“الملك الإله” .. تقديس وتأليه البشر عند المصريين القدماء
كتب الباحث الأثري : محمد حلاوة
كاتب وباحث أثري لدي فريق ديوان التاريخ للوعي الآثري
جاءت نظرة المصريين القدماء الي ملوكهم معبرة عن المكانة التي حظي بها هؤلاء الملوك من تقديس حيث كان الملك يعتبر من نسل الأرباب وأنه نصف إله اي يجمع بين الطبيعيتين البشرية والإلهيه في وقت واحد.
والسر في ذالك أن الملك فى مصر القديمة كان يحوز ويحافظ على الألوهية المقدسة نتيجة لعدد من الطقوس الملكية المهمة والتى كان من خلال ممارسته لها تتحقق له ألوهيته الرمزية والفعلية على السواء، وكان من بين أهم تلك الطقوس، تتويج الملك الإلهى على عرش مصر المقدس.
وقد بدء ذالك واضحا من خلال الألقاب التي حملها الملوك ((نثر- نفر “الرب الطيب والصورة الحية للمعبود علي الأرض)) وآيضا آسماء اتخذها الملوك مثل ((” سا – رع ” اي ابن رع وهو إسم الميلاد الذي يحملة الملك منذ ولادته والذي يحمله الملك منذ ولادته والذي يربط الملك بالمعبود رع)) أو من خلال مدي تبجيل وتعظيم المصريين لحكامهم بحيث ظلت النظرة اليهم علي انهم ارباب مقدسون.
ويري ((بوزنر))أن الملوك قد حكموا البلاد علي إعتبارهم أنصاف معبودات وخلفاء للمعبودات نفسها وذالك حيث يعد الملوك السلف المباشر للمعبودات ولذالك إستحقوا التقديس ثم التألية.
وقد كان الملك يصور في صحبة المعبودات فضلا عن كونة يعتبر هو (( “حور” الأرضي؛ حاكم إرث آبية ” أوزير “)) ويشهد التمثال الشهير للملك خفرع بالمتحف المصري الذي كان يصوره جالسا علي العرش ومن خلفه الصقر حور رب السماء ليعميه وليظهر للملك علي أنه أوزير كما آن الملك هو إبن رع وذالك من خلال لقب سا – رع الذي إتخذة الملوك بداية من عصر الدولة القديمة.
بل أن الأمر لم يتوقف عند النظرة للملك بوصفة ربا أو إلها إذ ان عدد من الملوك العظام قد تم تألييههم في حياتهم أو بعد موتهم وأقيمت لهم الطقوس والشعائر وخصصت لعبادتهم مقاصيير ومعابد في أرجاء البلاد.
ومن بين هذة الملوك التي تم تأليههم (( خوفو- وسنوسرت الثالث – وإمنحتب الأول – وإمنحتب الثالث – ورمسيس الثاني)) وملوك وملكات العصر البطلمي.
تأليه الملك “سنفرو” وتقديسة :-
يعتبر هو الملك الوحيد الذي كان إله من ملوك الدولة القديمة ووحد له نقش في سيناء يصور الملك سنفرو وهو يرتدي تاجا مشابها للمعبود سوبد وربما كان الإلة سنفرو كرب وحامي لهذه المنطقه في وادي المغارة مثل المعبود سوبد الذي كان حاميا لهذه المنطقة.
تأليه وتقديس الملك مونتو حتب ” نب – حبت – رع “:-
آهم ملوك الآسرة الوسطي ومؤسس الأسرة الحادية عشر في طيبة وربما لهذا السبب قد عبد فيها حتي عصر الرعامسه وكانت عبادتة تتم في معبدة الجنائزي كما آن الملك قد صور في عدد من النقوش في المعابد المختلفة بهيئه مشابهه لهيئة الأرباب.
تأليه وتقديس الملك إمنحتب الثالث: –
عبد في العديد من الآماكن وخاصة معبد صولب حيث يوجد نقش يوصفة بسيد النوبة وقد جري تأليهه خلال حياته وأعتبر إمنحتب الثالث ربا في هذه المقاطعة.
تأليه وتقديس الملك رمسيس الثاني:-
من أشهر الملوك الذين حظوا بالتأليه في حياتهم وقد اتخذت عبادتة صورا كثيرة ففي معبد الملك برعمسيس الثاني بالقرب من البوابة الشرقية المعبد أمون رع بالكرنك نجد تمثال الملك المؤله الذي كان يسمي أمون رع حيث كان الناس يجتمعون لتلاوة الدعوات له.
وقد أسس بطلميوس الاول سياسه دينيه جديده منذ عصرة هدفت لتقديس الملوك الآباطرة وبنفس الإسلوب والوضع الذي أتبع لدي بعض الملوك المصريين القدماء وقد قام بتأليه نفسه وزوجته والإسكندر الأكبر وتبعه في ذالك البطالمة وانتشرت عبادته في الإسكندريه ونقراطيس والفيوم ومنف والكثير من المدن المصرية الأخري.