الشلل الرخو الحاد: ما هو المرض الذي يهاجم أطفال غزة؟ (5 أسباب)
انهيار المنظومة الصحية يفتح الباب أمام تفشي الأمراض
في هذا المقال
الشلل الرخو الحاد (Acute Flaccid Paralysis) هو شبح جديد بدأ يطارد أطفال غزة، مضيفًا بُعدًا كارثيًا جديدًا للمأساة الإنسانية في القطاع. في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، دقت وزارة الصحة الفلسطينية ناقوس الخطر بعد تسجيل عشرات الحالات من هذا المرض النادر والخطير، الذي يسبب ضعفًا مفاجئًا في العضلات قد يصل إلى الشلل التام. فما هو هذا المرض؟ ولماذا ينتشر الآن في غزة بشكل يهدد بكارثة صحية وشيكة؟
ما هو مرض الشلل الرخو الحاد؟ 🩺
الشلل الرخو الحاد ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو متلازمة سريرية، أي مجموعة من الأعراض التي لها أسباب متعددة. العرض الرئيسي هو ضعف أو شلل مفاجئ في الأطراف، وغالبًا ما يصيب الأطفال دون سن الخامسة عشرة. ووفقًا لـ منظمة الصحة العالمية، فإن مراقبة حالات هذا المرض هي الطريقة الأساسية للكشف المبكر عن احتمالية عودة فيروس شلل الأطفال. يمكن أن يكون سببه فيروسات أخرى (مثل الفيروسات المعوية)، أو أمراض مناعية، أو سموم. الأعراض تبدأ بشكل مفاجئ وتتطور بسرعة، مما يتطلب تشخيصًا فوريًا.
تحذير من كارثة صحية في غزة 🚨
أعلنت وزارة الصحة في غزة أنها سجلت عشرات الإصابات بمتلازمة الشلل الرخو الحاد، ووصفت الوضع بأنه “مقلق للغاية” و”بداية كارثة صحية حقيقية”. وأشارت الوزارة إلى أن هذا الانتشار هو نتيجة مباشرة للظروف الكارثية التي يعيشها سكان القطاع، وخاصة الأطفال. ويأتي هذا التحذير في وقت تعمل فيه المستشفيات المتبقية في غزة فوق طاقتها بكثير، وتعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيلها، مما يجعل التعامل مع تفشي مرض جديد أمرًا شبه مستحيل.
5 أسباب رئيسية لانتشار المرض في القطاع
إن انتشار الشلل الرخو الحاد في غزة ليس مصادفة، بل هو نتيجة مباشرة لانهيار مقومات الحياة الأساسية. ويمكن تلخيص الأسباب في النقاط التالية:
- انهيار شبكات الصرف الصحي: أدى تدمير البنية التحتية إلى اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، مما يخلق بيئة مثالية لانتشار الفيروسات المسببة للمرض.
- تلوث المياه والغذاء: يعتمد السكان على مصادر مياه غير آمنة، مما يزيد من خطر الإصابات المعوية التي قد تكون أحد أسباب الشلل.
- سوء التغذية الحاد: يعاني أطفال غزة من مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية، مما يضعف جهازهم المناعي ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ومضاعفاتها الخطيرة.
- الاكتظاظ الشديد في مراكز الإيواء: يسهل التكدس الكبير للنازحين في أماكن ضيقة انتقال العدوى الفيروسية بسرعة بين الأفراد.
- توقف برامج التطعيم: أدى انهيار النظام الصحي إلى توقف حملات التطعيم الروتينية، بما في ذلك لقاح شلل الأطفال، مما يترك الأطفال بلا حماية.
هل هناك علاقة بينه وبين شلل الأطفال؟
نعم، العلاقة وثيقة ومقلقة. تعتبر منظمة الصحة العالمية متلازمة الشلل الرخو الحاد المؤشر الأول والأهم لترصد عودة فيروس شلل الأطفال. أي زيادة غير مبررة في حالات هذا الشلل تطلق إنذارًا عالميًا للتحقق من عدم وجود فيروس شلل الأطفال خلفها. وفي ظل توقف التطعيمات في غزة، فإن الخوف الأكبر هو أن تكون هذه الحالات مقدمة لعودة ظهور مرض شلل الأطفال الذي كان العالم على وشك القضاء عليه تمامًا.
أسئلة شائعة حول الشلل الرخو الحاد
ما هو الشلل الرخو الحاد؟
هو متلازمة سريرية تسبب ضعفًا مفاجئًا في العضلات قد يؤدي للشلل، وتصيب الأطفال بشكل أساسي. يعتبر مؤشرًا لترصد فيروس شلل الأطفال.
لماذا هو خطير في غزة الآن؟
لأنه ينتشر في ظل انهيار كامل للمنظومة الصحية والصرف الصحي، ومع وجود سوء تغذية حاد، مما يهدد بكارثة صحية واسعة النطاق.
هل يوجد علاج له؟
العلاج يعتمد على المسبب. لا يوجد علاج للفيروسات نفسها، بل يتم تقديم رعاية داعمة. الوقاية عبر النظافة والتطعيمات هي الحل الأهم.
الخاتمة:
إن ظهور حالات الشلل الرخو الحاد في غزة ليس مجرد أزمة صحية، بل هو شهادة مأساوية على حجم الانهيار الإنساني في القطاع. إنه يتطلب تحركًا دوليًا عاجلاً ليس فقط لتقديم المساعدات الطبية، بل لإعادة بناء مقومات الحياة الأساسية قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة لا يمكن السيطرة عليها.
