السحر الفرعوني أخطر من السحر الأسود
كتب : أحمد عثمان عوض
اشتهرت مصر، منذ آلاف السنين بالسحر، وكان السحر لدى القدماء المصريين، من الأشياء المهمة في حياتهم، بل ارتبط السحر لدى القدماء المصريين بالدين، وبناء عليه، ارتفعت مكانة الكهنة لدى الفراعنة بتعليمهم السحر، وكان السحر الأكثر شيوعًا عند المصري القديم هو السحر الدفاعى، بهدف طرد الأرواح الشريرة.
وعلى الرغم من تحقيق آلاف الاكتشافات الأثرية، وآلاف الأبحاث التى أجراها العلماء حول الحضارة المصرية القديمة، إلا أن السحر لا يزال سرًا من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وما زال الغموض يحيط بطبيعة وماهية السحر عند الفراعنة.
ويذهب البعض إلى أن “لعنة الفراعنة” وهى واحدة من الألغاز الفرعونية القديمة التى لم يتمكن أحد من الوصول إلى حقيقتها حتى الآن، مرتبطة بالسحر، الذى يفوق السحر الأسود، وهو اعتقاد بأن أي شخص يزعج مومياء لشخص مصري قديم، خصوصًا لو كان فرعون فعليه لعنة، وكثر الحديث عنها فى أعقاب اكتشاف هوارد كارتر لمقبرة توت عنخ آمون.
الحديث عند لعنة الفراعنة ظهر بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
وعرفت عدة كتب ودراسات “السحر الأسود” بأنها سحر مقصور على الكهنة وليس العامة من الشعب ولا يمكن تعلمه إلا بموافقة الكهنة وبشروط صعبة، أما السحر “الأبيض” فكان مخصصًا لحل المشاكل بين الأزواج وتقارب المسافة بينهما، لدرجة كان يستحيل معها أن ينظر أحدهما إلى غير الآخر، وبالمقابل كان السحر الأسود يستخدمه الكهنة لإنزال العقاب على أشخاص لا يقدمون القرابين للآلهة، وتشير تلك الأبحاث إلى أن طقوس السحر الأسود كانت تقام بلغة الجن “السريانية”.
وعرف المصرى السحر منذ قديم الأزل، وجاء القرآن الكريم: “وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ”، وهذه الآية توضح أن السحر كان علمًا قديمًا، وكان السحرة علماء لدى مصر القديمة، بل إن القرآن وصف السحر الذى صنعه سحرة فرعون بأنه “علم
الحديث عند لعنة الفراعنة ظهر بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
وعرفت عدة كتب ودراسات “السحر الأسود” بأنها سحر مقصور على الكهنة وليس العامة من الشعب ولا يمكن تعلمه إلا بموافقة الكهنة وبشروط صعبة، أما السحر “الأبيض” فكان مخصصًا لحل المشاكل بين الأزواج وتقارب المسافة بينهما، لدرجة كان يستحيل معها أن ينظر أحدهما إلى غير الآخر، وبالمقابل كان السحر الأسود يستخدمه الكهنة لإنزال العقاب على أشخاص لا يقدمون القرابين للآلهة، وتشير تلك الأبحاث إلى أن طقوس السحر الأسود كانت تقام بلغة الجن “السريانية”.
وعرف المصرى السحر منذ قديم الأزل، وجاء القرآن الكريم: “وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ”، وهذه الآية توضح أن السحر كان علمًا قديمًا، وكان السحرة علماء لدى مصر القديمة، بل إن القرآن وصف السحر الذى صنعه سحرة فرعون بأنه “علم”.
ويشير عدد كبير من الأبحاث إلى أن مصر المهد الأول الذى خرجت منه طقوس تلقين الأسرار أو طقوس التنشئة التى هى عبارة عن طقوس غامضة كان الغرض منها تهيئة المرشحين للكهانة، ويبدو أن طقوس التنشئة كانت تجرى بواسطة نوع معين من الكهان السريين الذى كان جلهم من السحرة والعرافين.
وبحسب كتاب “جنون اسمه الفراعنة” لعالم الآثار المصرية، الدكتور زاهى حواس، فإن المصريين القدماء احتاطوا لرحلتهم الأبدية بأنواع مختلفة من السحر، فكثيرًا ما نرى على جدران المقابر نصوصًا غير مفهومة بالكامل وكلمات لا تعطى معنى مفيدًا، وهى بلا شك نصوص سحرية وضعت لهدف معين هو حماية القبر وصاحبه، وربما تكون هذه الكلمات قد فقدت طاقتها السحرية، بعد أن اندثرت اللغة والكتابة المصرية القديمة، وربما تكون هذه النصوص أيضا لا تزال محتفظة بقدرتها السحرية الكامنة داخلها.
وقد قال الدكتور “زاهي حواس” أن من هذه النصوص ما يعرف بـ”متون الأهرام” وهى تراتيل دينية وسحرية سجلت على جدران حجرات الدفن الموجودة أسفل أهرامات الملوك والملكات منذ أواخر عهد الأسرة الخامسة الفرعونية تحديدًا وعصر الملك “ونيس” (2356 – 2323) قبل الميلاد، معتقدًا أن الطريق ما زال طويلا لمعرفة ألغاز متون الأهرام وحلها، على الرغم من اكتشافها منذ قرن من الزمان.
وفى هذه المتون طلاسم كان على الملك حفظها وتلاوتها ليمر عبر بوابات العالم الآخر، وينجو بنفسه من الثعابين وكل المخلوقات المفترسة التى تعترض طريقه، كذلك تمنحه هذه الطلاسم القدرة على استخدام أشعة الشمس كحبال للصعود إلى أعلى، والغريب أن الطاقات السحرية الكامنة فى متون الأهرام يمكن لمسها من خلال مشاهدة كيفية نحت الكلمات والحروف التى سجلت على هذه المتون، فعند تصوير الرجل نجد أن الرأس والأطراف لا تتصل بالجذع وكأننا أمام إنسان قطعت أوصاله ورأسه، وذلك عند تصوير الحيات بمختلف أنواعها نجد أن هناك طريقتين فى التنفيذ، إما عبر نقش جسد الحيات غير متصل بالرأس، وإما نقش الحيات والثعابين، وقد سلطت سكين فوق رأس كل منهما.
ويذكر “حواس” أن هناك ما يسميه العلماء باسم “نصوص اللعنة” وهى نوع آخر من السحر قام المصريون القدماء بكتابته على واجهات مقابر يتواعدون كل من يجرؤ على الدخول إلى مقابرهم قاصدين بها الشر والعذاب، فأشارت إحدى السيدات على جدران مقبرتها إلى أن كل من يحاول جلب الشر إلى مقبرتها فإن فرس النهر سوف يفترس عظمه، والتمساح والأسد سيأكلان لحمه، سوف يسرى سم حيات الكوبرا فى جسده.
ووفقا للكتاب ذاته، هناك بردية شهيرة تتحدث عن ذلك الكاهن الذى فوجئ بخيانة زوجته له، فانتظر إلى أن نزل الشاب الخائن إلى المياه ليغتسل، وقام الكاهن بوضع تمساح صغير من الشمع فى الماء سرعان ما انقلب إلى تمساح ضخم افترس الشاب، كما أكد الدكتور زاهى حواس أن هناك العديد من القصص حول السحر والسحرة فى عالم الفراعنة، ومنها قصة خوفو والسحرة، وقصة الملك سنفرو والد “خوفو” مع الساحر الذى شق له المياه لكى تعثر فتاة على سوارها الذى سقط فى الماء.
كما ذكر عالم الآثار المصرية فى مقال له بعنوان “سحر الفراعنة القاتل” نشر فى فبراير عام 2015، نقش يرجع إلى العصر اليوناني خاص بالمدعو بيتوزيريس، يرجو زوار مقبرته أن يؤدوا له الطقوس الدينية بالشكل السليم بدلا من التعدي عليها، ويهدد من يفعل السوء بالعقاب الصارم، وذكر أنه إذا لم تتم معاقبة المعتدين في الأرض سيتم عقابهم في العالم الآخر بعد الموت، ومن أجمل ما عثر عليه هو أن مدخل أحد المقابر عثر به على شخص واقف وفي يده عصا كبيرة يشير إلى ضرب أي شخص سوف يؤذي المقبرة.