سلايدرسياسةعربي وعالمي

أسطول التضامن العالمي ينطلق من موانئ أوروبا لإنهاء حصار غزة

حراك دولي غير مسبوق لغزة المحاصرة

يشهد البحر الأبيض المتوسط هذه الأيام حراكاً بحرياً غير مسبوق، مع انطلاق أسطول التضامن العالمي الذي يهدف إلى إنهاء حصار غزة المفروض منذ سنوات. هذه المبادرة الدولية، التي تُعد أضخم حملة بحرية لدعم غزة، تجمع مئات من الناشطين والسياسيين وشخصيات عامة بارزة من 44 دولة، في رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني. إنها ليست مجرد محاولة عابرة لتوصيل الإغاثة، بل هي تعبير عن رفض دولي متزايد للظروف الإنسانية المأساوية في القطاع المحاصر ومطالبة بوقف ما يسميه المنظمون “الإبادة الجماعية”.

المصادر في اللجان التنظيمية لهذا الأسطول أكدت اكتمال أعداد المتطوعين وجاهزية عشرات السفن للانطلاق من موانئ أوروبية متعددة. هذا التجمع الكبير للمتضامنين يمثل دفعة معنوية وإنسانية هائلة، ويعزز من جهود التضامن الفلسطيني على الساحة الدولية. يسعى المنظمون من خلال هذه الحملة البحرية لدعم غزة إلى فتح ممر إنساني بحري آمن نحو القطاع، يضمن وصول الإمدادات الأساسية للمتضررين.

انطلاقة الأسطول وشخصيات دولية بارزة

انطلقت أولى سفن أسطول التضامن العالمي، يوم الأحد، من ميناء برشلونة الإسباني، بعد مظاهرات حاشدة لتوديع النشطاء. ويضم الأسطول حالياً نحو 300 شخص من المتطوعين والنواب والشخصيات العامة من 44 دولة، وهو عدد يعكس مدى اتساع نطاق الدعم لهذه المبادرة الإنسانية. ومن أبرز الشخصيات المشاركة في هذه الرحلة: رئيسة بلدية برشلونة السابقة، آدا كولاو؛ النائبة اليسارية البرتغالية، ماريانا مورتاغوا؛ الناشطة السويدية المعروفة، غريتا ثونبرغ؛ الممثل الأيرلندي، ليام كونينغهام؛ والممثل الإسباني، إدواردو فرنانديز. هذه المشاركات رفيعة المستوى تضفي بعداً سياسياً وإعلامياً كبيراً على المبادرة، وتؤكد أن قضية غزة تحظى باهتمام واسع على الصعيد الدولي.

يتكون هذا الأسطول من تحالف يضم “اتحاد أسطول الحرية”، و”حركة غزة العالمية”، و”قافلة الصمود”، بالإضافة إلى منظمة “سومود نوسانتارا” الماليزية. هذا التجمع الكبير يمثل جهداً منظماً وموحداً لتحقيق هدف مشترك. ومن المتوقع أن تنضم سفن إضافية إلى الأسطول في مساره. ففي 4 سبتمبر 2025، ستنطلق سفن من ميناء صقلية الإيطالي لتنضم إلى هذا التجمع، وتليها لاحقاً سفن أخرى من تونس. هذا التنوع في نقاط الانطلاق يؤكد على الدعم الدولي الواسع لحملة غزة البحرية، ويعكس إصرار النشطاء الأوروبيين على تحقيق هدفهم الإنساني. هذا التجمع الكبير من السفن والناشطين سيبحرون في نهاية المطاف نحو قطاع غزة مباشرة، محملين ب مساعدات إنسانية وإغاثية حيوية.

تحديات الرحلة والالتزام بالقانون الدولي

واجه بعض الناشطين الأوروبيين عراقيل ومحاولات لمنعهم من الانضمام إلى الأسطول في نقاط الانطلاق المختلفة، مثل ميناء كاتانيا ب جنوب إيطاليا. فقد كانت هناك محاولات لاعتقال أو إعادة بعض المتطوعين، مما يعكس قلق السلطات الإسرائيلية من تأثير هذه المبادرة البحرية الواسعة. ويؤكد المنظمون أن الجانب الإسرائيلي يحاول العبث بال حملة بحرية لدعم غزة ويواجهها بـ “تخريب ممنهج” و”استفزازات”، مشيرين إلى أن هناك أياد خفية تحاول عرقلة جهودهم. ورغم هذه التحديات، يظل إصرار النشطاء على المضي قدماً أكبر، مؤكدين أن هذه المحاولات لن تثنيهم عن هدفهم النبيل.

منظمو هذا الأسطول يشددون على أن قضيتهم تستند إلى قانون البحار الدولي. فوفقاً للقانون الدولي، قطاع غزة يعتبر منطقة غير خاضعة للسيادة الإسرائيلية، وبالتالي لا يمكن لإسرائيل أن تدعي أنها “أرض إسرائيلية” أو أن لها الحق في منع السفن من الوصول إليها في المياه الدولية. وقد سبق لإسرائيل أن حاولت رفع دعاوى قضائية في المحاكم الأوروبية ضد هؤلاء النشطاء، مدعية أنهم “يعتدون على أراضيها”، لكن جميع هذه الدعاوى باءت بالفشل، مما يعزز الموقف القانوني للأسطول ويمنح المتطوعين شرعية دولية لمهمتهم الإنسانية.

يتوقع النشطاء مواجهة عنف مفرط من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكنهم يؤكدون أن ذلك لن يثنيهم عن المضي قدمًا في مهمتهم الإنسانية. هذا الإصرار يعكس عمق التضامن الفلسطيني والدولي مع سكان غزة، ورفضاً للواقع الذي يفرض عليهم. إن الحملة البحرية لدعم غزة ليست مجرد محاولة لإيصال المساعدات، بل هي رسالة سياسية وإنسانية تهدف إلى لفت انتباه العالم إلى استمرار حصار غزة ووضع حد له. للمزيد حول القضايا الدولية والنزاعات، يمكنك زيارة قسم الأخبار الدولية في موقعنا.

آمال في تحقيق العدالة ودعم الإغاثة الإنسانية

يضم هذا الأسطول ما يزيد عن 50 سفينة تحمل على متنها مئات النشطاء الذين تدربوا على كيفية التعامل بسلمية مع أي عنف محتمل من قبل قوات الاحتلال. هذا التدريب يهدف إلى ضمان سلامة المتطوعين وحماية حقوقهم الإنسانية أثناء الإبحار ومحاولة إنهاء حصار غزة. المنظمون يؤكدون أن هذا التحرك يأتي لدعم المطالب بإنهاء الحصار وفتح ممرات إنسانية دائمة. للمزيد عن جهود الإغاثة الدولية في غزة، يمكنك زيارة موقع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). إن هذا الجهد المشترك يبعث برسالة قوية بأن العالم لن يصمت على الظلم.

تجمع هذا العدد الكبير من السفن والناشطين من أوروبا ومختلف الدول في هذا الأسطول يمثل حدثاً تاريخياً في سياق القضية الفلسطينية. هذه المبادرة ترسل رسالة واضحة بأن العالم لن يصمت على حصار غزة. ورغم التحديات والمخاطر، يظل الإصرار هو المحرك الرئيسي لهؤلاء النشطاء الذين عزموا على تحقيق هدفهم الإنساني. إنهم يمثلون صوت الضمير العالمي الذي يطالب بالعدالة والسلام وإنهاء الظلم. هذا الجهد المشترك يؤكد على أهمية الوحدة في مواجهة التحديات الإنسانية الكبرى.

نتمنى أن تصل سفن أسطول التضامن العالمي بأمان إلى القطاع، وأن تنجح في إنهاء حصار غزة وإيصال المساعدات الضرورية. نأمل أن تكون هذه المبادرة نقطة تحول نحو مستقبل أفضل لسكان القطاع، وأن يكون هذا التحرك البحري دليلاً على أن الإرادة الشعبية والتضامن الفلسطيني الدولي يمكن أن يحدثا فرقاً حقيقياً في قضايا العدالة الإنسانية. نتطلع إلى تغطية إعلامية واسعة لهذه المبادرة لتعزيز الوعي العالمي بضرورة إيجاد حلول دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية. لمتابعة المزيد من أخبار السياسات الإقليمية، يمكنك زيارة قسم مقالاتنا السياسية.

انضم إلى متابعينا وكن أول من يعلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights