ترجمة : حنين أحمد محمود عبد الهادى
السلام يَعُم مرة أخرى على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. انتهى الاجتماع الأول رفيع المستوى بين روسيا وأوكرانيا منذ بداية الغزو بالفشل وبين اتهامات متبادلة قاسية بتأجيج الصراع. دعوة وزير الخارجية التركي لنظرائه ، إلى منتجع شاطئي هادئ في مكة السياحية للروس والأوكرانيين ، خدم أكثر من مجرد التأكيد على أن روسيا لا تزال راسخة في الظروف التي تم التعبير عنها في وقت سابق من هذا الأسبوع ، وأن أوكرانيا ترفض الانقسام المفتوح ، على الرغم من المصافحة والتحدث حوالى ساعة ونصف ، قدم الروسي سيرجي لافروف والأوكراني ديميترو كوليبا مؤتمرين صحفيين منفصلين ، بينما في إحدى الغرف الصحفية ، اتهم كوليبا لافروف بأنه ذهب إلى أنطاليا غير قادر على الالتزام بالحلول الإنسانية ، على بعد أمتار قليلة ، وفي غرفة أخرى ، ألقى لافروف باللوم على كوليبا في تحويل أوكرانيا إلى “تهديد للأمن القومي ” لقد كان موعدًا سهلاً وصعبًا “، اعترف الأوكراني” سهل لأن لافروف استمر في نصه التقليدي ، وصعب لأنني بذلت قصارى جهدي ، على الرغم من كل شيء ، للتوصل إلى حل دبلوماسي لهذه المأساة “أوضح كوليبا. أن الهدف الذي تم تحديده لهذا الاجتماع هو صياغة وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة لتسهيل عمليات الإخلاء في مدينة ماريوبول المحاصرة. “لسوء الحظ ، لم يكن لافروف في وضع يسمح له بتقديم تنازلات ،” قال أمام الصحفيين.
كان لافروف أكثر صرامة عندما تحدث عن ماريوبول. وبحسب لافروف ، فقد أرسلت موسكو دليلاً إلى الأمم المتحدة على أن جميع النساء الحوامل في مركز الولادة قصفت يوم الأربعاء ، في هجوم أثار شكاوى دولية متعددة ، وتم إجلاؤهن قبل أيام ، وأن هذه كانت قاعدة للأوكرانيين المتطرفين. كتيبة آزوف القومية. وهكذا بدأ “سيناريو” لافروف الذي أشار إليه كوبيلا ، والذي انتهى به الأمر إلى السير في مسارات العلامة التجارية الخاصة بالمنزل لاستراتيجية التضليل الروسية.
وازدراء روسي الجهد التركي ، أكد أن لقاء أنطاليا يثبت أنه “لا بديل” عن المفاوضات التي جرت في بيلاروسيا حتى الآن ، على المستوى الفني. ثم أكد لافروف مرة أخرى أن “عمليته الخاصة” تهدف إلى “تشويه سمعة” أوكرانيا. وقال إن “الزملاء الأجانب ،هو بمن فيهم أعضاء الاتحاد الأوروبي ، يسلمون أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا” و “يرسلون مرتزقة”. وسيحاسبون على اعمالهم “.
وقال أيضا إن أوكرانيا تستخدم المدنيين “كدروع بشرية”. على الرغم من أن الشكوى الأكثر لفتًا للانتباه ، والتي تتذكر الآخرين التي قُدمت في الماضي ضد جماعات المعارضة السورية – عشية الهجمات التي شنها النظام نفسه – هي أن الولايات المتحدة قد فتحت “عشرات المختبرات البيولوجية” في أوكرانيا. واقترح أن الغرض منه هو صنع أسلحة كيميائية متحيزة عرقيا لاستخدامها قريبا. كان هذا اتهامًا متكررًا في الأيام الأخيرة ، على الرغم من عدم وجود دليل موثوق به.
بهذه النتيجة ، وعلى الرغم من حقيقة أن كلا من الروس والأوكرانيين لم يغلقوا الباب أمام الاجتماع مرة أخرى بالصيغة الثلاثية التي قدمتها تركيا ، وحتى لافروف أسقط إمكانية عقد اجتماع رفيع المستوى بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي ، الشعور بعدم الارتياح في أنطاليا. بالنسبة إلى ديميترو كوليبا ، تستمر نوايا روسيا في “تحقيق استسلام” أوكرانيا. وشدد الوزير الأوكراني في مؤتمر صحفي على أنهم “لن ينجحوا”.
على الرغم من أن كييف أظهرت في الأيام الأخيرة دلائل على استعدادها للتفاوض بشأن بعض المطالب الروسية لوقف غزوها ، مثل ضمان حكم ذاتي معين للمناطق الانفصالية والالتزام بالحياد ، يبدو أن النتيجة التي تم الحصول عليها في تركيا تذهب. الاتجاه المعاكس بالنسبة للافروف وكوليبا ، جاء نظيرهما “للتباهي” ، لكن ليس للبحث عن حلول. في هذه الأثناء ، على بعد ، يستمر دوي أجهزة الإنذار المضادة للطائرات والقنابل .
