في هذا المقال
إن موقف مصر من حرب غزة هو موقف تاريخي ثابت ومبدئي، وقد جاءت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة لتؤكد مجددًا على هذه الثوابت الراسخة التي تحكم السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية. في ظل التطورات المتسارعة والمأساة الإنسانية في القطاع، حرص الرئيس السيسي على توضيح الرؤية المصرية بشكل قاطع، ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بمسار الحل ورفض المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية.
السيسي يجدد التأكيد: موقف مصر ثابت وواضح 🇪🇬🇵🇸
خلال كلمته في افتتاح عدد من المشروعات التنموية، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن موقف مصر من حرب غزة لم يتغير ولن يتغير. وأوضح أن هذا الموقف يستند إلى مجموعة من الثوابت الوطنية التي تمثل إجماعًا مصريًا، وتهدف في المقام الأول إلى حماية حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي. هذه التصريحات، التي تأتي في توقيت حرج، تمثل رسالة واضحة لكل الأطراف الإقليمية والدولية حول الخطوط الحمراء التي لن تسمح مصر بتجاوزها، وهو ما تؤكده البيانات الرسمية الصادرة عن رئاسة الجمهورية.
الثابت الأول: الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين
على رأس الثوابت التي أكد عليها الرئيس، يأتي الرفض المصري القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء في غزة أو الضفة الغربية. شدد الرئيس السيسي على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وأن الحفاظ على بقاء الفلسطينيين على أرضهم هو أساس أي حل مستقبلي. ويعتبر هذا الموقف حجر الزاوية في السياسة المصرية، حيث تراه القاهرة مسألة أمن قومي مباشر، وهو ما يفسر ثبات موقف مصر من حرب غزة على مدار الأزمة.
الثابت الثاني: حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام
جدد الرئيس السيسي تأكيده على أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا من خلال “حل الدولتين”، والذي يعني إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل. وأكد أن أي حلول أخرى أو ترتيبات أمنية مؤقتة لن تنجح في تحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة. إن التمسك بهذا الحل هو جزء لا يتجزأ من موقف مصر من حرب غزة، حيث ترى القاهرة أنه الضمانة الوحيدة لحقوق الشعبين وتحقيق الأمن الإقليمي.
الثابت الثالث: معبر رفح لم ولن يغلق من الجانب المصري
في رد حاسم على الحملات الإعلامية التي تحاول تشويه الدور المصري، أكد الرئيس السيسي مجددًا أن معبر رفح لم يغلق يومًا واحدًا من الجانب المصري. وأوضح أن مصر تبذل جهودًا مضنية لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، وأن العوائق تأتي من الجانب الآخر. هذا التأكيد الرسمي يهدف إلى فضح “الدعاية المغرضة” ويوضح موقف مصر من حرب غزة ودعمها الإنساني. ويأتي هذا في سياق جهود مصرية مستمرة لتسهيل عبور المساعدات.
الثابت الرابع: دعم السلطة الوطنية الفلسطينية
أشار الرئيس السيسي إلى أهمية دعم السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني. هذا الموقف يهدف إلى الحفاظ على الكيان المؤسسي الفلسطيني ومنع حالة الفوضى التي قد تنتج عن غياب سلطة مركزية معترف بها دوليًا. إن دعم السلطة هو جزء من رؤية مصر لتحقيق حل سياسي مستدام يضمن قيام دولة فلسطينية قادرة على إدارة شؤونها، ويعزز من صلابة موقف مصر من حرب غزة على الساحة الدولية.
أسئلة شائعة حول موقف مصر من حرب غزة
ما هو موقف مصر من حرب غزة باختصار؟
موقف مصر ثابت وواضح: رفض التهجير، التمسك بحل الدولتين، إبقاء معبر رفح مفتوحًا من جانبها، ودعم السلطة الفلسطينية.
هل توافق مصر على تهجير الفلسطينيين؟
لا، ترفض مصر بشكل قاطع أي محاولة لتهجير الفلسطينيين وتعتبر ذلك خطًا أحمرًا ومسألة أمن قومي.
لماذا لا تدخل المساعدات بكميات أكبر إلى غزة؟
وفقًا للتصريحات الرسمية المصرية، فإن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، لكن العراقيل والإجراءات من الجانب الإسرائيلي هي التي تعطل دخول المساعدات.
الخاتمة:
تأتي تصريحات الرئيس السيسي لتضع إطارًا واضحًا ومحددًا للدور المصري في واحدة من أصعب الأزمات التي تمر بها المنطقة. إن التأكيد على هذه الثوابت الأربعة يمثل رسالة قوية بأن موقف مصر من حرب غزة لن يتزعزع، وأن القاهرة ستظل اللاعب المحوري والفاعل في البحث عن حل عادل وشامل يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق الاستقرار في الشرق الأوسط.
