سلايدرمقالات

المشتاقون للبرلمان: كيف يشتري رأس المال أصوات الغلابة ويغتال أحلام الكفاءات

المشــتاقون للبرلمان

 بقلـم / حـاتم الخصـوصى

وا أسفاه  مشهد متكرر ويحدث عقب نهاية كل دورة برلمانية حيث نرى فيه المشتاقين للبرلمان يتسابقون للذهاب الى الأفراح والمآتم يلتقطون الصور التذكارية لنشرها على صفحات التواصل الاجتماعى ونرى خلفهم مجموعة من المرتزقة وأصحاب السبوبة الذين يأكلون على كل الموائد لا يهمهم هذا المرشح أو ذاك. ولكن ما يهمهم فى المقام الأول هو من يدفع أكثر. ومن الممكن أن ترى الشخص ذاته يمدح أحدهم أول النهار ويطعن فيه آخره.

هؤلاء المشتاقون من أصحاب الأموال وغيرهم يحاربون من أجل الوصول الى كرسى البرلمان من أجل تحقيق هذا الهدف ليس لمصلحة المواطن ولكن من أجل الحصول على الحصانة البرلمانية والوجاهة الاجتماعية وأن يكون لهم نفوذ لكسب المنافع والحصول على العديد من المزايا التى لم يكن ليحصلوا عليها قبل وصولهم الى هذا الكرسى.

ومن أجل ذلك كله هم ينفقون الغالى والنفيس يلعبون  بمشاعر الفقراء والغلابة يستغلون ضعفهم وظروفهم المعيشية الصعبة فى ظل غلاء الأسعار ويعولون على شراء أصواتهم  بثمن بخس دراهم معدودات.

نرى أشخاصا مدفوعين للترشح فى بعض الدوائر لتفتيت أصوات الناخبين ونرى أمولا تنفق لشراء أصوات الغلابة ونرى توزيعا لبعض السلع الغذائية وغيرها من وسائل التحايل ….

نعم إنها ظاهرة سيئة يستغل فيها هؤلاء ضعف الناس واحتياجهم لأبسط ضروريات الحياه. وسوف يظل الوضع هكذا على حاله لم يتغير ولم تفرز الانتخابات الأفضل أبدا طالما أن رأس المال هو السائد والقائد والمتحكم فى مصير الغلابة وسيظل الكثير من الساسة والكفاءات ورجال العلم وأهل الرأى والثقة ومن يستحقون أن يمثلونا فى البرلمان قابعين فى أماكنهم لا يستطيعون الوصول الي هذا الكرسى رغم أنهم على دراية كاملة بحق المواطن واقرار مصيره سواءا فيما يتعلق بالتشريعات التى تضمن له حقوقه وتكفل له كرامته أو بالرقابة على الحكومة ومتابعة أعمالها بكل أمانة وشفافية لأنهم كل منهم  يعلم الدورالمنوط به  تجاه المواطن الذى أعطاه صوته وحمله تلك الأمانة.

وفى النهاية نرى أن الشوارع قد أغلقت باللافتات وامتلأت الميادين بصور المرشحين وشعاراتهم الرنانة التى أنفق عليها ملايين الجنيهات فى الوقت الذى يحتاج فيه الفقير والمريض واليتيم الى بضعة جنيهات ليشترى الدواء أو يشترى قوتا يسد به رمقه ولم يجد من يمد اليه يد العون والمساعدة … !

وبعد هذا كله ووصول كل منه الى ما أراده يتحول المرشح الى النقيض تماما. فبعد أن كان سمحا بشوشا يسرع لمقابلة الناس بالأحضان فى الشوارع والمؤتمرات نراه انسانا آخر ينظر الى الناس بكبر وغطرسة وغرور وكثير منهم يتجاهل الناس حين يراهم ولا يرد عليهم السلام .

فإلى متى يستمر وضع المواطن وتفكيره فى اختيار من يمثله على هذا الحال … !!

هل نرى يوما من الأيام أن ينتبه المواطن صاحب الصوت الانتخابى وأن تفرز الانتخابات وصول المرشح الحقيقى الذى أراده وأن يكون ممثله وصوته فى البرلمان ؟

أم سيظل رأس المال هو المتحكم فى مصيرالغلابة ؟

وسنظل نرى المرتزقة والمنتفعين والطبالين والشللية وأصحاب المصالح والكتائب الالكترونية المسخرون للإساءة الى هذا أوذاك هم من يطفون على السطح من أجل مجاملة  فرد بعينه. ؟

وأخيرا أقول للناخب لا تلومن إلا نفسك … هذا ما جنته يداك … !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights