مقالاتسلايدر

البكالوريا أم الثانوية العامة بين تخبط الوزارة وحيرة الناس… أين مصلحة أبنائنا؟

كتب : محمد البقري

لا يختلف احد على أن التعليم هو أساس نهضة أي وطن، وأن مستقبل الأجيال مرهون بقرارات واضحة وشجاعة من القائمين عليه. لكن ما يحدث اليوم بين نظام الثانوية العامة المعتاد وبين ما يُطرح تحت اسم البكالوريا يكشف حجم التخبط الذي تعيشه وزارة التربية والتعليم ويضع المجتمع كله في حالة حيرة لا مبرر لها.

إذا كانت الوزارة ترى أن البكالوريا هي النظام الأفضل لتطوير التعليم فلماذا لا تُصدر قرارًا واضحًا وحاسمًا بدلاً من ترك الناس في دوامة من التساؤلات والقلق؟ لقد تحولت الإدارات التعليمية إلى ساحات من النقاشات غير المجدية حيث يحاول المسؤولون إقناع الطلاب وأولياء الأمور بنظام غير مفهوم لهم مجهول النتائج قد يكون جيدًا وقد يكون كارثيًا.

هل من المنطقي أن نطلب من طالب لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره أن يستوعب تفاصيل هذه الأنظمة المعقدة؟ وهل من العدل أن ننتظر من ولي أمر بسيط مطحون في عمله وربما لم ينل قسطًا من التعليم أن يفهم ما تعجز الوزارة نفسها عن شرحه بوضوح؟ الناس في الشارع مرتبكون والبيت المصري يعيش قلقًا مضاعفًا فالتعليم لم يعد مجرد امتحانات وشهادات بل قضية مصير يحدد مستقبل كل أسرة.

ويبقى السؤال الأهم: هل الوزارة بعجز مدرسيها وقلة الإمكانيات في كثير من المدارس قادرة على تطبيق نظامين في وقت واحد؟ وهل أعدت خطة واقعية لذلك أم أن الضحية في النهاية سيكون الطلاب وأولياء أمورهم الذين يدفعون ثمن قرارات غير مدروسة.

كان الأولى بالوزارة أن تُشكل لجانًا علمية حقيقية تضم خبراء تربويين ومفكرين تدرس بعمق وتُقيّم بموضوعية ثم تُصدر قرارًا مدروسًا يخدم الصالح العام. إما أن يتم تطبيق نظام البكالوريا بشكل رسمي ومخطط له على مستوى الدولة أو يستمر نظام الثانوية العامة مع تطويره بما يتماشى مع العصر. لكن ترك الناس بين شد وجذب دون بوصلة واضحة فهو ظلم وإرهاق لا مبرر له.

كفى عبثًا بمستقبل أولادنا. إن كنا نؤمن فعلًا أن التعليم هو السلاح الأول لبناء الوطن فعلينا أن نضع خططًا واضحة وقرارات حاسمة بعيدًا عن التجارب المرتجلة. ارحموا أبناءنا يرحمكم الله وارحموا أولياء الأمور الذين لم يعودوا قادرين على احتمال المزيد من التخبط. التعليم قضية وطنية وليست حقل تجارب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights