دعوة لثورة معمارية جديدة تستلهم الفنون المعمارية ( للحضارة المصرية القديمة ) أم الفنون المعمارية فى الدنيا كلها
العمارة المصرية تبعث من جديد
المعمارى أيمن خليل امتداد طبيعى لأم الفنون المعمارية ( العمارة المصرية القديمة )
بقلم / عبدالله مهدى
يبدو أن الجينات المبدعة للمعمارى المصرى القديم ، نقلت إلى الحفيد المعمارى الفنان / أيمن خليل ، فتجلت إبداعات ،المهندس المعمارى الملكى ” سنموت ” فى تصميمه لمعبد الدير البحرى فى الأقصر / طيبه ، وسمات الجد والصفاء والجمال من كل مفرداته .
لقد رأينا الجد والجمال والصفاء والتناغم مع البيئة ، فى تطوير مكتب بريد القاهرة الرئيسى ، حيث بعث فى كل مفردات المكتب الطابع التاريخى للمبنى والذى يشغل مساحة ١٢٢٠ م ٢ ..وقد ارتكزت فلسفة تطويره على احترام تاريخ المبنى والذى يعود لأوائل القرن العشرين ، وقد وقام المعمارى الفنان / أيمن خليل بعمل دراسات دقيقة لكافة عناصر المبنى ، وابتكار الطرق الإبداعية والجمالية بما ينسجم مع عراقة المبنى وتاريخه .
وقد واجه المعمارى الفنان / أيمن خليل مشكلة العناصر الدخيلة على المكتب والتى طمست المعالم المعمارية والطابع التاريخى للمبنى …على نحو (أعمال خرسانية ، بعض تجاليد الرخام ، بعض الدهانات الزيتية والأسقف المعلقة وفورم وكرانيش جبسية صناعية ، أرضيات من السيراميك بأنواع مختلفة ) وهذه الأعمال غير ملائمة لطبيعة المبنى التاريخي .
فقام على الفور بإزالة كافة العناصر الدخيلة على المبنى ، مع دراسة الطاقة الاستيعابية والوظيفية للعاملين بالمكتب ، وذلك للعمل على تحسين بيئة العمل ، ورفع كفاءته طبقا للكود المتعارف عليه فى هذه الأماكن التاريخية ، مع تناغم ذلك مع وسائل الرقمنة الحديثة ، وأهمية الالتزام بالتوجه العام لدولة المصرية وأهمية مراعاة الاستدامة لخلق مبانى صديقة للبيئة وخضراء .
ومن أجل تحقيق هذه الفلسفة فى تطوير المكتب ، فقد استخدم المعمارى / أيمن خليل أرضيات حجرية محلية ، تتوافق مع أنواع الحجر المستخدمة لبناء المبنى وتم إضافة شرائح من النحاس ، للكشف عن الطابع التاريخى للمبنى ..كما تم إضافة عناصر الحديد ” Curtainwalk ” لتلائم نفس الطابع الموجود بالمبنى ، وكذلك خلق أماكن للانتظار من خامات محلية وصناعات يدوية مصرية وتم دهنها بمواد ضد الصدأ والحريق لتصبح صديقة للبيئة .
وإعادة تخطيط للمداخل الخاصة بالمبنى ، لخلق توزيع جيد للعاملين ، ومراعاة الطاقات الاستيعابية داخله ..
كما تم مراعاة عنصرى الإضاءة و التهوية الطبيعية ، مع إدخال عنصر التهوية الصناعية لخلق بيئة مناسبة للعاملين بالمبنى مع التأكيد على عنصر الاستدامة وتوفير الطاقة .
و ترميم و معالجة كاملة لكافة الحوائط الحجرية مع رفع كفاءة الحجر بإضافة مواد طبيعية لمعالجة الحجر …
وقد كان لترميم العناصر الخشبية بالأسقف اجتهاد فريد من جانب المعمارى الفنان / أيمن خليل تجلى فى التدعيم من نفس نوع الخشب الموجود بالمكتب ، مع توظيف التدعيم لاخفاء كافة الأعمال الميكانيكية والكهربية وإظهار شكل جمالى مع دهانهابمواد مقاومة للحريق والرطوبة .
بالإضافة إلى تصنيع الكاونتر من خامات الحديد لتلائم الطابع العام للمبنى …وقد تم مراعاة القدرة الاستيعابية للمبنى ورفع كفاءة التشغيل …
وقد أضفى استخدام المشغولات النحاسية اليدوية لللافتات مع إضافة الخلفية لاظهار النحاس الأصلى ، جمال وروعة على المكتب …
وأكدت عملية التطوير لمكتب بريد القاهرة على ضرورة مراعاة التوجه العام للاستدامة والمبانى الخضراء ، واستخدام أنواع مختلفة من الزرع ( قليل الصيانة ) لخلق بيئة طبيعية للعاملين والجمهور ونشر فكرة الجمال مع التطوير …
ولم يهمل التطوير ذوى الهمم وأهمية توافر عناصر بعينها لتيسير عليهم …
كما تم تركيب الساعة الأصلية للمبنى بعد ترميمها وإعادة تشغيلها وتثبيتها فى مكانها بتوجيه من إدارة المتحف ، فأكد تواجدها على عراقة المكتب .
إن أنموذج تطوير مكتب بريد القاهرة الرئيسى ، يؤكد للقاصى والدانى ، أن جينات العبقرية المعمارية للمهندس المصرى القديم ، مازالت فاعلة فى الأحفاد من المعماريين المصريين الٱن أمثال المعمارى الفنان / أيمن خليل … الذى قدم لوطنه العزيز مصر تحفتين فنيتين رائعتين همامكتبى ( بريد أسوان — مكتب بريد القاهرة الرئيسى ) .
نأمل أن يتم الاستعانة بهؤلاء المعماريين ،لنتبنى جميعا ثورة معمارية مصرية تعود بنا لأمجاد الحضارة المصرية القديمة ( أم الفنون المعمارية فى العالم حتى الٱن ) .