ثقافة وفن

ملك الجيتار: “الحظ بيجهزلي حاجة غريبة”.. هل تنبأ عمر خورشيد بوفاته الغامضة؟ الغاز كثيرة وراء الرحيل المريب

تحل اليوم الذكرى الـ44 لرحيل “ملك الجيتار” الفنان عمر خورشيد، الذي غادر  عالمنا في مثل هذا اليوم، 29 مايو عام 1981، إثر حادث غامض لا يزال يثير الحزن والتساؤلات ، رحيله المفاجئ ترك جرحًا في قلوب محبيه، و ترك وراءه سؤالًا لا إجابة له حتى اليوم: من قتل عمر خورشيد؟

قبل أسابيع قليلة من وفاته، قال خورشيد في آخر ظهور إعلامي له جملة أثارت الجدل لاحقًا : “أوقات بحس إن الحظ بيحبني ، وأوقات بحس إنه بيجهزلي حاجة غريبة.” جملة بدت حينها عفوية، لكنها بعد رحيله المفاجئ والغامض أصبحت في نظر البعض نبوءة تشبه الوداع المُبكر، وكأن ملك الجيتار كان يشعر أن شيئًا ما ينتظره.

تفاصيل الحادث الأليم : 

بعد انتهاء الفنان عمر خورشيد من أداء إحدى الحفلات في شارع الهرم، كانت الفنانة مديحة كامل مع عمر خورشيد وزوجته دينا في هذه السهرة ، بعد ذلك إستقل عمر خورشيد سيارته بصحبة زوجته دينا ، بينما استقلت مديحة كامل سيارة صديق مشترك وهو سعد المطوع .

وفقًا لشهادة دينا والفنانة مديحة كامل، بدأت سيارة خضراء داكنة من نوع بي إم دبليو أو مرسيدس ، بمطاردتهم، حيث قام سائقها بمضايقتهم وإستفزازهم، مما أدى إلى فقدان خورشيد السيطرة على السيارة، وإصطدامها بعمود إنارة ،  أسفر الحادث عن وفاة خورشيد على الفور، بينما نجت دينا بإصابات طفيفة. 

كما أفادت دينا زوجة خورشيد عن الحادث ، أن السيارة التي كانت تطاردهم لم تحمل أي لوحات معدنية واضحة و توقفت بعد الحادث ونزل ركابها ليتأكدوا من وفاة خورشيد دون تقديم أي مساعدة ، كما أكدت دينا في تحقيقات النيابة أن نفس هذه السيارة قامت بمطاردتهم من قبل .

كما أشارت التحقيقات الأولية إلى أن الحادث كان نتيجة مطاردة من قبل سيارة مجهولة ، و تم تحديد هوية سائق السيارة المطاردة، وهو طالب سعودي الجنسية يُدعى أحمد فهد عبد الرحمن، الذي أفاد بأنه لم يكن يقصد إيذاء خورشيد، وأن ما حدث كان نتيجة سباق سيارات عفوي. رغم ذلك، لم تُوجه إليه أي تهم رسمية، وظلت القضية مفتوحة دون متهم محدد.

بعد مرور سنوات، ظهرت نظريات تربط الحادث بتورط شخصيات سياسية بارزة، مثل صفوت الشريف، خاصة بعد تصريحات من أفراد عائلة خورشيد تشير إلى وجود دوافع انتقامية محتملة ، كما اكدت دينا وأصدقائه أن خورشيد في اواخر ايامه أن رغم النشاط الفني المكثف الذي كان يعيشه، ورغم ابتسامته التي كانت دائمة علي وجهه ، عاش “ملك الجيتار” عمر خورشيد في أيامه الأخيرة حالة غريبة… مزيج من القلق، والسرعة، وكأن الزمن بيطارده.

حيث كان يقوم بتحضير لألبوم جديد، و ينهي تسجيل موسيقى أفلام ، و يتفق على حفلات خارج مصر ، لكن كل من حوله كان يشعر أنه سريع بطريقة مش معتادة ، وانه كان دائم القلق والتوتر ولكنه لا يبوح وكان دائما يقول لأصدقائه  ” أنا مش مرتاح ” 

والحدير بالذكر أن آخر لقاء تليفزيوني مع الفنان عمر خورشيد كان قبل وفاته بأسابيع قليله في آخر ظهور قال جملة غريبة تدور في أذهان معجبيه الي اليوم ويعتبرها البعض تنبؤ علي اقتراب وفاته او شعوره بعدم الارتياح ، حيث قاب  “أوقات بحس إن الحظ بيحبني، وأوقات بحس إنه بيجهزلي حاجة غريبة “. 

حياته الشخصية لم تكن مستقرة، وكان هناك بعض الأقاويل انه يدخل علاقة جديدة ، وهناك من قال ان أثناء إحياء احدي حفلات لشخصيات سياسية مرموقة ، رأي و تعرف علي معلومات هامة كان لا يجب أن يعرفها ، وهو ما تسبب في وفاته ، ولكن سيظل حادث وفاة ملك الجيتار حوله لغز كبير لم ينكشف الي الآن ، بالأخص ان الشخص الذي طارد عمر خورشيد بسيارته اعتبرته النيابة قتل بالخطأ ولم يسجن الا يومين وتم الإفراج عنه .

