هلال زايد يكتب للدليل نيوز: الصحافة عشق وإدمان وأقوي من نواب البرلمان
الصحافة عشق وإدمان وأقوي من نواب البرلمان
بقلم / هلال زايد
إذا تكلمنا عن الصحافة الحرة، فلن يسعنا المكان، ولا الزمان لسرد عظمة الصحافة، وجمالها حينما نلتزم بميثاق الشرف الصحفي، وأمانة الكلمة، ولا نخشي في الله لومة لائم، فالصحفي الحر، وأعني بكلمة الحر الكثير والكثر، والمعني في عقل الكاتب وليس في بطنه.، هو ناقل للحدث وليس صانعا له أو شريكا فيه، ولا يدخل وجهة نظرة فيما ينقله ويوثقه من أخبار، تعلمنا في بلاك صاحبة الجلالة أمانة الكلمة ونزاهة الذمة وبرائتها، فالكلمة الصادقة، أقوي من السيف.
هناك أساتذة عظماء لهم عشرات المواقف التي يذكرها التاريخ بكل خير، ناهيك عن تراثهم الذكي، وسيرتهم العطرة، ولكن مع دخول السوشيال مديا، وإنتشار الدخلاء علي المهنة والمدعين بين الناس أكثر من الصحفيين والإعلاميين الحق.
فأصبح المعظم يري الصحفي يأكل علي كل الموائد، ويلهث خلف المناسبات المختلفة، ويكتب بعض كلمات الشكر والثناء علي صفحات الفيس بوك بعدما يتناول الغذاء أو العشاء، وكذلك كلمات الزم والهجاء أحيانا إذ لم ينل ما أراد.
وأمثال هؤلاء الصحافة منهم براء.
لا أريد أن أسهب في هذا الشق السيء والدنيء لأنه يصيبني بالغصة، فأمثال هؤلاء المهنة والمهنية منهم براء.
فعندما يجد العاملين بالأماكن الهامة بعض المدعين يحملون الطلبات للحصول علي التأشيرات، يظنون أن الصحافة كذلك وهذا هراء.
وعندما تجد من يهلل لشخص ما لمجرد ترقيتة، أو نجاح نجله في الإبتدائية، أو خطبة إبنته، وغيرها من المناسبات فإعلم أنه من اللاهثين الباحثين عن غرض شخصي ومكسب مادي، فليست هذه صحافة ياسادة، بل هؤلاء أشبه بناضورجية الأفراح والعزاءات…!
فالصحفي الحق لا يلهث سوي وراء الخبر اليقين وإعلام الناس وتثقيفهم، وتحقيق مصالحهم العامة.
فلا تجده سائرا خلف مسئول ما حاملا طبلته ونايه، ولكن الصحفي الحق من يبحث الناس عنه.
فلاتجده خلف نائب أو علي مائدة رجل أعمال، فصحاب الكلمة يحمل قلمه الذي هو أقوي من السيف، فهو قلم الحق، ولنعقد مقارنة ربما تكون ليست في محلها بين الصحفي الحر ونائب البرلمان، فكلاهما خادم لمهنته، ووطنه، دون أهواء شخصية، مع إخلاص النوايا، ولكن البعض يخلط ولا يعرف حدود وأبعاد وظيفته، فتجد نائب التأشيرات والخدمات، وهذا خرج عن دوره المنوط به من تشريع القوانيين ومراقبة تنفيذها، وليس دوره الحصول علي الخدمات والتأشيرات الشخصية لأنها تغتصب حق آخرين،
وتخذي العين في وجه المسئولين!، هذا بعض من كل، وإذا كان نائب البرلمان عمره دورة أو دورتان، فالصحفي الحق قلمه سيف ما حيا وعلي طول الزمان، وحتي بعد وفاته تبقي كلماته.، ولا نريد هنا الحديث عن المزايا، ولا نريد إلا الإصلاح ما استطعنا،
فالصحافه كغيرها ربما تمرض ولا تموت، أوقفوا هذا السرطان الذي إستشري في جسد الحرة، وعبث فيها، وأنهكها وأعياها، وهنا أقول: لن يميتها. وستبعث يوماً من جديد وسيقضي الله أمرا كان مفعولا.
ستظل الكلمة أمانة وسهم مسلط تجاه كل فاسد وظالم إلي أن يقبض الله الأرض ومن عليها، واتقوا يوماً ترجعون فيه إلي الله.
فالصحافة عشق وإدمان لمن يمتهنها، فلا يستطيع العيش بدونها، فهي كالعشق المميت والحب الأبدي، بل هي أقوي من الإدمان، فلايستطع العاشق الولها البعد عنها، مهما كلفه ذلك من قوته، من اجل حريته، ولو علي حساب لقمته يصون كرامته.
ربما يغضب الكثيرين مني أو البعض، وأقول لهم: فليغضب من يغضب فلن أقول غير الحق.