أم ترافق إبنها من ذوي داون سيندروم لتسلق جبل موسى
علي الشرقاوي
نهي عبد الخالق، صحفيه والمستشار الاعلامي السابق للمجلس القومي لذوي القدرات الخاصة. ام لتلات أطفال؛ ولد وبنتين.
محمد هو اول طفل ليا، عنده ١٤سنه في الصف السادس الابتدائي. محمد طفل داون، وأنا كنت عارفه كده من أثناء الحمل وقررت ان اكمل حملي. محمد والده تركه من ١٢ سنة، ولكني اصريت علي تربيه محمد افضل تربيه، انتقلت للعيش مع اهلي بالمقطم وتابعت مع محمد مراكز كتير ومدارس واخذت دورات علشان اقدر اساعده هو وغيره من أصحاب الارادة.
عملت مستشار اعلامي للمجلس القومي لذوي القدرات الخاصة ثلاث سنوات ولكني تركته وتفرغت لمحمد
محمد بيلعب فروسيه وسباحه، ومنذ خمس سنوات قابلنا المغامر مازن حمزه متسلق الجبال وهو لديه احتياجات خاصة حركية نتيجة لاصابته بشلل الاطفال، ومحمد أعجب بيه جدا وكانت أمنيته انه يتسلق الجبل معاه، سيطرت عليه الامنية دي جدا لدرجة انه لما والدي كان تعبان في المستشفي، لقيت محمد بيدعيله، وكمان بيدعي انه يتسلق جبل موسي.
ساعتها قررت احققله حلمه وتواصلت مع كابتن مدحت لايف كوتش وصاحب جمعيه العالم بيتي، وتواصلت مع مازن علشان نشوف ازاي نقدر نحقق أمنية محمد.
وبرعاية وزير الشباب، نظمنا معسكر تدريبي لمحمد، وكان بيتدرب مع مجموعة من الشباب اللي كانوا بيشجعوه جدا، وجهز محمد للمغامرة، الي ان جاءت لحظه الصفر. الحقيقة أنا خفت عليه جدا، ومقدرتش اسيبه يتسلق لوحده، مع انه كان برفقه المتسلق مازن حمزة وعدد من الشباب، وقررت صعود الجبل معاه، وبالفعل وصلنا لقمته في ٩ ساعات، وحقق ابني حلمه وأصبح اول طفل من متلازمه داون يصعد جبل موسي.
وتم تكريمه باحتفاليه من وزير الشباب وايضا من محافظ جنوب سيناء. لازم كل ام تصدق حلم ابنها ولو امنت بيه وصدقته هتنفذه مفيش مستحيل؛ احنا بنقوي بولادنا انا مش محمد بس هو اللي ابني، ولكن كل الاولاد من ذوي الهمم والارادة. ودايما بجمعهم في رحلات عشان الامهات تتعرف وتتبادل خبراتها؛ وانا حاسه ان الي عملته معاهم لوجه الله كان سبب في ان ربنا وفقني في ابني، اللي أصبح معروف باسم النمر الأبيض.