في خطوة توصف بأنها بداية تحول جذري في منظومة الدعم في مصر، أعلن الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن تطبيق الدعم النقدي المباشر سيبدأ فعليًا بعد الانتهاء من تشغيل نظام “الكارت الموحد”، والذي يتم اختباره حاليًا كنموذج أولي في محافظة بورسعيد.
الكارت الموحد: بوابة العبور نحو الدعم النقدي
أوضح الوزير أن نظام الكارت الموحد يمثل المرحلة التمهيدية الأساسية قبل التحول الكامل إلى الدعم النقدي، مؤكدًا أن الهدف من هذا النظام هو دمج كافة أشكال الدعم (التمويني، والخبز، وغيره) في بطاقة ذكية واحدة، تُمكّن المواطن من الحصول على مستحقاته بسرعة ودقة، وبشكل يضمن الشفافية والعدالة.
وأشار فاروق إلى أن محافظة بورسعيد هي أولى المحافظات التي تم فيها تطبيق هذا النموذج بشكل تجريبي، وأن المرحلة التالية ستشمل التوسع التدريجي في باقي المحافظات، بعد الانتهاء من تقييم الأداء وتنقية قواعد البيانات لضمان وصول الدعم لمن يستحقه فقط.
لا دعم نقدي قبل تنقية البيانات بالكامل
شدد الوزير على أن قرار التحول إلى الدعم النقدي لن يُنفذ قبل الانتهاء من تنقية شاملة لقواعد بيانات المستفيدين، موضحًا أن الحكومة تهدف إلى منع ازدواجية الدعم والتأكد من أن كل مستفيد يستحق بالفعل ما يحصل عليه.
كما أكد أن الحكومة لا تسعى إلى تقليص حجم الدعم، بل إلى تحسين توجيهه بشكل أكثر كفاءة وإنصافًا، من خلال أدوات رقمية تضمن الشفافية، وتُحكم الرقابة، وتمنع أي تلاعب.
“رادار الأسعار”.. تطبيق جديد لضبط السوق
وفي إطار متصل، كشف وزير التموين عن إطلاق تطبيق إلكتروني جديد باسم “رادار الأسعار”، يتيح للمواطنين الإبلاغ عن السلع التي تشهد ارتفاعًا غير مبرر في الأسعار.
ويعمل التطبيق على جمع وتحليل بلاغات المواطنين، ثم يوجّههم إلى الأماكن التي توفّر السلع بأسعار عادلة، في خطوة تهدف إلى ضبط الأسواق، وخلق نوع من الرقابة المجتمعية، بالتوازي مع استعدادات الوزارة للتحول إلى الدعم النقدي.
خلاصة المشهد: دعم ذكي وعدالة مستهدفة
تؤكد وزارة التموين أن ما يجري حاليًا هو تمهيد حقيقي لنقلة نوعية في منظومة الدعم، من خلال أدوات تكنولوجية جديدة، وتجارب ميدانية مدروسة، وحوار وطني مستمر.
ويبدو أن مستقبل الدعم في مصر سيكون أكثر شفافية وكفاءة، يعتمد على وصول مباشر للدعم النقدي، دون وسطاء أو تعقيدات، شرط أن يكون المستفيد مستحقًا حقيقيًا.
هل أنت مع التحول للدعم النقدي؟
