المسحراتي الحقلة الرابعة .. عظما الإسلام “محمد ابن ابي بكر الصديق”
كتب : أحمد عثمان عوض
محمد ابن ابي بكر الصديق
اسمه
هو محمد بن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي
ولد في كنف أبيه عام حجة الوداع وقت الإحرام سنة 10ه حتى توفي أبو بكر الصديق بعد زمن ليس بكثير من ولادته فتزوج علي بن أبي طالب أسماء بنت عميس. تربى محمد في بيت علي كولد من ولده.
حياته:
تزوج محمد بن أبي بكر بنت كسرى وكان له ابن واحد هو العالم الفقيه القاسم بن محمد بن أبي بكر الذي خرج من مصر وهو طفل 7 سنين بعد مقتل أبيه محمد وأمه في مصر، وقد أخذه عمه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى المدينة المنورة بعد مقتل أبيه وأمه وتربى في منزل النبي محمد في كنف اخته السيدة عائشة بنت أبي بكر
مشاركته في الحروب والمعارك:
شارك محمد بن أبي بكر مع علي بن أبي طالب في موقعة صفين ضد معاوية التي قتل فيها 70,000 مسلم وموقعة الجمل التي قتل فيها 18,000 مسلم ضد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وأخته عائشة بنت أبي بكر وهو من أرجعها إلى بيتها.
وقد ذهب مع علي إلى العراق، وشهد معركة الجمل، وشهد معه صفين. تولى مصرا لعلي ولم يكن كفؤ لعمرو بن العاص فغلبه.
شبهة مقتل سيدنا عثمان ابن عفان:
يقال أنه كان ممن حرض على عثمان بن عفان وللرد على شبهة محمد بن أبي بكر بالتحريض سئل الحسن البصري:
(أكان فيمن قتل عثمان، أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: كانوا أعلاجًا من أهل مصر.)
وقال ابن تيمية : ولا أحد من السابقين الأولين دخل في قتل عثمان
وهذه النصوص وأمثالها تبرئ محمد بن أبي بكر من دم عثمان.
ظهرت ثلاث روايات تتهم محمد بن أبي بكر، ومنها رواية للذهبي المشكوك بها وقد ظهرت بعد أكثر من 600 سنة من مقتل عثمان يتهم فيها محمد بن أبي بكر:
ذكر شمس الدين الذهبي (مواليد 1274م / توفي 1348م) أن محمد بن أبي بكر سار لحصار عثمان، وفعل أمرًا كبيرًا، فكان أحد من توثب على عثمان حتى قُتل.
قال المؤرخ الأندلسي ابن عبد البر (368 هـ – 463 هـ) : وقيل إن محمدًا شارك في دم عثمان،، وقد نفى جماعة من أهل العلم والخير أنه شارك في دمه، وأنه لما قال عثمان، : (لو رآك أبوك لم يرض هذا المقام منك). فخرج عنه وتركه، ثم دخل عليه من قتله، كما نقل عن كنانة مولى صفية بنت حيي، وكان ممن شهد يوم الدار- أنه لم ينل محمد بن أبي بكر من دم عثمان بشيء
ولايته لمصر:
بعد استشهاد سيدنا عثمان بن عفان- رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين المهديين، تولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، خلافة المسلمين، وبعد أن تمت بيعته من قبل الصحابة الكرام الذين حضروا بدرًا وتولى أمر المسلمين قام بحركة تنقلات في الولاة الذي ولاهم سيدنا عثمان بن عفان على الأمصار والبلدان، وكان من بينها مصر.
كان والي مصر في عهد سيدنا عثمان بن عفان هو قيس بن سعد بن عبادة، فعزله الإمام علي وولى مكانه محمد بن أبي بكر الصديق وذلك في مثل هذا اليوم 10 من شهر رجب سنة 37 هجريًا، إلا أنه قتل على يد معاوية بن خديج.
ولد محمد بن أبي بكر الصديق في السنة العاشر للهجرة وقت الإحرام في حجة الوداع، وتوفى أبوه أبو بكر الصديق وهو لا يزال طفلًا صغيرًا، وبعد وفاة أبيه تزوج الإمام علي بن أبي طالب من أمه أسماء بنت عميس ليتربى في بيت وكنف الإمام علي ويظل من أنصاره، وتزوج شقيقة زوجة الإمام الحسين، وهما بنات ملك الفرس في عهد عمر بن الخطاب.
شهد محمد بن أبي بكر الصديق فتح مصر، وهو ما ذكرته كتب التاريخ الإسلامي، فقد توجه إلى مصر سنة ٣١ هـ ، للقتـال ضـمن جيش عبد الله بن سعد بن أبي السرح الذي حارب أهـل النوبة وهم من يعرفون ب(الأساود) وقد كان يري أن عبد الله بن سعد بن أبي السرح ليس أهلا لولاية مصر لأنه ارتد زمن الرسول صلى الله وعليه وآله وسلم، ثم رجع وحسن إسلامه بعد أن شفع له عثمان عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك يمكن أن نقول أن موقف محمد بن أبي بكر تجاه ولاية عبد الله بن سعد بن أبي السرح على مصر زمن عثمان بن عفان يحتمل أن تكون دوافعه الحرص على الأمة كما كان موقف والده الصديق رضي الله عنه من تولية من تاب من المرتدين شؤون الدولة، أي أن رأيه كان إمتدادا لرأي والده الصديق رضي االله عنه.
وفي زمن الفتنة التي استشهد فيها سيدنا عثمان بن عفان، كان محمد بن أبي بكر من بن من حاصروا سيدنا عثمان، إلا أنه رجع عن ذلك بعد أن عاتبه عثمان، ورغم أن البعض اتهمه أنه قد شارك في مقتل عثمان بن عفان، بعد أن تسور بيته، إلا أن هناك الكثير من الروايات التي تؤكد براءته من ذلك، ومنها ما ورد عن كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب رضي االله عنها قال: “شهدضت مقتل عثمان، فضأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين، كانوا يدرءون عن عثمان رضي الله عنه: الحسن بن علي، وعبد االله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم”، وقال محمد بن طلحة: فقلتله: هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟ قال : معاذ االله! دخل عليه، فقال له عثمان: يا بن أخي، لست بصاحبي. وكلمه بكلام، فخرج ولم يند بشيء مـن دمه، قال: فقلت لكنانة: من قتله؟ قال: قتله رجل من أهل مصر، يقال له جبلة بن الأيهم. ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول : أنا قاتل نعثل”. وفي نفس هذا المعنى أورد ا بن خياط في تاريخه، وابن عبدالبر، وغيرهما.
أرسل الإمام علي بن أبي طالب محمد بن أبي بكر إلى مصر لكي يأخذ الولاية من عمر بن العاص الذي كان من أنصار معاوية بن أبي سفيان، فثار أهل مصر بتحريض من عمر بن العاص على محمد بن أبي بكر وانفضت قواته من حوله وتركوه حتى قتله معاوية بن خديج بأمر من معاوية بن أبي سفيان.
وهنا قرر الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن يرسل الأشتر النخعي إلى مصر لحسم الصراع الدائر هناك وتسلم زمام القيادة بعد مقتل محمد بن أبي بكر.
واتفق ابن كثير والطبري أن محمد بن أبي بكر تطاول على معاوية بن خديج، وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وهو ما أثار غضب معاوية بن خديج فقتله ثم وضعه في جثة حمار وأحرقه بالنار.
وعن ذلك يقول ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية”: “لما بلغ ذلك عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي، جزعت عليه جزعا شديدا وضمت عياله إليها، وكان فيهم ابنه القاسم، وجعلت تدعو على معاوية وعمرو بن العاص دبر الصلوات، بينما قال ابن الأثير: “انهزم محمد ودخل خربة، فأخرج منها وقت، وأحرق في جوف حمارًا ميت،قيل قتله معاوية بن حديج السكوني
وقيل قتله عمرو بن العاص صبرا”، ولما بلغ عائشة قتله اشتد عليها، وقالت:كنت أعده ولدا وأخا، ومذ أحرق لم تأكل عائشة لحما مشويا”.
مقتل محمد ابن ابي بكر رضي الله عنه
تشير بعض الروايات إلى أن معاوية بن خديج قتل محمد بن أبي بكر انتقاما من مشاركته بقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان. في حين أن مسؤولية محمد بن أبي بكر مختلف عليها.
وكان قد ولاه علي بن ابي طالب إمرة مصر بعد موت عثمان سنة سبع وثلاثين في رمضانها ، فالتقى هو وعسكر معاوية، فانهزم جمع محمد، واختفى هو في بيت مصرية ، فدلت عليه ، فقال معاوية بن حديج : قتلت ثمانين من قومي في دم الشهيد عثمان ، وأتركك ، وأنت صاحبه! فقتله ، ودسه في بطن حمار ميت، وأحرقه ، وهناك من لم يقر بهذه الرواية وأبطلها
وقال عمرو بن دينار : أتي بمحمد أسيرا إلى عمرو بن العاص، فقتله.
وقُتِلت زوجة محمد بن أبي بكر في قصر الوالي في مصر.
قال ابن تيمية: وليس مروان أولى بالفتنة والشر من محمد بن أبي بكر ولا هو أشهر بالعلم والدين منه بل أخرج أهل الصحاح عدة أحاديث عن مروان وله قول مع أهل الفتيا واختلف في صحبته ومحمد بن أبي بكر ليس بهذه المنزلة عند الناس ولم يدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أشهرا قليلة من ذي القعدة إلى أول شهر ربيع الأول فإنه ولد بالشجرة لخمس بقين من ذي القعدة عام حجة الوداع