
في الوقت الذي يخوض فيه المجتمع معركة حقيقية ضد الانفلات الأخلاقي وانتشار ظاهرة البلطجة، وتبذل وزارة الداخلية جهودًا مضنية لإعادة هيبة الدولة إلى الشارع، تظهر مشاهد صادمة تهدد هذه الجهود من الداخل. آخرها افتتاح الفنانة الاستعراضية دينا لأكاديمية متخصصة في تعليم الرقص الشرقي وفنون الغناء والتمثيل أكاديمية الرقص الشرقي، تحت شعار “التعليم” و”صقل المواهب”.
ليست مجرد أكاديمية، بل مشروع يزرع في وعي الأجيال أن الاستعراض هو الطريق إلى النجاح، وأن الجسد يمكن أن يُقدَّم كرسالة تربوية. في مجتمع يحتاج إلى تعزيز القيم والانضباط، يثير هذا المشروع علامات استفهام كبيرة حول الرسالة التي يُراد إيصالها.
في الوقت ذاته، تُغلق المراكز الثقافية، وتُهمَل الأنشطة المدرسية، وتُختزل الفنون في برامج تافهة وحفلات بلا مضمون، بينما تُكرَّس الموارد لمشروع يكرّس الفراغ القيمي ويهدد المجتمع بمزيد من الانفلات الأخلاقي. وهنا تكمن الخطورة: كيف نواجه البلطجة إذا كان التعليم نفسه يُعاد تعريفه على أنه استعراض ورقص؟
ما يحدث ليس ترفًا ثقافيًا، بل يمثل تهديدًا للقيم المجتمعية. نحن لا نتحدث عن فن أصيل يرقّي الذوق العام، بل عن مشروع يُشرعن اللهو ويقدّمه كرسالة تعليمية، في لحظة تاريخية كان يجب أن يُرفع فيها لواء “الأخلاق والانتماء” لا “الرقص والجدل”.
افتتاح الأكاديمية يرسل رسالة مدمرة: بينما يخاطر رجال الداخلية بأرواحهم يوميًا للحفاظ على الأمن، هناك من يشرعن ثقافة الانفلات تحت شعار “الفن”. هذه ازدواجية قاتلة في إدارة المشهد الثقافي، ولن يدفع ثمنها سوى الأجيال المقبلة.
إذا لم نُعد بسرعة بوصلة التعليم نحو غرس القيم والانتماء، فإن المجتمع القادم قد يتفاخر بالاستعراض ويتراجع في ميادين الفكر والعلم، مجتمع تغلب فيه لغة البلطجة على لغة الانضباط، ويُحتفى فيه بالراقصة بينما يُهمش المفكر والمربي.
كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:
لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار الفنية وقضايا المشاهير، انضم إلينا عبر منصاتنا:
لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية: