عفـــوا … ” فالمستهدف وطن “
بقـلم : حـاتم الخصـوصى
عفوا حينما يكون المستهدف وطن فلا تحدثنى عن حقوق الانسان .. عبارة قالها الكثير من قادة وزعماء دول العالم حينما تعرضت أوطناهم للمخاطر والفتن والمؤامرات. وما تتعرض له مصر الآن من مؤامرة كبرى وخطة ممنهجة لزعزعة الاستقرار وفقد الثقة بين الشعب ورئيسه وجيشه ونشر الفوضى فى البلاد وما نراه منذ فترة من بث المشاهد المفبركة من أبواق الإعلام فى الخارج والأدوات المستخدمة لتنفيذ هذه الأجندة وومثلى الكومبارس المأجورين الذين امتلأت خزائنهم بالمال الحرام لتحقيق هدف الجماعة الارهابية.
حقا إنهم دعاة الشر الذين يتربصون بالوطن بين الحين والآخر حتى تحين الفرصة للانقضاض عليه. نعم العدل المطلق لا يوجد إلا فى السماء وهناك مظالم موجودة فى الأرض فلا يخلو بيت إلا وفيه قصور وأخطاء ومعاناة فإذا كان الأمر صعب ومؤلم على مستوى الأسرة فما بالكم بمن يتحمل مسئولية دولة فى حجم مصر ورثت تركة ثقيلة من الفساد والديون وتدمير فى البنية التحتية وتدمير فى كل شىء. لقدخلق الله الليل بظلمته والنهار ضوئه والشمس بشعاعها كل لحكمة توضح الشئ ونقيضه. فحينما يحل الظلام يعقبه النور وكلما اشتد العسر أعقبه يسر وكلما ضاقت بنا الدنيا جاء الفرج من الله.
نعم هناك طبقة كبيرة من الشعب تعانى ضيق الحال وصعوبة العيش وقسوة الحياة وهناك طبقة أخرى تعيش فى النعيم ولا تشعر بمن حولها. فالبناء الاقتصادى للدول له انعكاسات سلبية تؤثر على الفقراء لكن الوطن غال ولا بد أن نحافظ على ترابه لأنه بمثابة العرض. والأصوات التى تنبح فى الخارج منادية بالنزول الى الميادين لمواجهة الظلم والقهر متشدقة بحب الوطن هى نفسها الأصوات المأجورة لهدم الوطن وتنفيذ أجندة جماعة الشر الموجودة فى الخارج. فإذا أرادوا أن يثبتوا حبهم لهذا الوطن حسب ما يتشدقون فليقدموا للشعب كشف حساب بقصورهم وأموالهم وأرصدتهم فى الخارج وكيف حصلوا عليها وأن يعودوا بها فورا الى الوطن يبنون المصانع لتشغيل العمالة وانشاء المشروعات لمساعدة الفقراء والمحتاجين. لكن الكل يعلم أن حديثكم كاذب وضمائركم خربة وقلوبكم لا تحمل سوى الشر لهذا الوطن . نقول لكم خسئتم وخاب ظنكم ورهانكم خاسر ودعواتكم باطلة لأن الشعب يقف خلف رئيسه وجيشه ويحترم مؤسساته الوطنية ويرى ويشاهد ما يحدث من انشاءات وبنية تحتية عملاقة فى شتى المجالات المختلفة والوطن يسير نحو الاصلاح الاقتصادى ونحن على يقين أنه فى وقت قريب سوف يجنى الشعب ثمار صبره وكده وتعبه. والكل يدرك ويعلم ويتحمل خطورة وصعوبة هذه المرحلة التى تخدم الأجيال القادمة.
وأرجوا وأنا واحد منكم أعشق تراب مصر أن تحافظوا على هذا الوطن وألا تضيعوه بحفنه رخيصة من الدولارات. فكم تساوى نعمة الأمن وأنت بين أفراد أسرتك أمن مطمئن فى بيتك؟ وكم يساوى مشهد الأسر والأفراد المشردين فى المخيمات واللاجئين بين دول العالم يتسولون لقمة تسد رمقهم؟ وكم يساوى مشهد حينما ينتهك عرضك أمام عينيك وانت تتحسر لا تستطيع أن تفعل شىء ؟
نعم قد نتفق فى بعض من الأمور والآراء وقد نختلف فى بعض منها وهذا شىء ايجابى لكن يجب أن نتفق جميعا على أنه إذا ضاع الوطن ضاع الشرف وضاعت الكرامة وضاع كل شئ. وقتها فلا دموع تنفع ولا دعاء يشفع وسوف تبكى الرجال كالنساء ندما وحسرة فالوطن غال لا تضيعوه.