طالب المفكر والأديب عبد الله مهدي ، رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ، بعودة العمل بتقويم مصر القديم.
وقال الأديب عبد الله مهدي أن لتقويم المصرى / القبطى ، ظل معمولا به في دواوين الحكومة المصرية ( حساباتها ) ، لكونه التاريخ الطبيعي المنطبق على أحوال مصر الزراعية ، ومكث معمولا به فى الدوائر الحكومية حتى نهاية عهد الخديوى إسماعيل ، وقد استبدل به التاريخ الميلادى من ١١ سبتمبر عام ١٨٧٥ م.
وقد نشأ التقويم المصرى عام ٤٢٤١ ق. م ( القرن ٤٣ ق. م ) ، عندما رصد المصريون القدماء نجم الشعرة اليمانية ، وحسبوا الفترة بين ظهوره مرتين ، وقسموه إلى ثلاثة فصول ( فيضان — البذار — الحصاد ) ، ثم إلى اثني عشر شهرا ، كل شهر ثلاثين يوما ، والبقية الخمسة أيام والربع جعلوها شهرا ( الشهر الصغير ) وسارت السنة المصرية ٣٦٥ يوما السنة البسيطة ، ٣٦٦ يوما السنة الكبيسة ، وقد احترم المصريون هذا التقويم نظرا لمطابقته للمواسم الزراعية ، ولايزال يتبعه الفلاح المصرى حتى الٱن .
وكانت مدينة الأشمونيين في المنيا ، تحتفل برأس السنة المصرية طوال شهر توت تكريما له .
وعندما دخلت المسيحية مصر ، على يد القديس مرقص ٦٤ م ، حافظ المصريون على الاحتفال بهذا العيد ( عيد رأس السنة المصرية ) مسيحيين وغيرهم ، باعتباره عيد قوميا لا دينيا ، وكان الجميع يتبادلون فيه الزيارات ، وبحرصون على الءهاب للمعابد والكنائس لتقديم الشكر على وصولهم لبدء العام الجديد سالمين.
وبعد دخول الترب المسلمون مصر ، شاركوا المصريين الاحتفال به ( عيد رأس السنة المصرية ) لكونه تيدا قوميا وطنيا جليلا.
وتجلت عبقرية المصريين في القرن الثالث الميلادى ٢٨٤ م ، عندما أقاموا نصبا خلدوا فيه شهداء المسيحية ، بأن جعلوا تقويمهم المعروف بالتقويم المصرى ، يبدأ بعام ٢٨٤ م ذكرى إعتلاء الإمبراطور ( دقلديانوس ) العرش ، والمعروف بالتقويم القبطى ، وبطرح التاريخ الميلادى من ٢٨٤ سنة ، نصل إلى التاريخ القبطى على نحو :
عندما استبدل التاريخ الميلادى بالتاريخ القبطى ظع أول سنة ١٥٩٢ شهيد ، توافق ميلاديا ١١ من سبتمبر عام ١٨٧٥ م …
وللعلم …
القبط ليست تسمية دينية ، ولكنه تسمية وطنية ، ويعود لعبارة مصرية قديمة ، تتألف من ثلاث كلمات ( حت — كا — بتاح ) ، ومعناها بيت روح بتاح ، والمقصود معبد الإله بتاح في مدينة ممفيس عاصمة مصر القديمة ، التى كان ينتسب إليها أجدادنا القدماء ، كما ننسب الٱن للقاهرة التى نسميها أيضا مصر ، وقد نحن اليونانيون القدماء من العبارة المصرية القديمة ( حت — كا — بتاح ) كلمة ايجبتوس ، التى عربها الفاتحون العرب فأصبحت ( قبطي ).
هذه دعوة مهمة لا بد أن ينظر لها بعين الاهتمام ، من أجل المساهمة في الحفاظ على هويتنا المصرية ، وتدعيم ذاتنا الحضارية.