الجدير بالذكر أن الفنان الراحل عمر خورشيد هو الاخ الغير شقيق للفنانة الإستعراضية شيريهان ، و يُذكر أن شريهان تلقت خبر وفاة اخيها أثناء تقديمها مسرحية “سك على بناتك” مع الفنان فؤاد المهندس ، فور سماعها الخبر، انهارت على خشبة المسرح، مما استدعى إيقاف العرض، ونُقلت إلى المستشفى وهي في حالة صدمة نفسية شديدة. استمرت معاناتها لفترة طويلة، حيث فقدت ليس فقط أخًا، بل أيضًا مُلهمًا وصديقًا مقربًا .

حيث إختفت شيريهان عن الأضواء والإعلام فترة وقالت عنه “الحياة بدون عمر ليس لها طعم، فقد كان أخي وأبي وصديقي” .

نشأة عمر خورشيد  : 

نشأ عمر خورشيد وشريهان داخل بيت فني متنوع العلاقات،وُلد في 9 أبريل 1945 بحي الزمالك الراقي في محافظة القاهرة ، نشأ في أسرة فنية وثقافية؛ والدته هي المنتجة نبيلة النابي، وكان والده من الشخصيات المثقفة ،منذ طفولته، كان عمر محاطًا بالفن والموسيقى ، التحق في بداية حياته التعليمية بمدارس راقية داخل القاهرة.

أظهر ولعًا كبيرًا بالموسيقى، خصوصًا آلة الجيتار، وبدأ يعزف عليه في سن صغيرة ، ثم التحق بكلية الآداب قسم الفلسفة، لكنه لم يكمل دراسته فيها بسبب شغفه الكبير بالفن.

وقرر السفر إلى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وهناك تلقى دراسات متقدمة في الموسيقى الكلاسيكية والجيتار، وتعلم نظريات موسيقية حديثة لم تكن منتشرة في مصر وقتها ، تزوج من الفنانة مرفت آمين ولكن لم يستمر الزواج طويلا بسبب غيرته الكبيرة ، وإنشغاله بأعماله الفنيه ، ثم بعد ذلك تزوج من السيدة هدي عيسي وهي سيدة ليست من الوسط الفني واستمر الزواج لفترة ولكن أيضا انتهي بالطلاق ، ثم تزوج من الممثلة اللبنانية إيمان ، كانت العلاقة مميزة ولمن الخلافات ادت الي الإنفصال ، وكان أخر زيجاته هي السيدة دينا والتي كانت معه وقت الحادث .

علاقة عمر خورشيد بشيريهان :  

كما شهدت علاقة قوية بينه وبين أخته الصغري شيريهان وخاصة بينهما، على الرغم من الفارق العمري الكبير ، حيث أن شريهان وُلدت في 6 ديسمبر 1964، وهي ابنة نبيلة النابي من زوج آخر ، أي أن عمر خورشيد هو الأخ غير الشقيق لشريهان، وكان يكبرها بـ 19 عامًا.

كانت علاقة عمر بشريهان شديدة القرب والحنان؛ اعتبرته بمثابة الأب والأخ والصديق والمُلهم ، احتواها عمر منذ طفولتها، خاصة بعد وفاة والدها، وكان يرافقها ويهتم بها كثيرًا ، كانت شريهان تحبه حبًا شديدًا وتستشيره في كل أمور حياتها، وكان مصدر أمان ودعم نفسي كبير  ، تأثرت شريهان بأسلوبه الفني وثقافته، وكان له دور في تشجيعها على دخول عالم الفن وهي طفلة ، تعلمت منه الانضباط الفني .

أعماله الفنية : 

عُرف عمر خورشيد بلقب “ملك الجيتار”، وأدخل هذه الآلة الغربية إلى الألحان الشرقية بشكل مبتكر ومتفرد، وقدم العديد من المقطوعات الموسيقية الناجحة أبرزها : جميلة  ، بنادي عليك ، أول همسة ، خطوة ، كان عمر خورشيد العازف المفضل لكبار نجوم الغناء، ورافقهم في حفلاتهم وأعمالهم: أم كلثوم ، عبد الحليم حافظ ، فريد الاطرش ، محمد عبد الوهاب ، وردة الجزائرية ، نجاة الصغيرة ، ماجدة الرومي .

ومن أبرز مقطوعاته السينمائية : حتي آخر العمر ، الرصاصة لا تزال في جيبي ، العرافة ، كما شارك في أعمال للسينما المصرية أبرزها : دموع في عيون ضاحكة ، العرافة ، حتي آخر العمر ، إبنتي العزيزة ، جيلي أنا ، حصل على أوسمة وشهادات تقدير من عدة دول، منها لبنان وفرنسا ، تم تكريمه بعد وفاته أكثر من مرة، ولا تزال موسيقاه تُدرس كنموذج للجمع بين الشرق والغرب .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights