أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن يوم عرفة 2025 ليس مجرد يوم للدعاء أو الصيام فقط، بل هو يوم روحاني فريد من نوعه، يُعرف بـ”يوم التعرّف”، وهو فرصة لكل إنسان لمراجعة ذاته، والتقرب إلى الله، وإعادة تعريف علاقته بخالقه.
وقال الورداني، خلال تقديمه برنامج “مع الناس” على قناة “الناس”، إن يوم عرفة يمثل لحظة نورانية أخرجها الله من “كنوز ما تحت عرش الرحمن”، وشرفه بحضور النبي ﷺ في أعظم مشهد عرفه التاريخ الإسلامي، لذا يجب أن نتعامل معه بطقوس قلبية خاصة وروحانية عالية.
لماذا سُمي يوم عرفة بهذا الاسم؟
أوضح الدكتور الورداني أن يوم عرفة ارتبط باسمه بسبب أحداث ومعانٍ عظيمة، أبرزها ما يروى عن تعرف سيدنا آدم على السيدة حواء في هذا اليوم، لكن المعنى الأعمق – بحسب قوله – هو “يوم المعرفة والتعرف على الله”، يوم يسجد فيه القلب قبل الجسد، ويصفو فيه الروح.
وأشار إلى أن أفضل ما يُقال في يوم عرفة هو دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.
خماسية روحانية في يوم عرفة.. خطوات القرب من الله
أكد الورداني أن من أراد أن يفوز بيوم عرفة، فعليه أن يعيشه بروح مختلفة، قائلاً إن هذا اليوم يتجلى في خمس محطات روحانية:
التعرّف: أن ترى نفسك كما هي، بعيدًا عن الألقاب، المجاملات، والهوى.
التعريف: أن تعيد تعريف نفسك كعبد فقير لا يملك شيئًا إلا فضل ربه.
الاعتراف: أن تعترف بنِعم الله، وتقرّ بأنه المُنعم والممد.
العرفان: أن تشكر الله وتعترف بجميله عليك.
المعروف: أن تُقبل على الله بكل أملك، وتدعوه بكل ما يشغل قلبك، ويؤلمك.
كيف تستعد ليوم عرفة؟
وقال الورداني: “من أراد الفوز بـفضل يوم عرفة 2025، فليتحرر من كل ما يُبعده عن الله. فليتخلَّ عن الخوف، القلق، والشعور بالغربة، لأنك عبد لربٍّ قدير لا يتركك”.
وأضاف: “يوم عرفة هو يوم الميلاد الجديد.. من كان يشعر بالخوف أو الوحدة أو الانكسار، فليعلم أن عرفة لحظة العودة إلى الله. تُعرف فيه في السماء بأنك عبدٌ عرف ربّه، فحمده، وسلّمه أمره، وامتلأ بأنوار القرب”.
دعوة للتأمل في يوم عرفة 2025
واختتم الدكتور عمرو الورداني حديثه بدعوة المسلمين إلى استثمار يوم عرفة 2025 في الخشوع والدعاء والمصالحة مع النفس، مؤكدًا أن “اللحظة التي تتوجه فيها لله بإخلاص، هي اللحظة التي تبدأ فيها حياة جديدة بمعرفة أعمق وإيمان أقوى”.
اقرا ايضا:
