كلمات قالها الطفل مثل أقرانه من الأطفال “عاوز جنية يابابا أشتري حاجه ” كانت تلك الكلمات هي الأخيرة في حياة الطفل مؤمن، ابن الـ 6 سنوات، قبل أن يستشيط غضب والده ويأخذ في ضربه وتعذيبه حتى فارق الحياة داخل منزل الأب، فيما سولي له شيطانه وادعى وفاته متأثرًا بسقوطه من أعلى سطح المنزل.
في قرية “ميت حمل” التابعة لدائرة مركز شرطة بلبيس، بالشرقية، وبينما تخطت عقارب الساعة تمام التاسعة مساء الجمعة الماضية، ذهب الطفل “مؤمن” ببراءة سنواته الستة إلى والده طالبًا “جنيه” لشراء “حاجة “، إذ ان الأب هو كل ما لديه في الدنيا بعد وفاة والدته قبل عام ونص العام، وتركته وشقيقه الأصغر (3 سنوات)، لمعانلة الحياة بعدها في منزل والدهما مع زوجته الأولى.
المعاناة الحقيقية كانت تصرفات الأب دائم السباب وتوجيه اللعنات كلما طالبه أحد الطفلين بشيء، وبالطبع لم يكُن ” جنيه مؤمن” بمعزل عن ذلك.
“مفيش فلوس ولا حاجة حلوة” خرجت العبارة عنيفة من الأب لطفله، قبل أن يدخل الأخير في نوبة حزن واصل معها طلبه وأعاده على مسامع الأب، لكن الأخير لم يتحمل طلب الطفل وأخذ في عقابه، لكن العقاب هذه المرة انتهى نهايةً مأساوية.
كدمات في الوجه وأسفل العينين وجرح بالرأس، فضلًا عن كدمات وإصابات أخرى بأنحاء متفرقة بالجسد كانت المُحصلة ” الظاهرية” لجثمان الطفل بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بما شهده من تعذيب وضرب وإهانة وتنكيل، لكن ذلك لم يُحرك ساكنًا لوالده؛ والذي أضله شيطانه ليُبلغ عن وفاة طفله، ويزعُم حدوث الوفاة نتيجة سقوط الصغير من سطح المنزل، لكن إصابات الطفل أثارت شكوك رجال المباحث وقادتهم لتضييق الخناق على والده ومن ثم اعترافه بما جرى، وأنهى اعترافاته بأنه دفع طفله في الحائط فتسبب في وفاته “دون قصد” ، على حد قوله.
كان اللواء عاطف مهران، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ من “جمال.م.ال” 48 سنة، مشرف نشاط، مقيم بقرية “ميت حمل” التابعة لدائرة مركز شرطة بلبيس، يفيد بوفاة نجله “مؤمن” 6 سنوات، إثر سقوطه من سطح المنزل.
بالانتقال والفحص، تبين وجود آثار تعذيب في جثة الطفل وسحجات وكدمات بالجثة، وتبين قيام الأب بتعذيب الطفل حتى الموت.
جرى ضبط المتهم، والتحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى “بلبيس” المركزي، تحت تصرف النيابة العامة، والتي قررت انتداب لجنة من الطب الشرعي لتشريح الجثة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، قبل أن تقرر حبس المتهم على ذمة التحقيقات.