رفيدة عادل : ماتت في السودان أثناء دراستها لتحلق بها أمها في سوهاج
بقلم / ضياء الدين اليماني
لم تكن تعلم الطالبة رفيدة عادل رجب ابنة سوهاج ؛ أن موتها سيكون في أرض بعيدة عن موطنها وعن أحضان أهلها ؛ ولم يكن أهلها وهم يقدمون أوراقها للدراسة بإحدى جامعات السودان ؛ أن هذه الأرض ستكون مكان صعود روحها إلى خالقها الذي قال في كتابه ” ولا تدري نفس بأي أرض تموت ” .
بدأت القصة بنجاح رفيدة في شهادة الثانوية العامة ؛ لكن النجاح كان بمجموع لا يلبي تطلعها وآمالها ؛ فقرر الأهل أن يتحملوا بعد ابنتهم عنهم وهي التي لم تفارقهم يوماً ؛ لكن البعد يهون إن في سبيل مستقبل ابنتهم ؛ أعد الأهل أوراق رفيدة للدراسة بجامعة السودان ” كلية العلاج الطبيعي ” ؛ وبدأت رحلة البعد في سبيل المستقبل وطلب العلم ؛ وما أصعب الشعور بالغربة عن الأهل والوطن خاصة في أول سنواتها .
قاربت السنة الأولى على الانتهاء ؛ لتعود رفيدة محملة بسعادة النجاح في أول سنواتها في الغربة ؛ ولكن القدر المسطور حكم بانتهاء حياة رفيدة ؛ وانتقالها إلى دار أخرى ؛ توفيت رفيدة ابنة مركز ساقلته بمحافظة سوهاج ؛ غريبة عن الأهل والوطن ؛ ولم يستدل على أهلها ؛ إلا بعد نشر كارنيه الكلية الخاص بها .
حمل جثمان الطالبة إلى مطار السودان ؛ ليصل إلى أهلها في مدينة ساقلته بمحافظة سوهاج ؛ لم تتحمل الأم رؤية جثمان ابنتها وقد أرسلتها للسودان لتعود طبية فعادت جثة ؛ ضعف قلب الأم عن تحمل هذا الألم فلحقت بابنتها ؛ بعد أن فاضت روحها إلى خالقها ؛ وفي مشهد لا يتكرر كثيراً ؛ حاول القدر أن يفرق بين الاثنين ولكن قلب الأم لم يتحمل الفراق فاختارت البقاء مع ابنتها ولقاء ربها لكي تخرج البنت وأمها في جنازة واحدة من مسجد العمري بساقلته بعد صلاه الجمعة
قصة معبرة ؛ فالإنسان محاط بأقدار الله ؛ لا يستطيع الفكاك منها ؛ فليعتبر تعطل في دراسة أو لم يحقق أمله في الدخول لكلية بعينها ؛ فكل ما قدر الرحمن مفعول .