مصر وتركيا عداء له تاريخ
كتب : الباحث حسام غانم
تمتد العلاقات المصرية التركية للعصور القديمة،فمنذ أكثر من ٣٠٠٠عام كان الحيثيون سكان شبه جزيرة الأناضول وأجزاء من بلاد الشام وهم الأتراك حاليا ،يضمرون العداء والكراهية للمصريين وهاجموا ممتلكات مصر الخارجية في بلاد الشام، وعداوتهم لمصر تبدأ من أيام تحتمس الثالث.. وترسخت أيام رمسيس الثانى، نجم الأسرة ١٩، وحاولت تركيا القديمة، أى الحيثيين، ضرب الحكم المصرى لسوريا بأى ثمن، وكان رمسيس الثانى قد إشترك مع والده الملك العظيم سيتى الأول فى التصدى للأطماع التركية القديمة.. وزادت حدة العداوة بين تركيا ومصر، ولم يجد رمسيس الثانى بداً من أن يقود بنفسه الجيش المصري ليوقف تحرش الحيثيين بمصر، هناك فى سوريا..
فكانت معركة (قادش) أشهر المعارك التي خاضتها الجيوش المصرية ضد الغزاه والمملكة الحيثية (تركيا واجزاء من الشام)
وقعت تلك المعركة في العام الخامس من حكم الملك رمسيس الثاني ضد المملكة الحيثية بسبب طمعها في بلاد الشام التي كانت تحت الحكم المصري فخرج الملك رمسيس الثاني بالقوات المسلحة المصرية بعدد ٢٠,٠٠٠مقاتل وقسمهم إلى أربع مجموعات واتخذوا طريق حور الحربي التي سلكته معظم الجيوش المصرية في الحروب وهو الآن يقع على طريق القنطرة سيناء وإلتقى الجمعان في معركة حامية الوطيس وكان عدد قوات مواتللي ٣٧,٠٠٠ جندي، وجاهد رمسيس الثاني وجنوده وإستبسلوا في الدفاع عن سيادة مصر ولم يظهروا أي تهاون ضد المحتل الغاشم وكادوا أن يطرحوهم أرضاً لكن دافع العدو بشراسه وفي أثناء المعركة ظن الحيثيون أنه لا جدوى بالحرب وطلبوا وقف القتال ورحب الملك رمسيس الثاني بهذا وقالوا السلام أولى من الحرب وتم بعد ذلك عقد أول معاهدة سلام في التاريخ بين المملكة المصرية بقيادة رمسيس الثاني والمملكة الحيثية بقيادة مواتللي عام١٢٥٩ ق م ،لتضع حداً لهذا الصراع الذي دام طويلاً وتمت المعاهدة وتزوج الملك رمسيس الثاني من أميرة حيثية لتقوية العلاقة مع البيت الملكي هناك وانتهت الأمور هكذا دون إنتصار طرف على الآخر ولكن تم ترسيم الحدود بين البلدين وجعل مدينة قادش الحد الفاصل بين مصر وخيتا مملكة الحيثيين..
وفى العصور الوسطى نشط العداء التركى ضد مصر.. وما أن انتهى العثمانيون «الحيثيون الجدد» من تدمير إمبراطورية الفرس الصفوية.. تأكد لسلطان مصر قنصوه الغورى أن عيون تركيا تتجه إلى سوريا وإلى مصر.. لذلك لم ينتظر أن تصل جيوش الأتراك إلى مصر فخرج بجيشه المصرى إلى أن وصل إلى شمال سوريا، عند شمال حلب.. وما أن اندفعت جيوش الأتراك هابطة من جبال طوروس الفاصلة بين سوريا وبلادهم التركية، حتى كان الجيش المصرى رابضا ومستعداً للقتال.. ودارت معركة مرج رابق ١٥١٦.
ويخطئ من يعتقد أن الجيش التركى انتصر على الجيش المصرى.. بل كان الجيش المصرى متقدماً.. ولولا الخيانة «وهى أسلوب الأتراك القدامى والمحدثين» لما نجح الجيش التركى.. فقد اتصل سلطانهم سليم الأول بأكبر قائدين فى الجيش المصرى، هما خاير بك.. وجان بردى الغزالى، ووعدهما بالمناصب والأموال إن انسحبا من ميمنة الجيش المصرى ومسيرته ليتركا قلب الجيش المصرى بقيادة الغورى نفسه مكشوفاً.. وللعلم، بعد أن نجح الأتراك الحيثيون فى تحقيق هدفهم بالخيانة والجاسوسية حتى تم تعيين خاير بك كأول وال على مصر، التى احتلوها فى يناير ١٥١٧، وهو الذى أطلق عليه شعبنا: خاين بك.
ويستمر العداء التركي لمصر بعد أن سلبوا خيراتها وخبراتها وأغرقوا عاصمتهم بخبرات وخيرات مصر وحولوها من دولة عظمي ذات سيادة إلي إمارة تابعة لهم فقد إستغلوا فترة الضعف أيام حكم المماليك وهاجموا بلادنا وأعدموا قائدنا أمام أعين الناس لم تأخذهم بنا رأفة ولا رحمه هؤلاء الغزاة سيذكر التاريخ دائما أنهم غزاه ليس إلا.
وفي كل هذه المعارك كانت مصر تدافع عن سوريا كما أنها تدافع عن أرضها وإلى الآن موقف مصر لا يتغير من العدوان على سوريا..
حفظ الله مصر والأمة العربية والإسلامية من كل مكروه وسوء ورد اللهم كيد الكائدين عنا وعن أهلنا وبلادنا.