“ابو العباس السفاح” تعرف علي سبب تسميته بهذا الأسم
كتبت : مريم سامي جاد
اسمه: نسبه هو أبو العباس عبد الله السفاح بن محمد الإمام بن علي السجاد بن عبد الله الحبر بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أبوه: هو محمد بن علي السجاد بن عبد الله الحبر بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي.
أمه: هي ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد الدار الحارثي.
أعمامه: كان له ستة أعمام، وهم عبد الله، وداود، وعيسى، وصالح، وإسماعيل، وعبد الصمد.
تاريخ ومكان الولادة
ولد أبو العباس السفاح في الحميمة -قرية موجودة بالأردن حالياً- من أرض الشراه من البلقاء في الشام في أيام حكم الأمويين عام 104 هـ الموافق 721، وتربى ونشأ بها، حتى قَتَل الخليفة الأموي مروان أخاه إبراهيم الإمام عام 132 هـ، حيث سأل مروان عن إبراهيم فقيل له: هو بالبلقاء، فكتب إلى نائب دمشق أن يحضره، فبعث نائب دمشق بريداً، ومعه صفته ونعته، فذهب الرسول فوجد أخاه أبا العباس السفاح، فاعتقد أنه هو فأخذه، فقيل له: إنه ليس به، وإنما أخوه، فدُلَّ على إبراهيم، فأخذه وذهب معه بأم ولد كان يحبها، وأوصى إلى أهله أن يكون الخليفة من بعده أبو العباس السفاح، وأمرهم بالمسير إلى الكوفة، فارتحلوا من يومهم إليها، منهم أعمامه الستة.
سبب تسميته بذلك
كان هناك بعض الآراء فبعضهم ذكر انه سمي بذلك لشده قسوته وكثره سفك دماء الأمويين وذكر آخرون انه لقب بذلك نسبه إلى كثره عطاءه وكرمه.
اوصافه
كان اجعد الشعر وابيض اللون وطويل القامه ذا وجه ولحيه حسنه
تولى الحكم وهو في السادسة والعشرين من عمره وهو الخليفه التاسع عشر من الخلفاء المسلمين ولكنه كان اول خليفه عباسي يتولى الحكم ويرجع اليه الفضل في قيام الدوله العباسية على أنقاض الدوله الامويه.
بعض صفاته:
كان السفاح أبيضا جميلاً طويلاً، أقنى الأنف، جعد الشعر، حسن اللحية، حسن الوجه، وفصيح الكلام، حسن الرأي، جيد البديهة، حيث دخل عليه في أول ولايته عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فقال له: «يا أمير المؤمنين، أعطنا حقنا الذي جعله الله لنا في هذا المصحف»، فأشفق عليه الحاضرون أن يعجل السفاح عليه بشيء أو يترك جوابه، فيبقى ذلك مسبة عليه وعليهم، فأقبل السفاح عليه غير مغضب ولا منزعج، فقال: «إن جدك علياً كان خير مني وأعدل، وقد ولي هذا الأمر، فأعطى جديك الحسن والحسين، وكانا خيراً منك، شيئاً قد أعطيتكه وزدتك عليه، فما كان هذا جزائي منك»، فما رد عليه عبد الله بن حسن جوابا، وتعجب الناس من سرعة جوابه وجدته وجودته على البديهة، وقد لُقّبَ أبو العباس بالسفاح، وذلك لأنه في آخر خطبته في الكوفة قال: «أنا السفاح المبيح، والثائر المنيح»، وقيل لكثرة ما أراقه من دم الأمويين،وقيل أنه لُقب بهذا بسبب كرمه وإغداقه في العطاء؛ لأن السفاح تعني المعطاء.
بعض أعماله:
تكمُن أهمية أبي العباس السفاح في أنه استطاع إنهاء الدولة الأموية، وإعلان قيام الدولة العباسية وقد عمل السفاح على إنهاء وجود بني أمية بعد أن بايعه الجميع في الكوفة، فكانت أولى اتجاهاته هي القضاء على الخليفة الأموي الأخير مروان بن محمد، وقد استغرق حوالي ثمانية شهور حتى استطاع القضاء على مروان بن مُحمد نهائيًا، وقتله في مِصر، وبعد أن بُويِعَ السفاح أخذ يضع الولاة الجدد على البلدان، وكان معظمهم من أقاربه
مكان وتاريخ الوفاة
قيل إن السفاح نَظَر يومًا في المرآة، وكان السفاح جميل الوجه، فقال: «اللهم لا أقول كما قال سليمان بن عبد الملك: أنا الخليفة الشاب، ولكن أقول: اللهم عمرني طويلًا في طاعتك، ممتعًا بالعافية»، فعندما أنهى كلامه سمع غلامين يتحادثان، فقال غلام لآخر: «الأجل بيني وبينك شهران وخمسة أيام»، فتشاءم السفاح من كلامه، وقال: «حسبي الله، لا قوة إلا بالله، عليه توكلت وبه أستعين»، فمات بعد شهرين وخمسة أيام، وقد رُوي عن عم السفاح عيسى بن علي أنه وجد في وجهه يوم عيد الأضحى في آخر النهار حبتان صغيرتان ثم كبرتا حتى امتلأ وجهه بالحبوب البيضاء الصغيرة، فعرفوا أنه جدري، وفي اليوم الثاني اشتد المرض به حتى أصبح لا يعرف أي أحد، وفي مساء هذا اليوم انتفخ وجهه حتى أمسى مثل الزق، وتوفي في اليوم الثالث، وقد كانت وفاته في يوم 11 ذو الحجة وقيل 13 ذو الحجة من العام 136 هـ عن عمر ناهز الثلاثة والثلاثين، وقيل اثنان وثلاثون، وقيل ثمانٍ وعشرون عامًا، وصلى عليه عمه عيسى بن علي، ودفنه في الأنبار.
وذُكِرَ أنه عندما دخل الطبيب عليه عندما كان في مرض موته أخذ يقول:
انظر إلى ضعف الحراكوذله بعد السكونينبيك أن بيانههذا مقدمه المنون
فقال له الطبيب: «أنت صالح»، فطفق السفاح يقول:
يبشرني بأني ذو صلاحيبين له وبي داء دفينلقد أيقنت أني غير باقولا شك إذا وضح اليقين
وقيل إن آخر ما تكلم به هو: «الملك لله الحي القيوم، ملك الملوك، وجبار الجبابرة»، وكان منقوش على خاتمه (الله ثقة عبد الله)، وقد ترك تسع جبات وأربعة أقمصة وخمس سراويل وأربعة طيالسة وثلاث مطارف خز، وقد كان السفاح مُحبًا للأدب والشعر.