لا أهلي و لا زمالك
شعر : أبوالعزم أحمد
للعقلاء أقول :
سأعتزلُ الرياضةَ يا صديقي
فلا أهلي أكونُ و لا زمَالكْ
رأيتُ اللاعبين بلا وقارٍ
و كلٍّ فـــي نقائصهِ كَذٰلكْ
يُجاهرُ بالمعاصي لا يُبالي
بذنبٍ يستحيلُ إلى المهالكْ
فلا العَوْراتُ يَسْتُرُها حياءً
و لا الألفاظُ تحْسمُها نبالكْ
رأيتُ عقولهم تزدادُ جهلاً
و غايةُ أمرهمْ مالي و مالكْ
و كلُّ قيادةٍ تزدانُ قولاً
و قُبحُ فِعَالهم يُغري فِعَالكْ
و أنْدِيةٍ علىٰ الإفسادَ قامتْ
تَرَدَّتْ بين مملوكٍ و مالكْ
و جمهورٌ تَعَصّبَ في هُتافٍ
و جاهرَ بالعَدَاوةِ في نِزَالكْ
فَقَدْنا المُنْصِفين بِكُلٍ نادٍ
فلا أحـدٌ بشُحْنَتِهِ تَمَالكْ
يسودُ اللاعبون بلا أساسٍ
و حالُ العالِمين اليومَ حَالِكْ
فأيُّ رياضةٍ قد غاب عنها
أمانٌ قد تأصّلَ في المَمَالكْ؟
و أيُّ رياضةٍ تغتالُ علماً
و تُفْضِي للتكاسُل و التَّهَالُكْ؟
تغيبُ الرّوحُ والخُلُقُ المُرَجّىٰ
و يُغْمرُ بالتّعصُّبِ كلُّ سالكْ
يموتُ الجيلُ أشبالاً صِغاراً
بأعدادٍ تزيدُ علىٰ خيالكْ
فَمَنْ سلك الرياضةَ باحتقانٍ
فَحَتْماً في خِضَمِّ الموجِ هَالِكْ
شُغِلْنا بالرياضةِ يا صديقي
عن الأوطان قد ضَلّتْ رِحَالكْ
و لو نادىٰ المُنادي للمَعَالي
فليس لغافل يُعلي مقالكْ
نصحتُكَ يا أُخَيَّ فلا تُجَادلْ
مُحَالٌ أنْ يُرَوِّضَنِي مُحَالكْ
ترَفَّقْ يا بُنَيّ و كُنْ حَصِيفاً
و هَذِّبْ من دنيء الفكر بالِكْ
و كن بالله في حصن منيعٍ
من الأوهام تَسلمْ في سؤالكْ