مقالاتسلايدر

أكمل النشار يكتب.. هايدي والشيبسي.. عندما تجتمع الإنسانية بأكملها في قلب صغير!

في وقت أصبحت فيه الأنانية هي الصفة السائدة ، ونرى فيه يومياً قصص تعبر عن مدى البشاعة وانعدام الإنسانية في مواقف كثيرة ، برزت لنا وسط كل هذا طفلة صغيرة بسيطة جداً اسمها هايدي، لتُعيد إلينا الأمل في الإنسانية وتذكّرنا بقيم العطاء والإيثار.

 

هايدي، الطفلة التي لم تتجاوز سنوات عمرها الأولى، أصبحت حديث السوشيال ميديا في مصر اليوم، الثلاثاء 26 أغسطس 2025، بعد موقف إنساني نبيل أظهر قلبها الكبير وأخلاقها العالية.

 

بدأت القصة عندما توجهت هايدي إلى سوبر ماركت قريب لتشتري كيس شيبسي بقيمة 5 جنيهات، وهي النقود الوحيدة التي كانت بحوزتها.

لكن، في لحظة عفوية، رأت رجلًا مسنًا في الشارع يبدو بحاجة ماسة إلى المساعدة.

دون تردد أو تفكير طويل، قررت هايدي أن تتراجع عن شراء الكيس الذي كانت تتوق إليه، وأعادته إلى صاحب المحل، ثم منحت الـ5 جنيهات إلى الرجل المسن.

 

لم تكتفِ هايدي بذلك، بل رفضت عرض صاحب السوبر ماركت الذي أراد أن يهديها كيس الشيبسي تقديرًا لفعلها النبيل، وقالت بكل ثقة: “شكرًا، بابا مش حارمني من حاجة”.

هذا الموقف، الذي رصدته كاميرات المحل، انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الآلاف من المصريين مع الفيديو، مشيدين بتربية هايدي وأخلاقها.

كتب أحدهم: “دي هايدي.. طفلة صغيرة بتعلّمنا درس كبير في الإنسانية”. بينما علّق آخر: “يسلم اللي ربّى.. قلبها مليان خير ومحبة”.

 

لم يكن المشهد مجرد لحظة عابرة، بل تحول إلى “تريند” يعكس قيم الرحمة والعطاء التي نفتقدها أحيانًا في زحمة الحياة.

والد هايدي، الذي لم يتمكن من إخفاء فرحته بما فعلته ابنته، عبّر عن فخره بها قائلًا: “بكيت من الفرحة.. هايدي علّمتنا إن الإنسانية مش محتاجة فلوس كتير، بس محتاجة قلب كبير”.

وفي تصريح لها قالت هايدي: “إديت الـ5 جنيه للراجل من غير تفكير لإنه أكيد محتاجها أكتر مني”.

وكشفت أنها سبق وتبرعت بـ10 جنيهات كانت ستشتري بها آيس كريم لمساعدة سيدة كبيرة في السن، في موقف آخر يعكس طباعها الكريمة.

قصة هايدي ليست مجرد حدث عابر، بل درس حي للكبار قبل الصغار.

في زمن تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، تأتي هذه الطفلة لتذكّرنا أن العطاء لا يُقاس بقيمة المال، بل بنقاء القلب وصدق النية.

 

هايدي، أو “طفلة الشيبسي” كما أطلق عليها رواد السوشيال ميديا، أصبحت رمزًا للأمل والإنسانية، ومثالًا يُحتذى به في عالم يحتاج إلى المزيد من الرحمة والإيثار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights