نورهان سليم تكتب .. يوم التروية
تتميز الأيام العشرة الأوائل من شهر ذي الحجة، بفضل وميزة كبيرة من الله عز وجل عن سائر الأيام، حيث يؤدي فيها المسلمون فريضة الحج، وتعد الأعمال الصالحة فيها هذه الأيام أحب وأقرب إلى الله، ومن هذه الأيام “يوم التريوية”.
يعد يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، ويتوجه فيه الحجاج إلى منى وهو في طريقة لعرفات، وإذا كان الحاج قارنًا أو مفردًا يتوجه إلى منى بإحرامه، أما إذا كان متمتعًا قد تحلل من العمره فيحرم بالحج من نفس المكان الذي يوجد فيه سواء داخل مكه او خارجها. ومن أعمال يوم التروية أن يبيت الحجاج بمنى اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يخرج الحاج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، و يؤدون الخمس صلوات “الظهر، العصر، المغرب، العشاء، و فجر يوم عرفة”، ويستحب الاستكثار من الدعاء في هذا اليوم، و إذا توجه الحاج إلى عرفات دون المرور بمنى والمبيت فيه ليلة التاسع من ذي الحجة أو خرج من مكة فلا شيء عليه.
و أما بالنسبة لحكم إتيان منى يوم التروية والمبيت بها ليلة التاسع، فعامة أهل العلم يقولون أن ذلك سنة مؤكدة لا ينبغي تركها، وقال بعض أهل العلم بالوجوب. الجدير بالذكر أن يوم التروية سمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء في مكة، ويخرجون بالماء إلى منى حيث كان معدومًا في تلك الأيام، ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج،
وقيل أيضاً قد سمي بهذا الاسم لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح إبنه إسماعيل عليهما السلام، قال العلامة العيني “إنما سمي يوم التروية بذلك، لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: “إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك”، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح، أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروية.