“التثليث” في الديانة المصرية القديمة
كتب : بهاء ثروت
مفهوم التثليث : التثليث هو اتحاد ثلاثة معا ليكونوا معا وحدة واحدة اساسها ثلاثة أجزاء وهؤلاء الثلاثة إما ان يكونوا من نفس النوع : ثلاثة آلهة , ثلاث إلهات , ثلاث صفات , ثلاثة اشكال , ثلاث كلمات او ان يكون انضمام ثلاثة من انواع مختلفة ( آلهة وإلهات في رابطة أسرية كالثالوث المقدس .
توظيف التثليث : ويمكن ان يتم توظيف التثليث لهدفين مختلفين الا وهما :
1- هو إدماج ووحدة لثلاثة في واحد , بمعني انه تثليث في وحده , ووحده في تثليث , والثاني هو ان الثلاثة يرمز بهم للكثير , وبذلك يكون التثليث رمزا للوحدة وللكثرة في ان واحد ويمكن وصفة بأنه تعدد في وحده , ووحده في تعدد .
توقيت ظهور التثليث : ظهر التثليث منذ زمن مبكر في مصر القديمة , واستمر طوال العصور التاريخية , ويعتقد العالم ( جريفثس ) أن التثليث ظهر منذ عصور ما قبل التاريخ , حيث عثر علي أوان من هذه العصور في منطقة بجانب ” ابيدوس ” عليها زخارف تمثل خضرة ونخيلا وماعزا جبليا وفي أعلاها زخرفة هندسية علي هيئة مثلثات متصلة في تناسق وكذلك ايضا آنية منها نقش عليها سيدتان ورجل فوق تل , وعلي تل اخر مجاور يقف رجل بمفردة .
يعتقد ان هذه الزخارف بداية لفكرة الثالوث في مصر القديمة , ولهذا عثر علي مشط من عصر الملك ” جت ” اخر ملوك الاسرة الاولي – علية نقش يصور الالة حور في ثلاثة اشكال مختلفة , حيث صور علي هيئة ملك سماوي , وعلي هيئة ملك علي الارض , واخيرا علي هيئة صقر , اي ثلاثة أشكال لإله واحد , مما يعد بداية حقيقية لمفهوم التثليث في مصر القديمة .
وذكر إله الشمس في الدولة القديمة في ثلاثة اشكال فهو ( خبري في الصباح ) , ( رع في الظهيرة ) , ( آتوم عند الغروب ) .
ويعتقد أن هذا تخيل لإله الشمس كإنسان في ثلاث مراحل , فهو طفل في الصباح ( خبري ) , ثم شاب في الظهيرة ( رع ) , ثم شيخ في المساء ( آتوم ) ولهذا اتصف إله الشمس في كتاب الموتى بأنه ” إله في ثلاثة ”
وفي عصر الدولة الوسطى ظهر التثليث نتيجة لاتحاد الآلهة ( بتاح – سكر – اوزير ) كإله واحد يسمي ( بتاح – سكر اوزير ) , وقد اشير إليهم في بعض النصوص بضمير المفرد ( دي اف )= ليته يعطي , واحيانا اخري بضمير الجمع ( دي سن ) ليتهم يعطوا
وظهر تثليث من هذا العصر في كتاب الموتى ( الفصل 17 ) ونجد في هذا التثليث ان الأمس هو ( اوزير ) , اليوم هو ( حور ) , غدا هو ( رع ) .
ظهر تثليث للإله حور علي تمثال محفوظ حاليا في المتحف المصري صور فيه ( حربو قراط ) و ( حور برأس صقر ) و ( حور برأس أدمي ) .
ويبدو ان أهمية التثليث جعلته يخرج من نطاق الآلهة , حيث صورت الروح التي تغادر الجسد عند الموت في ثلاث صو هم ( البا- الكا – الأخ ) , وظهر التثليث ايضا في التعبيرات وخير مثال علي ذلك هو تعبير ( عنخ – وجا – سنب ) = الحياة والتوفيق والعافية .