تحقيقات و ملفات

من الذي يقف وراء مقتل أحمدي نجاد؟

أكمل النشار 

في خبر صادم هزّ أرجاء العاصمة الإيرانية، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد برصاص مسلحين ملثمين في شوارع طهران، في عملية اغتيال وُصفت بأنها “جريئة وغامضة”.

 

الرجل الذي قاد إيران بين عامي 2005 و2013، واشتهر بمواقفه المتشددة وخطاباته النارية، لقي حتفه في قلب العاصمة، في حدث يثير تساؤلات خطيرة حول استقرار النظام الإيراني ومستقبل سياسته الداخلية والخارجية.

 

لكن السؤال الأكبر يظل: ماذا بعد؟ وهل هذا الحدث إشارة إلى بداية النهاية لإيران إذا لم ترضخ للضغوط الأمريكية؟

لم يكن أحمدي نجاد مجرد رئيس سابق، بل رمزًا لتيار محافظ متشدد، وشخصية مثيرة للجدل تركت بصمة عميقة في السياسة الإيرانية.

تصريحاته الحادة ضد إسرائيل، ودعمه للبرنامج النووي الإيراني، جعلته هدفًا محتملاً لأعداء إيران الخارجيين، بينما مواقفه الأخيرة التي انتقد فيها النظام جعلته عرضة لخصوم داخليين أيضًا.

مصادر إعلامية إيرانية تحدثت عن عملية اغتيال دقيقة نفذها مسلحون مجهولون، لكن الغموض يكتنف هوية الجناة.

هل هي يد إسرائيلية، كما ألمحت بعض التقارير؟ أم مؤامرة داخلية تهدف إلى تصفية حسابات سياسية؟ أم أنها رسالة أمريكية واضحة لطهران بأن المقاومة لها ثمن باهظ؟

إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان وراء هذا الاغتيال -كما يُشاع- فإن الرسالة واضحة: إيران لن تكون في مأمن حتى تتخلى عن طموحاتها النووية وتتوقف عن دعم المقاومة في المنطقة.

لكن هل سترضخ طهران لهذا الضغط؟ التاريخ يقول إن إيران، بقيادة نظامها الثوري، لم تكن يومًا من الدول التي تنحني بسهولة. لكن الثمن هذه المرة قد يكون باهظًا أكثر من أي وقت مضى.

مقتل أحمدي نجاد ليس مجرد حدث عابر، بل قد يكون شرارة لتصعيد خطير.

داخليًا، قد يؤدي هذا الاغتيال إلى تفاقم الانقسامات بين التيارات السياسية في إيران، خاصة بين المحافظين والإصلاحيين.

اتهامات متبادلة قد تنشأ، وربما تشهد البلاد موجة من الاضطرابات أو القمع الأمني.

خارجيًا، إذا تأكد تورط جهات أجنبية، فقد ترد إيران بعمليات انتقامية، سواء عبر وكلائها في المنطقة أو عبر هجمات مباشرة، مما يهدد بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

السؤال الأخطر: هل ستتمكن إيران من الصمود أمام هذا الضغط المتزايد؟ الاقتصاد الإيراني يعاني بالفعل من العقوبات، والشعب يئن تحت وطأة التضخم والبطالة.

إذا استمرت الولايات المتحدة في سياستها العدوانية، وإذا تصاعدت العمليات الأمنية ضد رموز النظام، فقد تجد إيران نفسها أمام خيارين أحلاهما مر: الرضوخ لشروط واشنطن، أو مواجهة انهيار داخلي قد ينهي أمر النظام للأبد.

إيران على مفترق طرق

مقتل أحمدي نجاد ليس مجرد اغتيال سياسي، بل رسالة مدوية إلى النظام الإيراني بأن الوقت يضيق والخيارات تتقلص.

إيران اليوم تقف على مفترق طرق: إما أن تختار التنازل عن جزء من كبريائها الثوري لتجنب الانهيار، أو أن تواصل التحدي وتدفع ثمنًا قد يكون باهظًا.

لكن في كلتا الحالتين، فإن دم أحمدي نجاد، الذي سال في شوارع طهران، سيظل وصمة عار على جبين النظام الذي فشل في حماية أحد أبرز قادته.

والعالم يترقب: هل ستكون هذه بداية النهاية، أم مجرد فصل جديد في صراع طويل؟

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights