الاتصالات في العمل
للكاتب : محمود عمرون
سمع «جون ماسترز» مدير مصنع إحدى شركات مدينة اهيو أحد رؤساء العمال يقول لأحد رجاله: عليك إن تذهب إلى العيادة الطبية فعندما يصاب أحد الرجال يجب عليه أن يذهب إلى الطبيب وان هذا مسألة سياسة عامة.
وبعد أن انصرف الموظف وهو يهز رأسه في حركة تدل على عدم فهمه، تقدم ماسترز من رئيس العمال وقال له متسائلا: ما معنى كلمة السياسة العامة التي تتكلم عنها؟ فأجاب: إن هذا العامل قد ضغط أصبعه تحت إحدى الماكينات فمزق ظفره حتى منتصفه.
فأردت إرساله إلى العيادة الطبية ولكنه لم يكن يريد أن يذهب متعللا بان المسالة ليست خطيرة، فقلت له: انها مسالة سياسة موضوعة وان عليه ان يذهب واظن انه لم يرحب بذلك لانه لا يريد ان يثبت هذا الحادث في سجله وسأله ماسترز: هل تعرف لماذا يكون الامر مسالة سياسة العمل عندما ترسل عاملا مصابا الى العيادة الطبية؟
واجاب رئيس العمال: اكيد اعرف، فنحن نريد ان نتأكد ان العامل يحصل على رعاية طبية جيدة عندما يصاب وهنا عنفه المدير قائلا: لماذا بحق السماء لم تقل هذا للرجل؟ ولماذا لم تشرح له انك تريده ان يذهب للعيادة الطبية لوقايته وحمايته بدلا من التشدق بالقول انها مسالة سياسية.
الرئيس الذي يتخذ ملاذا خلف قاعدة ما دون شرحها يتخلى عن موظفيه، ويتخلي عن شركته ويضر الجميع.
عندما تصبح السياسات حقيقة واقعة يتبعها الموظفين ويسيرون على نهجها لانهم يعلمون ان التمسك بالقواعد واللوائح هو احسن طريقة للتعايش مع بعضهم.
