هل تعلم أن القدماء المصريين هم أول من لعبوا كرة القدم؟
كتب دكتور/ ياسر أيوب ثابت
عرف القدماء المصريون أهمية الرياضة، فأبدعوا في ابتكار لعباتها ووضع قوانين ممارستها، تاركين لأحفادهم وللعالم إرثا حضاريا، وإنسانيا رائعا يعكس عبقريتهم، ويدعو البشرية للتمسك بالرياضة ممارسة وقيما.
إن زيارة واحدة لأى من معابد بنى حسن بالمنيا أو “الأقصر” و”الكرنك” أو منطقة أهرامات الجيزة وسقارة، ومعابد حتشبسوت وهابو كفيلة بلفت الانتباه إلى أن القدماء المصريين الذين برعوا فى علوم الطب والتحنيط والهندسة لم تكن الرياضة غائبة عن أذهانهم.
كانت اللعبات الرياضية تمارس على سبيل الترويح في الأعياد والاحتفالات الموسمية بمصر الفرعونية، ومنها المنافسات الرياضية بين فردين أو فريقين وفق نظام وقانون رياضى، وفي هذا الإطار ابتكر القدماء المصريين العديد من اللعبات التي قدموها هدية للبشرية.
ومن أبرز هذه اللعبات “كرة القدم”، حيث كانت تتنافس مصر الفرعونية مع بلاد الإغريق والصينيين على نيل شرف السبق فى اختراع اللعبة الأكثر شعبية في العالم، إلا أن المؤرخ هيردوت قال بعد زيارته لمصر عام 460 قبل الميلاد، إنه وجد أهلها يمارسون لعبة بكرة مصنوعة من جلد الماعز أو القش يركلونها بأقدامهم، حتى إذا دفعها فريق إلى خط بعرض ساحة الملعب احتسبت هدفا.
وهو ما أكده عالم الآثار المصرى زاهي حواس الذي قال، إن ألعاب الكرة كانت مشهورة في مصر القديمة مثل شهرتها اليوم، فالمصري القديم أول من ابتدع ألعاب الكرة وسجلها على جدران مقابره، قبل ما يزيد على 5000 عام فى سقارة وبني حسن، وعثر بالفعل على العديد من الكرات في مواقع التنقيب، محشوة بألياف من النخيل وورق البردي أو القش، و مغطاة بجلد مربوط بقماش أو خيط.
وحسم الجدل الدائر حول نسب كرة القدم عام 2004 في كتاب للاتحاد الدولى لكرة القدم “فيفا” صدر فى عام 2004 بمناسبة مئويته، أكد أن أقدم كرة قدم في التاريخ الإنسانى كانت في مصر الفرعونية.
ولم تقتصر ممارسة لعبة كرة القدم على الرجال، إذ توضح رسومات فرعونية فتيات يضربن كرة بأقدامهن، ويمررنها بينهن.
وعرفت مصر القديمة “كرة البنات” التي كان كل فريق فيها يتكون من فتاة تحمل أخرى على ظهرها، تقوم الأولى برمي الكرة، والثانية بصد كرات المنافسين على ألا تسقط من على ظهر زميلتها أو تقع منها الكرة .