«الطاقة الذرية»: لا نستبعد وجود أضرار جسيمة في منشأة فوردو الإيرانية

كشف رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية لـ الطاقة الذرية، اليوم الأحد، عن احتمالية وجود أضرار جسيمة بمجمّع فوردو لتخصيب اليورانيوم في إيران.
وقال غروسي، في مقابلة تلفزيونية قصيرة نقلتها عدة وكالات، إنّ الوكالة لا تستطيع في الوقت الراهن إصدار حكم قاطع بشأن حجم الأضرار التي لحقت بمجمّع فوردو لتخصيب اليورانيوم، لكنه لم يستبعد أن تكون “جسيمة”.
وجاءت تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في أعقاب تقارير غربية تحدثت عن هجوم بطائرات مسيّرة استهدف موقعًا عسكريًا قرب مدينة قُم يقع في نطاق نفس المنطقة التي تحتضن المنشأة النووية تحت الأرض.
غموض يلفّ المشهد التقني
أوضح غروسي أنّ فريقه الفني “لا يملك حاليًا وسائل التحقق الميداني”، وأنّ المعلومات المتوفرة لدى الوكالة تعتمد على مصادر مفتوحة وتقارير دول أعضاء، نافياً أن تكون هناك صور أقمار صناعية عالية الدقة أُتيحَت بعد لتؤكد أو تنفي وجود ضرر إنشائي في أنفاق فوردو أو معدات الطرد المركزي.
وأضاف: “ما يمكننا قوله هو أنّ أي حادث يُصيب منشأة حساسة بهذا الحجم قد تكون عواقبه خطيرة، سواء على مستوى السلامة الإشعاعية أو على مسار المفاوضات الدبلوماسية الخاصة بالملف النووي الإيراني”.
لماذا يثير فوردو كل هذا القلق؟
يأتي ها الاقلق حيث أن المنشأة محفورة في قلب جبل، ويُقدَّر أنها مؤمّنة ضد القصف الجوي، وهو ما يجعل أي محاولة استهداف لها محفوفة بالمخاطر التقنية والسياسية.
كما أكدت تقارير وكالة الطاقة الذرية السابقة، أنّ أجهزة الطرد المركزي في فوردو قادرة على رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تصل 60%، وهو معدل يقترب نظريًا من مستوى صنع السلاح النووي (90%).
ما يثير القلق أيضا هو ان فوردو كانت بندًا محوريًا في اتفاق 2015، إذ وافقت طهران آنذاك على تحويلها إلى مركز أبحاث محدود القدرات قبل أن تعيد تشغيلها بكامل طاقتها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018.
تداعيات محتملة على المفاوضات الدولية
يشير مراقبون إلى أن أي ضرر فعلي في المنشأة قد يدفع طهران إلى رفع سقف التخصيب ردًا على اعتداء، أو على الأقل تعليق الزيارات الدورية للمفتشين الدوليين، وهو سيناريو حذّر منه غروسي مرارًا باعتباره “وصفة لتقويض جهود إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة”.
وترى عواصم أوروبية أنّ إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين الوكالة وإيران يتطلّب “شفافية طهران الكاملة” بشأن ما وقع في فوردو، إضافةً إلى السماح بوصول فني سريع لفريق التفتيش.
موقف طهران الرسمي
نفت السلطات الإيرانية حدوث أضرار تُذكر، مؤكدة أن “كل المنشآت النووية بما فيها فوردو تعمل بشكل طبيعي”، بحسب بيان نقلته وكالة “إرنا” الرسمية، إلا أن البيان لم يتطرّق إلى تفاصيل الحادث الأمني الذي رُصِد في محافظة قُم، ولم يوضح ما إذا كان قد تمّ فتح تحقيق داخلي.
اقرا ايضا: