هل يتم إيقافه هذا العام بسبب وباء كورونا الجديد؟
في 930م قتل القرامطة 33 ألف حاجا واقتلعوا الحجر األسود وأبقوه 22 عاما في القطيف سرد تاريخي لأهم سنوات توقف الحج يرسد العلماء والمؤرخون توقف شعائر الحج أكرث من 40 مرة نتيجة الضطرابات سياسية، وكوارث طبيعية، وتفيش الأوبئة، وكساد اقتصادي وغلاء معيشة، وعدم استتباب الأمن بسبب تكاثر اللصوص وقطاع الطرق.
وحاليا، ومع تسارع انتشار وباء فريوس كورونا الجديد المعروف رمزا بـ2019-nCoV ،وبعدم ظهوربارقة أمل حتى الأن في احتواء الوباء، فإن تداعياته قد تستمر لفترة طويلة.
ومن هنا لابد من طرح علامات استفهام حول احتمالات قيام موسم الحج للعام 2020 في حال مالم يتم احتواء المرض كليا حول العالم بحلول نهاية شهر يوليو القادم الذي يصادف بدء الشعائر المقدسة.
أهم سنوات توقف الحج
مذبحة على صعيد عرفة 865 م الموافق 251 هـ
توقف الحج بعد أن شهد مذبحة ،علي صعيد عرفة حيث هاجم إسماعيل بن يوسف العلوي هو ومن معه جموع الحجاج فقتلوا منهم أعدادا كبرية.
القرامطة يسرقون الحجر الأسود930 م الموافق 317 هـ
أغار القرامطة في جرمية بشعة على المسجد الحرام وقتلوا من فيه وسرقوا الحجر الأسود وغيبوه 22 سنة، ولم يرد إلي موضعه إلا في عام 339هـ حيث اعتقد القرامطة بأن الحج من شعائر الجاهلية وعبادة األصنام.
ففي يوم الرتوية لعام 317 هـ أغار أبو طاهر القرمطي ملك البحرين وزعيم القرامطة على مكة بينما كان الناس في إحرام واقتلع الحجر الأسود، وأرسله إلى “هجر”(القطيف حاليا) وقتل عددا كبيرا من الحجاج بلغ30 ألفا وكان يقول وهو ينفذ مذبحته ،أنا بالله، وبالله أنا.. يخلق الخلق، وأفنيهم أنا، وحاول أيضا سرقة مقام إبراهيم ولكن أخفاه السدنة.
وفي 318 هـ سن القرامطة الحج إلي الجش بالقطيف بعدما وضع الحجر الأسود في بيت كبر، وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلي ذلك المكان، ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر، فقتل منهم الكثري.
خلافات بني العباس وبني عبيد983 م الموافق 372 هـ
قيل أنه لم يحج أحد من العراق من هذه السنة إلي سنة 380 هـ بسبب الفتن والخلافات بين خلفاء بني العباس وخلفاء مرص بني عبيد.
حجاج من مصر فقط 1037 م الموافق 428 هـ
لم يحج أحد من العراق، وحج الناس من مصر وغريها، البغداديون يعودون بعد 10 سنوات1253 ملموافق 650 هـعاد أهل بغداد إلى الحج بعد توقف دام 10 سنوات إثر موت الخليفة المستنصر.
لم يحج أحدا من الحجاز1257م الموافق 655 هـ
لم يحج أحد من أهل الحجاز، لم ترفع راية من رايات الملوك لأحد بمكة.
وباء الطاعون1814 م الموافق 1246هـ
مات نحو 8 آالف شخص في بلاد الحجاز بسببالطاعون.
وباء هندي يقتل ثالث أرباع الحجاج1831 م
تفىش خلال موسم الحج وباء يعتقد أنه جاء من الهند ومات بسببه ثالثة أرباع الحجاج.
1837 م تفشي الأوبئة
شهدت مواسم الحج تفيش الأوبئة حتى 1840.
1846 م تفشي الكوليرا لعدة سنوات
تفشي وباء الكوليرا بين الحجاج وظل حاضراً في مواسم الحج حتى 1850 .ثم عاد فى 1865 و1883.
1858 م هروب من الحجاز إلى مصر
أنتشر وباء شديد دفع الناس إلي الفرار من الحجاز إلي مصر التي أقامت حجرا صحيا في منطقة بئر عنرب درءا لتفشي الأوبئة.
1864 مـ موت ألف حاج يوميا
موت ألف من الحجاج يوميا نظرا لتفيش وباء شديد الخطورة. وفي 1871 ضرب المدينة المنورة وباء اضطر مصر إلي إرسال الأطباء وبناء حجر صحي بمكة المكرمة في الطريق القادم من مكة للمدينة.
