سلايدرعربي وعالمي

صرخة «أطباء بلا حدود»: إسرائيل تتعمد قتل “شهود الإبادة” في غزة

انضم إلى متابعينا وكن أول من يعلم

صرخة «أطباء بلا حدود»: إسرائيل تتعمد قتل “شهود الإبادة” في غزة

أدانت منظمة «أطباء بلا حدود» بأشد العبارات ما وصفته بالهجوم الإسرائيلي المروع والمزدوج على مجمع ناصر الطبي، والذي لم يكتفِ بتدمير المباني، بل حصد أرواح 20 شهيدًا من بينهم صحفيون ومسعفون وعاملون في مجال الرعاية الصحية. في بيان شديد اللهجة، أكدت المنظمة أن هذه الهجمات ليست عشوائية، بل هي جزء من استراتيجية ممنهجة تهدف من خلالها إسرائيل إلى تصفية الشهود الوحيدين على الإبادة الجماعية التي تُرتكب في قطاع غزة. يمكنك متابعة آخر أخبار حرب غزة لمعرفة كل جديد.

مجزرة على الهواء مباشرة: تفاصيل استهداف مجمع ناصر الطبي

لم تكن مجرد غارة، بل كانت فخًا دمويًا. بدأ الهجوم بقصف عنيف نفذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مبنى الياسين داخل المجمع الطبي. هرعت فرق الإنقاذ والطواقم الصحفية والمواطنون لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، وفي تلك اللحظة الإنسانية، وبينما كانت الكاميرات تبث وقائع الإنقاذ على الهواء مباشرة، شنت قوات الاحتلال غارة ثانية على نفس المكان. كانت النتيجة مجزرة مروعة، حوّلت المنقذين إلى ضحايا، وأضافت أسماء جديدة إلى قائمة الشهداء. يصف جيروم جريمو، منسق الطوارئ مع أطباء بلا حدود في غزة، المشهد قائلًا إن بعض أعضاء فريقه اضطروا للاحتماء داخل المختبر بينما كانت القذائف الإسرائيلية تدك المبنى فوق رؤوسهم مرارًا وتكرارًا.

«إسكات الشهود»: استراتيجية إسرائيلية ممنهجة

لماذا يُستهدف الصحفي والمسعف؟ الإجابة التي تقدمها «أطباء بلا حدود» مفزعة وبسيطة: لأنهم الشهود. هؤلاء هم من ينقلون الحقيقة للعالم، ويوثقون الجرائم، ويفضحون الروايات الكاذبة. أعرب جريمو عن سخطه البالغ قائلاً: “شاهدنا على مدى الأشهر الماضية كيف دمرت القوات الإسرائيلية المرافق الصحية، وأسكتت الصحفيين، وحاصرت العاملين في مجال الرعاية الصحية تحت الأنقاض”. ويضيف بمرارة: “ومع استمرار إسرائيل في تجاهل القانون الدولي، يُستهدف – مع سبق الإصرار – الشهود الوحيدون على حملة الإبادة الجماعية التي تشنها”. ومن بين هؤلاء الشهود كانت الصحفية مريم أبو دقة، التي عملت مرارًا مع المنظمة، والتي ترك استشهادها ابنًا صغيرًا “أُجبر على أن يكبر بلا أمه”، على حد تعبير جريمو.

استهداف الصحفيين في غزة وتدمير معداتهم

الكاميرا المحطمة ترمز إلى محاولات إسرائيل لإخفاء الحقيقة في غزة.

صرخة للمحاسبة في وجه انتهاك القانون الدولي

لم يعد الصمت خيارًا. يرى المراقبون أن استهداف الطواقم الطبية والصحفية بشكل متكرر يرقى إلى مستوى جرائم الحرب بموجب القانون الدولي الإنساني، وتحديدًا اتفاقيات جنيف، التي تمنح حماية خاصة لهذه الفئات أثناء النزاعات. إن تدمير المستشفيات وقتل المسعفين لا يعيق وصول المساعدات الإنسانية فحسب، بل يقضي على أي أمل في النجاة للمصابين. وبالمثل، فإن قتل الصحفيين هو محاولة لفرض تعتيم إعلامي كامل على ما يجري، وترك رواية واحدة فقط، هي رواية القوة العسكرية.

(فقرة مُضافة 1) إن الشعور بالإفلات من العقاب هو ما يغذي هذه الجرأة على انتهاك أبسط القواعد الإنسانية. فعندما تمر الهجمات المتكررة على المستشفيات وسيارات الإسعاف دون مساءلة دولية حقيقية، فإن ذلك يرسل رسالة خطيرة مفادها أن القانون الدولي مجرد حبر على ورق. تطالب المنظمات الحقوقية الآن بأكثر من مجرد الإدانات؛ إنها تطالب بآليات تحقيق مستقلة وفعالة، وبفرض عقوبات على المسؤولين عن هذه الجرائم، لضمان عدم تكرارها وتقديم العدالة للضحايا.

الأثر النفسي على من بقوا على قيد الحياة

إن الأفكار والمبادئ الإنسانية التي قامت عليها منظمات مثل أطباء بلا حدود تتعرض لأقسى اختبار في غزة. فكيف يمكن تقديم المساعدة الطبية عندما تكون المستشفيات نفسها أهدافًا عسكرية؟ وكيف يمكن نقل الحقيقة عندما يكون حامل الكاميرا هدفًا مباشرًا؟ إن التحدي الأكبر الآن ليس فقط في إيصال المساعدات، بل في حماية من يقدمونها ومن يوثقونها.

(فقرة مُضافة 2) خلف كل بيان إدانة وكل رقم إحصائي، هناك أثر نفسي مدمر على الأفراد الذين يعيشون هذا الواقع يوميًا. المسعفون والصحفيون الباقون يعملون تحت وطأة الخوف الدائم، عالمين أن السترة التي تحمل شارة “صحافة” أو “طبي” قد تحولت من درع حماية إلى علامة استهداف. يعاني هؤلاء الأبطال من صدمات نفسية عميقة، وهم يشاهدون زملاءهم يسقطون بجانبهم، ويضطرون لاتخاذ قرارات مستحيلة بين واجبهم المهني وسلامتهم الشخصية. هذا الضغط الهائل لا يؤثر فقط على قدرتهم على العمل، بل يترك ندوبًا نفسية قد لا تلتئم أبدًا.

دعوة عاجلة لوقف نزيف الحقيقة والإنسانية

في ختام بيانه، لم يطالب جيروم جريمو إلا بطلبين واضحين: “وقف الإبادة في قطاع غزة ومحاسبة إسرائيل على إجرامها”. هذه الدعوة لا تمثل منظمة أطباء بلا حدود فقط، بل هي صدى لأصوات كل من يؤمنون بأن للحقيقة قيمة وللإنسانية حرمة. إن استهداف الشهود هو محاولة لقتل الحقيقة ذاتها، وإذا صمت العالم عن ذلك، فإنه يسمح بإعادة كتابة التاريخ بدم الأبرياء، ويترك الساحة مفتوحة أمام مرتكبي الجرائم للإفلات من العقاب.

(فقرة مُضافة 3) إن العواقب طويلة الأمد لهذه الاستراتيجية تتجاوز حدود غزة. فعندما يتم إسكات الصحافة المستقلة وتصفية العاملين في المجال الإنساني، يتم خلق فراغ معلوماتي هائل. هذا الفراغ لا يمنع العالم من رؤية الحقيقة فحسب، بل يتيح المجال للروايات المضللة والدعاية بالازدهار، مما يعقد أي جهود مستقبلية لتحقيق المصالحة والعدالة. إن ما يحدث اليوم يضع سابقة خطيرة يمكن تكرارها في مناطق نزاع أخرى، مما يهدد بتقويض النظام العالمي القائم على القانون وحقوق الإنسان. “كفى”، بهذه الكلمة ختم جريمو بيانه، وهي كلمة تلخص حجم المأساة وضرورة التحرك الفوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights