آخر 48 ساعة في حياة مصطفى حفناوي
رحلة قصيرة مع المرض المفاجئ قضاها اليوتيوبر مصطفى حفناوي، بعد إصابته بجلطة في المخ دخل إلى إثرها المستشفى الجوي التخصصي، ليرحل اليوم، بعد معاناة 5 أيام مع المرض، وكانت زيارته في المستشفى مقتصرة على المقربين فقط. آخر 48 ساعة في عمر حفناوي فور دخول أسوار المستشفى، تظهر حركة الممرضين، في اهتمام واضح بـ”حفناوي” الذي تعرض لجلطة في المخ، بسبب تشخيص طبي خاطئ لحالته الصحية، قبل 3 أيام، ما أدى لدخوله في غيبوبة، ليرقد على إثرها في قسم العناية المركزة بالمستشفى، منتظرين أي تحسن في حالته الصحية.
طوال مدة إقامة “مصطفى” في المستشفى، لم يكن من السهل الوصول إلى غرفته أو التعرف على حالته الصحية، فالأمر كان مقتصرا على الأقارب والأصدقاء المحددين سابقا بالأسماء فقط، ولكن “الوطن” تمكنت من التواجد بالداخل ومعايشة الأجواء حول اليوتيوبر المريض، فالزيارات الخاصة به ممنوعة كذلك محظور التواصل مع الطبيب الخاص به للحصول على أي معلومات تخص حالته الصحية. في الطابق الذي يتواجد به جناح العناية المركزة، والذي يؤمن بواسطة الممرض المسؤول عن غرف العناية المركزة المتواجدة داخل هذا الجناح، أصعب من مهمة الدخول إلى غرفة “مصطفى”، خاصة بعد تحديد الأسرة بضعة أسماء مسموح لها بالدول إلى الغرفة لزيارته والتعرف على حالته الصحية.
الدعاء يسيطر على الأسرة والأصدقاء قبل الوفاة متمنين له النجاة ، وتمكنا من التواصل مع أحمد الشقيق الأكبر لمصطفي، والذي كان برفقته بعض أصدقاء الأخير، والذين كانوا يطمئنون على حالته الصحية، والذي بدوره حكى كيف تعرض شقيقه لوعكة صحية منذ عدة أيام، قبل أن يتوجه لأحد الأطباء، “خد حقنة مسكن قوية، وروح نام وكان بقي كويس”. في صباح اليوم التالي، استيقظ “مصطفى”، على ألم شديد، في المعدة وكذلك الكتف الأيمن، تواجد في المستشفى في نحو الساعة 1 ظهرا، وعقب عدة ساعات فقد الوعي، وتعرض لجلطة في المخ، ومن حينها لم يسترد وعيه مرة أخرى، “هو محتاج للدعاء جدا”، حسب حديث شقيقه.
دقائق قليلة مرت على مقابلة أحمد، حتى خرج والد مصطفى من الغرفة، بوجه حزين، اتجه نحو البهو الذي لا يوجد به سواه، في محاولة منه للانفراد بنفسه بعيدا عن أجواء الحزن، ويحكي لـ”الوطن”، أنه منذ يومين و”مصطفى” فاقد للوعي في غيبوبته، يعيش في حزن كبير لما أصاب نجله، فهو أصغر أبنائه الذكور، والذي كان يحرص دائما على الحديث والضحك معه. حالة نفسية سيئة تعيشها والدة “مصطفى”، التي ظلت بجوار نجلها لا تفارقه لحظة منذ مرضه، تدعو الله ليلًا نهارًا أن يُزيل هذه الغمة، “إحنا راضين بقضاء الله”، فيما ينتظر الأطباء المعالجون أن يستفيق “مصطفى”، من الغيبوبة حتى يتم التعامل معه طبيا وتتحسن حالته الصحية، وفقا لحديث والده. في الطابق الذي تقع به “الكافيتريا”، الخاصة بالمستشفى، يجتمع أصدقاء “مصطفى”، الذين لم يقو أي منهم على رؤيته، ينتظرون أي خبر عن تحسن حالته الصحية، منذ تعرضه للغيبوبة، يحضرون يوميا متنميين سماع أنباء تحسن حالته الصحية، ولكنهم مع ذلك يرفضون الحديث مع أي جهة صحفية عن حالة صديقهم أو ذكرياتهم معه.