1892 م تراكم شديد لجثث الموتى
توافق تفشي وباء الكوليرا مع موسم الحج وكان شديدا، فتراكمت جثث الموتي، ولم يتسن الوقت لدفنهم، وتزايدت الوفيات في عرفات، وبلغت ذروتها في منى.
1895 م تفشي التيفوئيد
تفشي وباء يشبه حمى التيفوئيد أو الزحار جاء من قافلة جاءت من المدينة المنورة ، واستمر بدرجة ضعيفة عند عرفات ولم ينتشر فيما بعد، وانتهى في منى.
1987 م تفشي التهاب السحايا
نتج عن مرض التهاب السحايا شديد الخطورة وسريع العدوى ما لايقل عن 10.000 إصابة.
محاولات لوقاية الحجاج من الأوبئة
الأوبئة في تاريخ الحرم المكي وبلاد الحجاز كانت كثيرة جدا، كام أحصاها التاريخ لشدة الزحام وكثرة الزوار وقدومهم من مناطق مختلفة حول العامل فى موسم الحج.
وفي هذا الموسم تتعاظم احتمالات انتقال الأمراض التنفسية المعدية التي يمكن أن تنتقل عن طريق الرذاذ من إفرازات الجهاز التنفيس، كأمراض الانفلونزا والتهاب السحايا وفيروس كورونا الحالي.
وعرب التاريخ تفشت الأمراض المعدية بين الحجاج، ولم تكن في العصر القديم هناك خدمات لمراقية ومتابعة أمراض الحجاج الذين يأتون من كل فج عميق، ولم تفرض السلطات حجرا صحيا علي من يشتبه أنهم يحملون أمراضا معدية، ولم تتوفر أي خدمات للتعقيم، فحصدت الأوبئة أعدادا كبرية من الحجاج.
القبائل تمنع الحجر الصحي والتعقيم
في عام 1812 م سعت السلطات العثامنية وبدعم من دول أوروبية إلي إقامة مركز حجر صحي ومستشفى لمحاربة تفيش الأوبئة خلال موسم الحج، حيث عانت الدول الأوروبية من مواطنيها المسلمين الذين يعودون من الحج حاملين معهم الأوبئة.
وواجه هذا القرار رفضا شديدا من قبائل أمتهنت نقل الحجاج بالجمال وحمل أمتعتهم، فهاجمت الحجر الصحي والمستشفي ودمرتها، بل وقتلوا وأصابوا عددا
من القناصل الأوروبيين الذين وقفوا وراء ذلك المقترح الصحي وعلي رأسهم القنصل البريطاني.
ضوابط لذبح الأضحيات لم يتم تطبيقها
في 1866مـ بدأ تطبيق قاعدة تفرض علي الحجاج تنظم أماكن ذبح الأضحيات وتوزيعها، وجهزت الحفر والخدمات لدفن جيف الحيوانات المذبوحة باعتبارها
مصدرا رئيسيا النتشار الأمراض والأوبئة، والمؤسف أن هذه التدابري الوقائية المهمة لم تؤخذ علي محمل الجد ولم يتم تنفيذها، فكانت تنتشر أوبئة الكولرا أحيانا كثيرة في وقت توافد الحجاج، بمتوسط مرة كل 3 سنوات. فتفتك بأكثر من نصف الحجاج، وتمتد إلى أماكن ترحل البدو المجاورة، وإلى أماكن آهلة أخرى في الجزيرة العربية.
الروسي دولتشين: في عرفات يبدأ التفشي
في كتابه “الحج قبل مائة عام”، أشار الرحالة والعسكري الرويس عبدالعزيز دولتشين الذي زار الحجاز بين 1898 و1899 إلي أن الوباء يبدأ انتشاره على الأرجح عند عرفات، ويتفىش بشدة في منى. فإذا لم يشهد الوقوف في عرفات أي حلات تفيش لأوبئة يكون الأمل كبير في عدم حدوث وباء كليا لسنة الحج.
ويقول دولتشني كان في مكة والمدينة المنورة محاجر صحية ومستشفى متنقلة تتسع لـ30 مريضا، وينتقل المحجر الصحي المكي مع الحجاج إلي عرفات، ثم إلي منى، حيث يوجد مبنى خصص من أجله، وفي هذين المكانين، كام في مكة، يغطي المستشفي الأدوية مجانا وخدمات الإسعاف عند الضرورة لكنه يصاب بالعجز كليا إذا ما تفىش وباء شديد بين الحجاج.
القبائل تدمر غرفة بخارية للتعقيم!
وشملت محاوالت محاربة الأوبئة حسب كتاب دولتشين إنشاء غرفة بخارية خاصة في مكة لتعقيم ألبسة وأمتعة الحجاج العائدين من منى.
ومرة أخرى دمرت قبائل هذه الغرفة بمجرد انتهاء تشييدها لرفضهم أي قيود تؤثر علي عمليات عملهم في نقل
الحجاج وحمل أمتعتهم.