أبدى عدد من الخبراء الاقتصاديين تخوفهم من التداعيات المحتملة بعد التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران على الأسواق العالمية، وعلى رأسها الاقتصاد المصري، الذي يتأثر مباشرة بالتقلبات في أسعار الطاقة وحركة رؤوس الأموال.
غنيم: التوترات الجيوسياسية تهدد الاستقرار الاقتصادي عالميًا
قال الدكتور أيمن غنيم، أستاذ إدارة الأعمال، إن تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل يضيف طبقة جديدة من القلق إلى مشهد اقتصادي عالمي يعاني بالفعل من آثار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وأوضح أن عنصر الثقة هو الركيزة الأساسية لاستقرار الأسواق، حيث يؤدي غيابها إلى تراجع الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي، وبالتالي تدهور النمو الاقتصادي.
وأشار غنيم إلى أن وكالة “موديز” العالمية قامت مؤخرًا بتخفيض توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي من 2.5% إلى 1.9%، نتيجة الاضطرابات السياسية والتجارية المستمرة، مؤكدًا أن الصراع في الشرق الأوسط قد يعمّق هذا التباطؤ.
تأثير حرب إسرائيل وإيران على الاقتصاد المصري
وحول تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الاقتصاد المصري، أوضح الدكتور غنيم، أن مصر، باعتبارها جزءًا من الاقتصاد العالمي، ستتأثر سلبًا بارتفاع أسعار النفط والذهب واضطراب سلاسل الإمداد، خصوصًا أن منطقة الشرق الأوسط تمثل مركزًا حيويًا لإنتاج ونقل الطاقة عالميًا.
كما لفت إلى أن أسعار النفط شهدت ارتفاعًا بنسبة 12%، بينما تجاوز خام تكساس 76 دولارًا للبرميل، ما قد ينعكس على فاتورة الاستيراد المصرية ويزيد من الضغوط على العملة المحلية والتضخم. وفي الوقت ذاته، ارتفعت أسعار الذهب عالميًا، في إشارة إلى توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
قطاعات مرشحة للصمود رغم الحرب
في ظل هذا المشهد المضطرب، أكد الخبير الاقتصادي أن هناك قطاعات قادرة على الصمود نسبيًا، مثل:
الصناعات الغذائية
الصناعات الدوائية
المستلزمات الأساسية.
وبرر ذلك بأنها تعتمد على الطلب الاستراتيجي بدلاً من الإنفاق الترفيهي، كما أن الذهب يظل الملاذ الآمن الرئيسي في مثل هذه الظروف، وهو ما قد يعزز من توجه الأفراد والمؤسسات إلى اقتنائه حفاظًا على قيمة أصولهم.
وشبّه الدكتور أيمن غنيم الاقتصاد العالمي بـ”الأواني المستطرقة”، موضحًا أن أي اضطراب جيوسياسي في منطقة استراتيجية مثل الشرق الأوسط ينعكس على الأسواق في مختلف أنحاء العالم، سواء من خلال حركة الطاقة أو الثقة الاستثمارية أو سلاسل الإمداد.
اقرا ايضا:
