المواطنين وتطبيق القانون على المخالفين ضماناً لوصول الدعم لمستحقيه
وفى هذا الإطار قامت إدارة الرقابة التموينية بمديرية تموين الشرقية بحملات تفتيشية على المخابز البلدية بمركزى بلبيس و منيا القمح و أسفرت الحملات عن تحرير عدد (56) مخالفة تموينية ضد أصحاب المخابز المخالفين