“النجم الساطع 2025”: مصر تستضيف أضخم مناورة عسكرية بالشرق الأوسط بمشاركة 43 دولة

مصر تستعد لاستضافة أضخم مناورة عسكرية في الشرق الأوسط “النجم الساطع 2025” بمشاركة 43 دولة
تستعد مصر غدًا، لاستضافة الدورة التاسعة عشرة من مناورات “النجم الساطع 2025″، والتي تُعد الأضخم من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، بمشاركة 43 دولة. تأتي هذه المناورات، التي تقام في قاعدة محمد نجيب العسكرية، لتؤكد على الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وتهدف إلى تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى توحيد المفاهيم والتكتيكات العسكرية بين الدول المشاركة. لمزيد من التحليلات حول الاستراتيجيات العسكرية الحديثة، يمكنك قراءة مقالنا
تدريبات شاملة وتنوع في السيناريوهات
تتميز مناورات “النجم الساطع 2025” بشموليتها، حيث تشارك فيها جميع أفرع القوات المسلحة، بما في ذلك القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي والقوات البرية والقوات الخاصة. وقد صرح خبراء عسكريون بأن التدريبات ستركز بشكل كبير على العمليات الخاصة ومراكز القيادة، بالإضافة إلى سيناريوهات متعددة تهدف إلى رفع الكفاءة القتالية وتعزيز التنسيق المشترك.
من بين العمليات التي سيتم التدريب عليها:
- **العمليات البحرية:** تتضمن عمليات حق التفتيش وعمليات الإبرار، بالإضافة إلى صد أي محاولات إبرار معادية.
- **العمليات البرية:** تشمل اقتحام أهداف، وتحرير الرهائن، والتدريب على مختلف تكتيكات القوات البرية في بيئات متنوعة.
- **العمليات الجوية:** تتضمن دعم وإسناد العمليات الخاصة، بالإضافة إلى عمليات الإنقاذ.
- **عمليات خاصة ومدنية:** يشارك في المناورات عناصر من الشرطة المدنية والهلال الأحمر، مما يؤكد على أهمية التدريب على سيناريوهات التعامل مع الأزمات الإنسانية وعمليات الإنقاذ في المناطق النائية.
- **الرماية التكتيكية:** سيتم تنفيذ رمايات حية وتكتيكية باستخدام أجهزة المحاكاة والميادين المخصصة لذلك في قاعدة محمد نجيب العسكرية.
صورة توضيحية لجنود مصريين وأمريكيين يشاركون في تدريبات مشتركة ضمن مناورات النجم الساطع 2025، تظهر دبابات وعربات مدرعة على أرض صحراوية.
تتيح قاعدة محمد نجيب العسكرية، بموقعها الاستراتيجي وتجهيزاتها المتكاملة التي تشمل منشآت برية وبحرية وجوية وميادين رماية، بيئة مثالية لتنفيذ هذه التدريبات المعقدة والشاملة.
رسائل سياسية وأمنية في توقيت دقيق
تحمل هذه المناورات دلالات سياسية وأمنية هامة في ظل التوترات الإقليمية الراهنة. يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد سمير راغب، أن استضافة مصر لمثل هذه المناورة الضخمة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة والدول الصديقة، وأنها بمثابة رسالة ردع معنوي.
وأشار العميد راغب إلى أن هذه التدريبات، التي تعقد بانتظام كل عامين (وهذه الدورة هي التاسعة عشرة)، تؤكد على استعداد مصر الدائم لأي طارئ، خاصة في ظل التوترات الأمنية على حدودها الشمالية الشرقية في قطاع غزة، والحشد العسكري الإسرائيلي في المنطقة. وشدد على أن هذه المناورات لا تعني أن إسرائيل ترغب في عدوان على مصر، ولكنها تأتي في إطار الاستعداد لأي سيناريوهات محتملة، بما في ذلك محاولات استغلال الأطراف الإرهابية الكامنة.
وأضاف أن المناورات تهدف أيضًا إلى توحيد مفاهيم الاتصال وبروتوكولاته بين القوات المشاركة، مما يعزز القدرة على العمل المشترك والفعال في أي عمليات مستقبلية. وذكر أن موقع سنتكوم احتفى بالمناورة ووصفها بأنها “الأكبر والمهمة”، مما يعكس الاعتراف الدولي بأهميتها الاستراتيجية. هذه المناورات تزيد من جاهزية القوات المصرية لمواجهة التهديدات المختلفة على حدودها.
تأثير “النجم الساطع” على الأمن الإقليمي
تُعد مناورات “النجم الساطع 2025” فرصة حيوية لتبادل الخبرات وتطوير القدرات العسكرية للقوات المشاركة، وتعزيز التعاون الأمني في منطقة تشهد تحديات معقدة ومتزايدة. الوجود الكبير للدول المشاركة، بما في ذلك الدول العربية مثل السعودية وقطر والعراق والأردن وتونس والكويت وعمان وجيبوتي، سواء بقوات فعلية أو كمراقبين، يعكس الاهتمام الإقليمي والدولي بأهمية هذه التدريبات.
هذا التعاون يعزز من القدرة الجماعية على مواجهة التهديدات المشتركة مثل الإرهاب، القرصنة، وتأمين الممرات الملاحية الحيوية. كما يرسخ دور مصر كلاعب رئيسي في استقرار المنطقة، وقدرتها على استضافة وتنظيم أحداث عسكرية بهذا الحجم، مما يؤكد مكانتها العسكرية والاستراتيجية على الصعيدين الإقليمي والدولي. للمزيد حول دور القوات المسلحة في حفظ السلام، يمكنك زيارة موقع الأمم المتحدة لحفظ السلام.
تؤكد المناورات أيضًا على أن العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة هي علاقات استراتيجية لا تتأثر بالتوترات قصيرة الأمد، وأن الهدف الأسمى هو الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي من خلال التعاون والتدريب المشترك.
تؤكد هذه المناورات على دور مصر المحوري في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي، وتوفير بيئة آمنة للتنمية والازدهار في المنطقة.