تعرف علي .. مسجد الصالح طلائع بن رزيك
كتبت : ساره شزدي
يقع هذا المسجد عند بداية شارع الدرب اﻷحمر أمام باب زيلة
خارج السور الفاطمي للقاهرة، أنشا هذا الجامع الصالح طلائع بن رزيك وزير “الفائز بنصر الله” سنة 555هجري/1160ميﻻدي ،وهو يعد أوال الجوامع المعلقة في مدينة القاهرة حيث كان مقاما فوق حوانيت سفلية ترتفع نحو 4 أمتار.
كان طلائع بن رزيق أحد القادة الفاطميين في فترة منتصف القرن السادس الهجري
عينه الخليفة “الفائز بنصر الله”وزيرا له في عام 549هجري/1150ميﻻدي
بعد نجاحه في أخماد الفتنة التي وقعت بعد قتل”الخليفة الظافر”.
وقد اصبحت الكلمة العليا له في الحكم نظرا لصغر سن الخليفة “الفائز”.
وتروي كتب التاريخ بعض الروايات حوال إنشاء هذا الجامع
تتلهص في أنه لما حدث غزو الصليبين لبﻻد الشام وبدأ تحركهم باتجاه مصر
خاف الوزير الصالح طﻻئع أن يعتدي الغزاة علي مشهد اﻹمام “الحسين”بمدينة عسقﻻن، التي يروي الفاطميون أن رأس اﻹمام الحسين مدفون به، لذلك قرر بناء هذا المسجد ليكون مدفنا للرأس الشريف .
لما يمكن الخليفة من ذلك وأمر بدفن الرأس في المشهد الحالي داخل مدينة القاهرة وبجوار قصور الخﻻفة، وقد ندم الصالح ندما شديدا علي تسرعه.
وصف المعماري للمسجد
للجامع أربع واجهات أهمها الواجهة الرئيسية الشمالية الغربية ،
وهي التي تواجه باب زويلة ويتقدم هذه الواجهة بائكة مكونة من عقود مدببة محمولة علي أعمدة رخامية.
كما تنتهي من طرفيها بحجرتين مربعتين، ويغطي الرواق سقف من الخشب مزخرف بزخارف فاطمية.
للجامع ثلاثة مداخل يتوسط أحدهما الوجهة البحرية ،
ويتوسط الثاني الوجهة القبلية ويقع المدخل الرئيسي في الواجهة الشمالية الغربية في مواجهة المحراب كان له باب خشبي ذو مثراعين زخرف من الخلف عبارة عن وحدات مستطلة تضم في داخلها زخارف نباتية أو هندسية مشابهة ﻷسلوب نهاية العصر الفاطمي، وغطيت الواجهة اﻷمامية بألواح نحاسية ذات حشوات مفرغة بزخارف نباتية تنسب للعصر المملوكي.
هذا الباب محفوظ بمتحف الفن اﻹسﻻمي ، وتم صنع واحد مشابه ووضعه في الجامع.
وصف الجامع من الداخل
يتألف الجامع من صحن مكشوف تحيط به أربع ضﻻت مسقوفة أكبرها ظلة القبلة التي تشتمل علي ثﻻثة صفوف من العقود المحمولة علي أعمدة رخامية، وجميع عقود الجامع مبنية بالطوب علي خين بنيت حوائط الجامع اﻷربعة من الخارج بالحجر ومن الداخل وهي ظاهرة انفرد بها هذا الجامع.
ويتوسط المحراب جدار القبلة وهو يتميز بالبساطة مع وجود طاقية من الخشب المزخرف ، والي جوار المحراب منبر خشبي دقيق الصنع يستدل من الكتابة أعلي بابه أنه للأمير “بكتمر الجوكندار سنة 699 هجري/1299 ميﻻدي.
ويتميز هذا الجامع بوجود فتحه مستطيلة في سقف ظلة القبلة عرضها 71 سم وارتفاعها 82، 1سم ويحيط بها حاجز خشبي ولها سقف مرتفع مفتوحة ويعرف هذا العنصر باسم ملقف الهواء وهو يعمل في تلطيف درجات الحرارة.
مر الجامع بالكثير من أعمال اﻹصﻻح والتجديد اهمها
ماقام به اﻷمير “بكتمر “بعد الزلزال عام 702 هجري
وقامت لجنة حفظ اﻷثار بكشف سلم الجامع القديم بوسط الواجهة الغربية.
كما عثر على بقايا نقش بالخط الكوفي أعلي هذه الواجهة الغربية.